الثلاثاء 9 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع

إلى غريب

الأعمال للفنانة: مروة يوسف



يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة أو خواطر «على ألا تتعدى 550 كلمة» مرفقا بها صورة شخصية على الإيميل التالى:

[email protected]

 

إلى غريب

 

خاطرة 

 

كتبتها - عبير ندا

 

الآن على حافة اليقظة أقف تحت شجرة عجوز أنتظر فلا يأتى خيط الفجر الأبيض ولا تسقط بين قدمى تفاحة نيوتن كى تخبرنى أن مكوثى الطويل نهايته مجد عظيم.

أتطلع نحو السماء تمتد ذراعى أحصى الكواكب السائرة فى صمت خلف البدر أهرول خلفها أباعد بين النجوم أحاول رسم اسمك بينها ليطالعنى وجهك باسم صامت مرتبك الملامح كعادته وحينما أرفع صوتى نحوك تستنكر لفظ «الغريب» وتعود ثانية خلف البحار والجبال العالية.

العمر منهك القسمات لايتوقف ليلتقط أنفاسه حتى محطاته لم يعد يكترث للمنتظرين تحت المظلات العالية سواء من يحمل أزهارا أم من يحمل السكين.

أوراقى مكتظة ياغريب بأوراق الخريف قبل أن يبدأ وخيالى المستبد يفرض قيوده على واقعى لكن لامفر من لطمة للواقع بين حين وأخر ليذكرنى أنى مازلت من سكان الأرض.

كانت رسائلك المرتعشة فى مواسم القلق تسكت صوت الخوف وتقول «القليل منكِ هو زاد الطريق» لتولد نقطة النور أمام أعيننا فنودع خسائرنا ونطمح نحو الوصول حتى انطفأت دوننا, نقطة النور حقيقتى التى طالما بحثت عنها منذ قرون فى كتب الرحالة القدامى فى أشعار بنى أمية وأزجال الفلاحين فى أسقام كل من مروا؛ للتبرك أمام الأضرحة وفى خطوط الحناء المنقوشة على أكف فتيات الأندلس وبنى العباس.

والآن على حافة الأفول ضاع الدليل تعطلت بوصلة الحكاية، ولفظتنا الأساطير وحال أمام النور كون فسيح وبراكين لا تهدأ وغربان تنعق فى سديم الليل فرحة كالظافر يوم المعركة.