الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
برامج الطهى

برامج الطهى

برامج الطهى التى ازدحمت بها قنوات التليفزيون والتى أصبحت لا تعد ولا تحصى حيث تتسابق هذه القنوات ومقدمو هذه البرامج فيما بينهم على تقديم أنواع كثيرة وغريبة ومستفزة أحيانًا كثيرة لا يلقى المواطنون إليها بالًا أو اهتمامًا ولا يشاهدونها ولا يبحثون عنها خاصة أن هناك قنوات أصبحت مخصصة فقط للطهى وكأننا أمة لا تعرف أو تفهم فى تقديم أنواع الطعام ولكن هذه القنوات وهذه البرامج أحيانًا كثيرة نشاهدها بدون قصد وهى تقدم بعض الأنواع من الوجبات التى لا تمت لنا نحن المصريين بأية صلة نهائيًا علاوة على أن تكلفة صناعتها فى حالة أى محاولة من أى سيدة أو ربة بيت حاولت صناعتها فى المنزل وبنفس الطريقة التى يصفها الشيف أو مقدم البرنامج كأن منزلها سوف يتعرض للخراب لا محالة وسوف يكون مصيرها الطلاق لأن تكلفة طعام واحد قد يكون ثمن ميزانية الأسرة فى شهر على أقل تقدير وذلك لارتفاع قيمة تصنيعها فكيف لمقدم برنامج يقف بجانبه شيف تشعر أنه من كوكب آخر وهو يصنع الرز بالخلطة ويطلب من ربة المنزل بعد أن تقوم بتجهيزه بوضع كمية من المكسرات من الفسدق والكاچو واللوز والبندق والزبيب ثم بعد ذلك ينبهها بضرورة وضع كمية من الصنوبر ويقوم أمام الكاميرا بوضع كمية ضخمة من الصنوبر الذى يصل ثمن الكيلو منه إلى عدة آلاف من الجنيهات ولا يكتفى بذلك فتجد نفس الشيف مع نفس مقدم البرنامج وأثناء تقديم طعام آخر يؤكد أنه لا بد من وضع كمية من الزعفران عليه لأنه بدونه لا يصلح هذا الطعام ويتباها بالزعفران الأحمر الهندى ويعدد أنواعه وأشكاله وفوائده ولم يقل للمشاهدين كم سعر الكيلو منه وينسى أو يتناسى أن مشاهديه أغلبهم من عامة الناس من الطبقات الفقيرة أو المتوسطة والذين يوفرون قوت يومهم بمعاناة شديدة.



علاوة على أصناف وأشكال اللحوم المختلفة ومن قطع باهظة الثمن.. حاولت أن أجد أحدهم يقدم لنا فطارًا أو غداءً أو عشاءً مصنوعًا من الفول أو الطعمية أو العدس أو الفاصوليا أو اللوبيا أو غيرها من المنتجات المصرية التى توجد على كل الموائد فى مصر سواء موائد الفقراء أو الاغنياء لم أجد إلا من رحم ربى منهم.

هؤلاء يعيشون فى كوكب ثانى وعليهم مراجعة أنفسهم وعلى إدارة هذه القنوات وأصحابها مراجعة ما يقدم من محتوى فى هذه البرامج وكما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أحد اللقاءات هل مصر محتاجة لبرامج طبخ... نعم نحن لا نحتاج برامج طبخ نحتاج إلى برامج توعية وبرامج تعلم وتدريب وتثقيف لكن هؤلاء يبحثون عن المكسب السريع من خلال هذه البرامج التى تحتكر إعلانات جميع المواد الغذائية ليس فى برامج الطبخ فقط ولكن فى جميع برامجها.

عليهم جميعًا مراجعة أنفسهم ويعلمون أن الرحمة حلوة بالمشاهد وبالشعب المصرى وأن يشعر وبما يعانيه المواطن من ارتفاع الأسعار التى طالت كل شىء وأصبح المواطن يدبر حياته يومًا بيوم والبعض بل الكثير من المواطنين لا يعرفون الصنوبر ولا الزعفران ولا الكاجو والمكسرات التى يشاهدونها فى هذه البرامج التى تعيش فى كوكب ثانى.. حفظ الله مصر وشعبها وحفظ قيادتها وجيشها.