بناه من بقايا المنازل والمساجد القديمة
قصر البرنس نجيب حسن رحلة فى التاريخ الفنى للمماليك

رحاب يحيى
فى قلب القاهرة، على جزيرة الذهب فى نهر النيل، يقف قصر فريد من نوعه، يحمل فى طياته قصصاً وأسراراً من عصر المماليك الذى انقطع قبل قرون. هذا القصر هو مشروع حياة الأمير نجيب حسن، أحد أحفاد المماليك الجركس، الذى عاد إلى مصر بعد أن عاش فى فرنسا، وقرر أن يبنى قصراً يعكس تراثه وفخره بأجداده.
الأمير نجيب حسن هو ابن حسن بيه عبدالله الكبير، ناظر الشئون الخديوية فى عهد الخديو إسماعيل، وهو من سلالة الأمير حسن شركس عبدالله، الجنرال العسكرى الذى قاد الجيش المصرى ضد الغزو الفرنسى لمصر فى عهد نابليون بونابرت. الأمير نجيب حسن يفتخر بأصوله المملوكية، ويحلم بإحياء ذكرى المماليك وإظهار جمال فنهم وعمارتهم.
لهذا السبب، بنى الأمير قصره على الطراز الإسلامى المملوكى، مستخدماً مواد وزخارف أصيلة من مصر، بعضها اشتراه من المزادات التى تبيع القطع التراثية، وبعضها جمعه من المنازل والمساجد القديمة التى تم هدمها أو إهمالها. القصر يضم مجموعة رائعة من التحف واللوحات والميداليات والأوسمة التى تعود لعائلة الأمير ولعصور تاريخية مختلفة فى مصر.
زيارة القصر هى تجربة فريدة، تنقل الزائر إلى عالم آخر، عالم المماليك، الذين حكموا مصر والشام والحجاز لأكثر من ستة قرون، وخلفوا إرثاً ثقافياً وفنياً عظيماً. القصر مفتوح للزوار، ويسمح بالتصوير فيه، ويوفر منظراً خلاباً على نهر النيل. الوصول إلى القصر يتم عن طريق القوارب، مما يزيد من روعة الرحلة والمغامرة.
القصر هو تحية من الأمير نجيب حسن لأجداده المماليك، وهو دعوة للجميع لاكتشاف تاريخهم وفنهم.