الثلاثاء 9 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأدب الرقمى التفاعلى

«حداثة النص وإشكالية المنهج النقدى»

صدر حديثا للدكتور شعبان عبدالحكيم محمد كتابه (الأدب الرقمى التفاعلى – حداثة النص وإشكالية المنهج النقدى) عن دار العلم والإيمان ووقف فى دراسته على الأدب (الإلكترونى) كإبداع حداثى جاء متزامنا لعصر التكنولوجيا، وهذا الأدب يختلف اختلافًا كليًّا عن الأدب الورقى، فهو أدب يُصمم ويُقرأ على جهاز الحاسب الآلى، فكانت الاستفادة من برامجه ووسائطه، لذلك يُطلق عليه (تكنو أدبى)، ويُطلق عليه مسميَّات عدة (الأدب الرقمى، الأدب التفاعلى، النص المتفرع، النص المترابط، النص المتشعب، النص الفائق، التكنو أدبى، الأدب الإلكترونى.. إلخ.



وأوضحت الدراسة طبيعة هذا الأدب الذى لا يقتصر فى تصميمه على اللغة فقط، بل وعلى استخدام المبدع تقنيات متعددة غير اللغة كالصوت والصورة والحركة لإفادته من تكنولوجيا الحاسب الآلى بصنع روابط بين النصوص، والوثائق، والرسوم التخطيطية، والصوت، والصور الفوتوغرافية.. إلخ، فجاء هذا النص المجنَّس، له مواصفاته الخاصة كاللاخطية، والتفاعلية، والافتراضية، وأنه نص مفتوح غير مغلق.. إلخ، وقد نشأ فى الأدب الغربى فى الربع الأخير من القرن الماضى، ونشأ فى أدبنا العربى فى بداية هذا القرن.

هذا النوع الأدبى يتطلب منهجًا نقديًّا يتفق مع مكوناته الفنية التى – كما ذكرنا - لا تعتمد على الكلمة فقط بل على الكلمة والصوت والحركة وتصميم الجرافيك، والتقنيات السينمائية... إلخ، وحاول الكاتب تصور منهج نقدى يتماشى مع طبيعة هذا الأدب المهجن، وقسَّم الكاتب هذا الكتاب إلى فصلين، وجاء الفصل الأول تحت عنوان (الأدب الرقمى التفاعلى - مفاهيم عامة وأطر منهجية) تناول فيه:

-1 مفهوم الأدب الرقمى التفاعلى: وقف فيه على تعدد مسميَّات هذا الأدب، الأدب الرقمى، الأدب المترابط، الأدب التفاعلى، الأدب الممنهل، الأدب الافتراضى، الأدب الإلكترونى.. إلخ، وحاول أن يبلور تعريفًا لعله يكون قريبًا فى التعبير عن دلالته ويرضى عنه غالبية النقاد، هو الأدب الرقمى التفاعلى (الرقمى لبنائه على ثنائية 1-0) والتفاعلى (لتقنياته المتعددة) فبجوار الكلمة نجد: الصوت، والصورة، والحركة...إلخ ولتفاعل المتلقى مع النص لإعادة صنعه بقراءته المنتجة لهذا النص.

-2 مراحل كتابة وتلقى النص الأدبى (من المشافهة إلى الرقمنة): وقف فيه على مراحل تلقى النص من المشافهة (قبل اختراع الكتابة) أو فترة صعوبة كتابة النص (لطوله) ولمحدودية إمكانيات أدوات الكتابة، ثم مرحلة الكتابة: الورقية، ثم الكتابة الرقمية، مع توضيح الفرق بين الورقى، والنص الإلكترونى، والنص الإلكترونى التفاعلى... إلخ. 

-3 النص الرقمى التفاعلى بين نضارة الإبداع وتقنيات التكنولوجيا: وقف فيه على العلاقة بين التكنولوجيا والأدب لاختلاف طبيعتهما، الأدب يقوم على الحس والوجدان، والتكنولوجيا تقوم على التقنيات (الجامدة) وعالجت الدراسة لكيفية المزاوجة بين النقيضين. 

-4 مواصفات النص الرقمى التفاعلى: وقف فيه على السمات الفنية للأدب الرقمى التفاعلى، من حيث مكوناته الفنية التى لا تعتمد على اللغة كأداة فنية وحيدة، بل استخدام أدوات فنية متعددة كما ذكرنا: الصوت والصورة والحركة... واللاخطية.. إلخ. 

-5 نشأة الأدب الرقمى التفاعلى (فى الغرب وعند العرب): وقف فيه على نشأة هذا الأدب فى الأدب الغربى، وفى أدبنا العربى، ووقف على أبرز الشخصيات العربية التى ساهمت فى صنع هذا الأدب وأبرز أعمالها الأدبية. 

وجاء الفصل الثانى تحت عنوان إشكالية المنهج النقدى، وقف فيه على ثلاثة محاور:

-1 البحث عن منهج نقدى للأدب الرقمى التفاعلى : وقف فيه عن البحث عن منهج نقدى لهذا الأدب فى فكر الباحثين كمحاولة الدكتور عز الدين المناصرة بمناداته بما أطلق عليه « المنهج النقدى العنكبوتى«، ومقترح الدكتور أمجد حميد عبد الله التميمى (النقد الثقافى التفاعلى) ومقترح الدكتور مصطفى الضبع حيث نادى بنقد ثقافى رقمى يوسّع مفهوم النصّية.. إلخ.

-2 مقترح بمنهج نقدى للأدب الرقمى التفاعلى (المنهج التفاعلى التوفيقى): وقف فيه على مقترح لتدشين منهج نقدى يستفيد من معطيات المناهج (المستخدمة فى نقد الأدب الورقى كالسيميائية، والبنيوية، والنقد الثقافى، ونظرية التلقى) مع الإفادة من معطيات دراسة الصورة والحركة والصوت، والوسائط التشعبية، والعقد والشذرات، ودورها فى بنية النص، ليتماشى هذا المنهج مع طبيعة النص الرقمى التفاعلى.

-3 قراءات نصيَّة: وقف فيه على قراءة نصوص تفاعلية رقمية فى مجال الرواية، والقصة القصيرة، والشعر كتطبيق للمنهج المقترح لمحمد سناجلة ولإسماعيل البويحياوى، وللبيبة خمّار، وأحمد خالد توفيق... إلخ.

وقد توصل الكاتب إلى مجموعة من النتائج سجلها فى نهاية الدراسة، أهمها: النص الأدبى الرقمى التفاعلى - نظرًا لمكوناته الفنية ووسائطه المتعددة - حيث يعتمد على مكونات فنية غير الكلمة، ويُصمم على الكمبيوتر، يستفيد من التقنيات التكنولوجية: الصوتية، والحركية، والجرافيكية، والرسوم المتحركة، والمخططات البيانية.. إلخ، فيكون المنهج التوفيقى التفاعلى أنسب المناهج النقدية للتعامل معه نقديًّا، وهذه المنهج يستفيد من كافة المناهج الحداثية منها المناهج النقدية كالسميائية والبنيوية ونظرية التلقى والتفكيكية... إلخ، والمناهج الفنية الأخرى التى تقف على دلالة اللون والصوت، والحركة، والصورة، للوقوف على دلالة الوسائط المتعددة التى استخدمها المبدع فى تفعيل نصه (من صوت، وصورة، وحركة، وجرافيك.. إلخ) إضافة إلى الإفادة من دراسة إمكانيات الحاسوب والوسائل الإلكترونية المتعددة وتفعيل جمالياتها..... إلخ.

استاذ الأدب والنقد بجامعة دمنهور