الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الوطنية الحقيقية

الوطنية الحقيقية

حب الوطن ليست كلمة تقال، أو مجرد عنوان أو اسم، دون أفعال حقيقية، تؤكد حب الوطن، فالوطن هو وطن، ووطنك هو مكانى ومكان كل من نحب، وهو كلمة بسيطة، وحروفها صغيرة، ولكنها تشمل معانى عديدة، وتحمل الكثير من التحديات للإنسان منذ الصغر وحتى الكبر، فلا أحد فى العالم بدون وطن، ولا وطن فى العالم بدون أبناء حقيقيين ومخلصين له.



فالوطن هو المكان الذى نعيش فيه منذ الصغر، وحتى الكبر، ونستفيد منه ونعيش فى خيره وننمو على أرضه، ولذلك كل من يعيش على أرض الوطن لا بد أن يشعر بالانتماء له والدفاع عنه وحمايته والاعتزاز به والفخر به.

وهو فى نفس الوقت هويتنا ومكانتنا التى نحملها ونفتخر بها ونتحدث عنها وسط العالم ونتميز به وسط العديد من الدول الأخرى، نعم نحن فى وطننا مصر نتميز عن غيرنا فى حب الوطن والتضحية من أجله والدفاع عنه والاستماتة فى رفعته ومكانته بين الدول.

أقول هذا بعد أن رأيت بأم عينى فى الأسبوع الماضى،عندما قادتنى قدماى إلى أحد محال السوبر ماركت الكبيرة لشراء بعض احتياجات المنزل، وأنا أتجول وسط طرقات السوبر ماركت وعندما كنت أقف أمام أى سلعة من السلع وقبل حتى أن أفكر بشرائها كنت أجد العديد من السيدات الفضليات ومنهن كبار ممن كن ينبهوننى بألا أشترى من هذه السلعة لأنها مقاطعة والبعض من السيدات معهن لستة بالمنتجات الوطنية البديلة التى يجب الشراء منها وترك السلع المستوردة، وشاهدت مواقف كثيرة بين السيدات فى نصيحة بعضهن البعض فى شراء البدائل الوطنية، ونصيحة من لا يعرف فى السلع لدرجة أنهن كن يقرأن الأكواد المسجلة على السلع حتى يتأكدن أنها وطنية أو مستوردة، حتى ظهرت سيدة وقالت لهن: لا تنخدعوا فى الأكواد فبعض الشركات بدأت فى تزوير الأكواد حتى يتم بيعها على أنها وطنية.

الغريب فى الأمر أن العاملين فى السوبر ماركت كانوا يشاهدون ما يحدث ولا يستطيعون أن يتكلموا بل وجدوا هجومًا عليهم من السيدات لمطالبتهم برفع سلع المقاطعة من العرض داخل السوبر ماركت والأسواق ويدشنون حملة لمقاطعة هذا المحل ووقف الشراء منه.

وكلما تحركت من مكان لمكان أجد نفس الموقف ونفس التوجيهات من سيدات أُخريات جئن للشراء وليس للتنبيه فقط، هن ينبهن بعضهن البعض وقت شرائهن بل ينصحن بعضهن بشراء السلع البديلة حتى لو كانت غير موجود فى هذا المكان.

وكان أغلبهن متحمسات جدًا للمنتجات المصرية حتى بعد أن دار نقاش بينهن عن بعض السلع المصرية ضعيفة الجودة، إلا أنهن أكدن على مساندتهن وشرائهن حتى تستطيع أن ترفع جودتها وتنافس المستورد.

هذا الموقف جعلنى أخرج من المكان وأنا فى حالة ذهول من ثقافة وفكر ربات البيوت وحبهن لوطنهن ودفاعهن عنه حتى لو كانت السلع المصرية جودتها أقل، والغريب أن المكان الذى يوجد فيه هذا المحل يعد من الأماكن الشعبية فى محافظة الجيزة ونوعية السيدات من متوسطى التعليم أو الأقل تعليمًا، لكنهن الأكثر وطنية والأكثر محبة لهذا الوطن، والأكثر صبرًا واحتمالًا من أجل غد أفضل لهذا الوطن.. حفظ الله مصر وحفظ شعبها وقائدها على مر العصور.