الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الزيادة السكانية

الزيادة السكانية

الزيادة السكانية الكبيرة تعد أزمة حقيقية لأى دولة فى العالم، فمن الطبيعى أن يكون هناك توازن بين عدد أفراد الأسرة ومستوى الداخل العائلى حتى لا تخرج احتياجات الأسرة عن النطاق المعقول, وأيضًا يكون هناك حساب لأى ظرف طارئ قد تتعرض له الأسرة فى أى وقت ولا تجد ما تسد به احتياجاتها.



ففى الأسبوع الماضى, ذهلت من اتصال أحد الأشخاص بى من الصعيد وبالتحديد من إحدى القرى النائية يطلب منى التوسط للحصول على موافقة وزارة الصحة لعلاج ابنه على نفقة الدولة بعد أن أصيب بكسر فى ساقه ويحتاج إجراء جراحة عاجلة فى أحد المستشفيات, وعلمت منه أن ابنه ما زال طالبًا صغيرًا فى صفوف المدرسة الابتدائية, رغم أن الأب بلغ من العمر 58 عامًا, وأنا أعرف أن إحدى بناته قد تزوجت منذ عامين, وهنا سألته عن أبنائه وعددهم فعلمت منه أن عددهم ستة أبناء فذهلت من رده, خاصة أنه قد نال حظه من التعليم, فهو خريج إحدى جامعات الصعيد, ويعمل فى مصلحة حكومية,وقد قارب على الخروج للمعاش, هنا تطرقنا سريعًا لتنظيم الأسرة, وكيف سمح لنفسه إنجاب كل هؤلاء الأبناء, خاصة أن زوجته أيضًا خريجة الجامعة وقد رزقه الله الأولاد والبنات, فهو غير محتاج أن ينجب أكثر حتى تلد له زوجته ولدًا أو كانت ذريته من البنات كما يعشق أهل الصعيد إنجاب الأولاد، لكن إجابته كانت تنم بقوة عن جاهل أو غير عاقل بأن كل عيل يجىء إلى الدنيا برزقه والعيال عزوة وقوة وهو أمر يدل على أن الجهل ما زال مستوطنًا فى عقول بعض البشر حتى الآن.

حاولت أن أكلمه فى الدين, وفى حق الدولة, وفى حق المجتمع, وفى حق الأولاد أنفسهم, لكنه كان يرفض الحديث فى هذا الأمر لدرجة أنه شعر أننى أناقشه من أجل أن أرفض مساعدته لكننى اعتذرت له فى النهاية ووعدته بمساعدته وأنا فى حالة ذهول كاملة خوفًا من أن يعلم هذا الفكر لأولاده أيضًا فينجبون كيفما يشاءون.

فرغم أن تنظيم النسل بدأت حملات التوعية والإعلانات عنه من زمن بعيد, لكن تشعر أنها كانت مادة للفرجة فقط والتغنى بها مثل إعلان حسنين ومحمدين وحتى الرسائل التى أطلقت فى الأفلام والمسلسلات مثل فيلم أفواه وأرانب وغيرها من الدراما تشعر أنها كانت مادة للتسلية لدى البعض, ولم يهتم أحد بها, ولم يشعر أنها تخصه وتخص غيره, وهنا السؤال الأهم لهؤلاء الذين ينجبون أعدادًا كبيرة من الأطفال لماذا هذا الكم من الإنجاب لدرجة أن يصل العدد لدينا إلى أربعة أطفال كل دقيقة رغم زيادة حالات الطلاق وانخفاض نسبة الزواج وارتفاع التضخم وانخفاض الدخل الذى يستوعب احتياجات أسرة كثيرة العدد، هل هؤلاء يعرفون أن مصر والعالم كله يعانى من نقص فى المياه والغذاء.

لماذا يتجاهل المصريون كل هذه النداءات التى تطالبهم بالتوقف عن إنجاب الكثير من الأطفال ويستكملون هم مسيرتهم دون ضابط أو رابط أو سبب واقعى حقيقى.

علينا جميعًا مسئولية تجاه هؤلاء باتباع أساليب جديدة تقنعهم بالتوقف عن الإنجاب للحد من هذه الظاهرة السكانية التى تأكل ثمار التنمية وتضعف منظومة الصحة والتعليم وحتى مرافق الدولة لن تستحمل لحل هذا العدد.

يجب أن يكون هناك حوار مجتمعى حقيقى فى القرى والنجوع والأماكن النائية للتوقف الفورى عن هذه الظاهرة المقيتة التى تقضى على الأخضر واليابس.. حفظ الله مصر وشعبها وقيادتها.