الخميس 4 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الليلة الفلسطينية فى الأوبرا

الليلة الفلسطينية فى الأوبرا

فى امتحان القدس وفلسطين وغزة لم ينجح أحد من نجوم الغناء فى التفاعل مع الحدث.. رسب الجميع فى ترجمة مشاعر الملايين الرافضين للوقائع الوحشية لذبح الإنسانية التى نراها على مدار 24 ساعة لأن باختصار هذا الجيل لا يهمه الانفعال مع الحدث بل أن طموحه فى جمع الأموال.



أقول قولى هذا ونحن على مشارف مرور شهر كامل ولم يظهر عمل غنائى واحد صادق للتنفيس عن انفعالنا ومداوة آلامنا ويقوم بدور الحشد الغنائى، لم نشهد شاعرا ينفعل أو ملحنا يترجم أو مطربا يتأثر.

وزارة الثقاقة ووزيرة الثقافة د.نيفين الكيلانى ورئيس الأوبرا د.خالد داغر لم يجدا أمام حالة الإفلاس الغنائى سوى الإعداد لحفل غنائى فى دار الأوبرا تحت عنوان «الليلة الفلسطينية» لتقديم ما تيسر من أعمال قديمة صادقة مازالت تعيش فينا ونعيش معها لنجوم الغناء الحقيقيين وتجديد الحب لإبداعاتهم من كوكب الشرق أم كلثوم إلى محمد عبد الوهاب عبد الحليم حافظ وفيروز.. ومن سيد حجاب وعبد الرحمن الأبنودى إلى جمال سلامة وعمار الشريعى فمن بعد هؤلاء انقطع نهر الإبداع وحل محله «نهر الأموال».

الليلة الفلسطينية فى الأوبرا تلخص كل هذا فى حفل غنائى كبير يعتمد على آخر مبادرة غنائية وطنية حقيقية عمرها 23 عامًا عندما انفعل الشاعر د.مدحت العدل ومعه الموسيقار الراحل رياض الهمشرى وقدما أوبريت «القدس حترجع لنا» وشارك فيه 21 ومطربة و20 ممثلا وممثلة يمثلون كل الأجيال من هدى سلطان ونادية لطفى ومحمود ياسين ويسرا إلى أحمد السقا ومحمد هنيدى وكريم عبد العزيز وشريف منير وخالد النبوى وأحمد حلمى ومنى زكى، ومعهم نجوم ونجمات الغناء من مدحت صالح وطارق فؤاد وهشام عباس ومحمد فؤاد وإيهاب توفيق ومنى عبد الغنى وهدى عمار إلى مريم نوح ومحمد حماقى وحكيم ودينا سمير غانم وشيرين وتامر حسنى فى أول ظهور مؤثر لهما ليخرج فى صورة ملحمة مصرية ووثيقة غنائية فى وجه الظلم والعدوان ومؤلفها الشاعر مدحت العدل وحده قادر على إضافة العديد من المقاطع من وحى ما يحدث الآن بنفس اللحن «الهمشرى «الشهير من خلال نجوم الأوبرا والفرصة متاحة لتقديم أصوات جديدة بديلة للأصوات التى أحيلت للمعاش ولا تبحث إلا عن الأموال والمعارك الوهمية، وما تيسر من بقايا نجوم الغناء مع استبدال الراحلة هدى سلطان بالفنانة فردوس عبد الحميد وهى البديل الموضوعى من بين فنانات هذا الجيل.

بخلاف هذا الأوبريت البحث عن أغنية «فلسطين الحبيبة» التى قدمتها المطربة الفلسطينة سلمى تأليف عبد الرحمن الأبنودى وألحان الموسيقار جمال سلامة ضمن أحد أوبريتات الليلة المحمدية وتحديدًا بعد غزو الكويت وشارك فيها المطرب عبد الله الرويشيد وماجدة الرومى وهى واحدة من أشهر الليالى المحمدية انتشارا، وفى نفس السياق لا بديل عن تقديم رائعة «زهرة المدائن « لفيروز تأليف الأخوين رحبانى، ويعود تاريخها إلى عام 67 وهى من أعظم وأصدق ما خرج عن فلسطين بصوت مدحت صالح وتقول كلماتها الخالدة:

لأجلِكِ يا مدينةَ الصلاة أصَلّي..لأجلك يا بهيّة المساكِن

يا زهرة المدائن.. يا قدسُ يا مدينة الصلاة أصلّى

عيوننا إليكِ ترحل كلَّ يَومْ..تدور فى أرْوِقَةِ المَعابدْ

تُعانقُ الكنائس القديمة.. وتمسح الحزن عن المساجدْ

يا ليلة الإسراء..يا درب من مَرّوا إلى السماء

عيوننا إليكِ ترحل كلّ يَومْ..وإنّنى أصلّي

الطفلُ فى المغارةْ وأمُّهُ مَريم وجهانِ يبكيانْ

لأجْلِ مَن تشرَّدوا..لأجْلِ أطفالٍ بِلا مَنازلْ

لأجْلِ من دافع واستُشهِد فى المَداخل

واستُشهِد السلامْ فى وطن السلامْ.. وسقط العَدْلُ على المَداخل.. حين هَوَتْ مدينة القدسِ..تَراجَع الحبُّ

وفى قلوبِ الدنيا اسْتَوْطَنت الحربُ

الطفلُ فى المغارة وأمُّهُ مريم وجهانِ يبكيانْ

وإنَّنِى أصلّى

الغضبُ الساطع آتٍ.. وأنا كُلِّى إيمانْ

الغضب الساطع آتٍ.. سأمُرُّ على الأحزانْ

من كُلّ طريق آتٍ.. بِجيادِ الرهبةِ آتٍ

وكَوَجْهِ الله الغامِرِ آتٍ آتٍ آتٍ

لن يُقفلَ بابُ مدينتنا فأنا ذاهبةٌ لأصلّي

سأدُقّ على الأبوابْ.. وسأفتحُها الأبوابْ

وستَغسِلُ يا نهرَ الأردُنّْ..وجهى بِمِياهٍ قُدسيةْ

وستَمحو يا نهرَ الأردُنّْ..آثارَ القدمِ الهَمَجيةْ

الغضبُ الساطع آتٍ.. بِجيادِ الرهبةِ آتٍ

وسيهزِمُ وَجْهَ القُوّة

البيتُ لنا والقدسُ لنا..وبأيدينا سنُعيدُ بَهاءَ القدسِ.