الجمعة 11 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
السوق السوداء

السوق السوداء

على الرغم من أن هذا الموضوع ليس بجديد وكل يوم جميع المواطنين يشتكون منه والكل يعرف تمامًا أن السبب الرئيسى للارتفاع الجنونى لأسعار السلع هو جشع التجار والسوق السوداء التى تحولت إلى سوق جعلت حياة المواطنين البسطاء سوداء بعد أن استطاع عدد من التجار بإخفاء السلع وتخزينها أحيانًا كثيرة لفترات كبيرة حتى يرتفع ثمنها وبعد أن تتحول لأزمة وتختفى من الأسواق مما يجعلهم يربحون أموالًا طائلة.



فعلى سبيل المثال أزمة السجائر التى نجح التجار فى الحفاظ على تخزين كميات كبيرة منها انتظارًا لرفع الأسعار والاستفادة من فارق السعر فلا يكفى أبدًا أن تعلن شركة السجائر عن ضخ كميات إضافية من السجائر للأسواق بل لابد من مضاعفة ما يتم ضخه من هذه الكميات لتغطية السوق بالكامل لفترات طويلة حتى تبور السلع المخزنة لدى هؤلاء التجار حتى يتعلموا الدرس جيدًا وحتى لا يتحكموا فى السوق وفى الأسعار مرة أخري.

التجار أو الحيتان كما يطلق عليهم متواجدون فى كل مكان وهم المتحكمون فى كل السلع ويحاولون خلق أزمات للدولة هى فى غنى عنها فاليوم أزمة للسجائر وبالأمس أزمة الأرز وغدًا أزمة السكر ثم أزمة البطاطس والخضراوات عمومًا وغيرها من السلع وكأنهم يتحكمون فى كل شىء دون رابط أو ضابط وهم لا يشعرون بما تفعله الدولة من أجل المواطن فى هذا الوقت العصيب الذى تمر به البلاد وكل ما يهمهم فقط هو حجم مكسبهم من المليارات التى تدخل جيوبهم.. هؤلاء يجب على الدولة أن تصادر ما تجده عندهم من سلع ويتم تحويلهم إلى محاكمات سريعة جدًا حتى يكونوا عبرة لغيرهم.

هم الذين جرأوا تاجر التجزئة وأصحاب المحلات على رفع أسعارهم لتتحول الأسواق فى مصر إلى أسواق سوداء حتى أن أغلب الباعة لا يضعون أسعارًا على المنتجات التى تباع لديهم وكل بائع يبيع بالسعر الذى يحلو له وعلى المواطن أن يمتثل لهذه التسعيرة ويشترى أو عليه أن يغادر المكان إلى مكان آخر يشترى منه.

ارتفاع الأسعار وانتشار السوق السوداء واستمرارها يحتاج من الدولة جهودًا أكبر لضبط الأسواق والقضاء على استهلاك بعض التجار وطرح المزيد من السلع فى الأسواق وتفعيل دور مفتشى التموين والأجهزة الرقابية من أجل تحقيق المزيد من الانضباط فى الأسواق ومنع تخزين السلع وحجبها عن الأسواق وضبط عمليات التداول فى الأسواق خاصة فى ظل جهود وزارة التموين فى توفير السلع فى الأسواق وتنشيط دور منافذ التموين والزراعة والقوات المسلحة والشرطة لطرح السلع بأسعار مخفضة لتحقيق التوازن فى الأسواق.

مصر ليست دولة صغيرة حتى يتحكم فيها مجموعة من التجار الجشعين ويخلقون لها أزمات كل يوم فعندما نخرج من أزمة ندخل أزمة أخرى فى سلعة أخرى بدون ضابط أو رابط ويتضح فى النهاية أن سبب الأزمة السوق السوداء وجشع التجار المحتكرين الذين غابت عنهم ضمائرهم فهؤلاء يجعلوننا نعيش فى حجم ارتفاع الأسعار غير المبرر رغم أن مصر دولة كبيرة وقادرة على توفير كل احتياجاتها من مصادرها المحلية بشكل أكبر لمواجهة ارتفاع الأسعار العالمية التى يتحججون بها فى كل وقت وحين فأغلب السلع الغذائية تنتج محليا والمعروض منها من المفروض أنه كبير جدا ويوجد به فائض للتصدير.

علينا جميعا مواجهة هؤلاء الذين لا يشعرون بنا ولا يشعرون بالدور المهم الذين يلعبونه من أجل الدولة المصرية حفظ الله مصر و حفظ شعبها وقائدها.