الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
انفرادات الفيس بوك

انفرادات الفيس بوك

جميعنا نتابع وباهتمام شديد أحداث الحراب الدامية فى قطاع غزة, ونجلس أمام شاشات التليفزيون بالساعات لنسمع ونشاهد الأخبار من داخل قطاع غزة, والبعض منا يجلس وأمامه جهاز الكمبيوتر أو اللاب توب أو حتى تليفونه المحمول ليتابع المواقع الإخبارية بحثًا عن أخبار غزة التى تأتينا من داخل القطاع من مراسلين هم فى الحقيقة جنود بواسل، ينقلون لنا الأخبار بالصوت والصورة، وهم الذين ينفردون بالأخبار وانفراداتهم تخصهم هم أو تخص الوسيلة الإعلامية التى تنقل عنهم مباشرة وتبث لهم ولوسائلهم تلك الانفرادات التى لا تستطيع أى وسيلة إعلامية أخرى فى العالم أن تبثها لنفسها ودون الإشارة إلى مصدرها الحقيقى الذى نقلها من داخل القطاع، وإذا حدث عكس ذلك بأن نقلت وسيلة إعلامية خبرًا ونسبته لنفسها دون أن تذكر المصدر الحقيقى الذى نقل الخبر أو المعلومة أو الصورة فهذا يعتبر سرقة علانية توجب المحاسبة، بل تتحول فى أحيانٍ كثيرة إلى فضيحة كبرى لهذه الوسيلة التى نقلت الخبر دون أن تنسبه إلى صاحبه الأصلى، لكن ما يحدث على الفيس بوك ووسائل التواصل الاجتماعى يدعو إلى الدهشة والاستغراب من أشخاص يجلسون على المقاهى ومعهم جهاز اللاب توب أو التليفون المحمول وهم يتعاطون الشيشة وأمامهم فنجان القهوة ثم يكتب على صفحته الشخصية انفراد من داخل غزة، ثم يكتب معلومات عن أحداث غزة وأحيانًا يكتب معلومات عن أبوعبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام الذى يظهر على فترات متباعدة ولا يعرف عنه أحد أى شىء إلا من خلال ظهوره فى شريط مصور ولم يستطع أى جهاز مخابرات فى العالم معرفة تفاصيل عن أبوعبيدة إلا مجاهدى الفيس بوك، يخرجون علينا بانفرادات عن أبوعبيدة، قد لا يعرفها أبو عبيدة عن نفسه، والغريب نجد من يكتب لهم معلقًا على هذه الانفرادات بالشكر والامتنان عن المعلومات التى استطاع صاحب  الصفحة الوصول إليها ولم يقل لنا كيف وصل إليها وهو جالس على المقهى.



نعم هى صفحته الشخصية ويكتب فيها ما يشاء لكن هو يعلم أن أصدقاءه على الصفحة لهم الحق بأن تصل إليهم المعلومة الصحيحة بعيدة عن الكذب والتزوير.

والغريب إذا سألت أحدهم من أين له بهذه المعلومات يرد وبكل بجاحة بأنها مصادره الخاصة، وهو أصلًا لا يمتلك مصادر بخصوص ما يكتبه، خاصة إذا علمنا أنه يحمل مؤهلًا متوسطًا ويعمل فى شركة شحن وليس له علاقة على الإطلاق بالصحافة والإعلام ولم يدرس حتى معنى الانفراد بالخبر ولا يعرف خطورة ما يكتب أو عاقبته لكن يبدو أن أحدًا لم يعاقب أحدًا عما يكتب على صفحته بهذه الطريقة وهو كل يوم يمكن أن يزيد فى انفراداته طالما وجد من يصفق له على صفحته بالتعليقات أو بالليكات.... الفيس بوك جعل كل من هب ودب يتصور نفسه أنه أصبح صحفيًا أو كاتبًا أو إعلاميًا،وأن من حقه أن يكتب ما يشاء سواء كان فى تخصصه أو تخصص الآخرين وتصور كل من يكتب على صفحته أنه أصبح صحفيًا أو إعلاميًا ومن حقه كتابة الأخبار حتى لو كانت أخبارًا مفبركة وكاذبة.

وكذلك من يدعون نجومًا على التك توك ويقدمون معلومات مغلوطة كل هؤلاء يجب أن يوضعوا تحت رقابة مشددة ويجب علينا ألا نشجعهم بل أقل شىء أن نحذفهم من صفحاتنا ولا ندعمهم بالتعليقات حتى لو كانت تعليقات انتقادهم فهم يحصدون شهرة من التعليقات سواء كانت بالسلب أو الإيجاب.. حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وحفظنا جميعًا من المُدعين والكذابين والمخادعين.