الأربعاء 3 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
والآن أصبح لدى بورسعيد مهرجان سينما

والآن أصبح لدى بورسعيد مهرجان سينما

النجاح الاستثنائى والمبهر لمهرجان العلمين الجديدة عام 2023 الماضى أغرى عددًا من صناع السينما والفنون الجميلة بإقامة مهرجانات ثقافية وفنية مماثلة فى محافظات مصر عام 2024 ومعظم هذه المحافظات تتمتع بتاريخ وتراث حضارى وإنسانى كبير كفيل بنجاحها فنيا وجماهيريا والقاء الضوء على هذا الإرث لأنحاء العالم إلى جانب تنشيطها سياحيًا باعتبار مصر من أكبر دول العالم من حيث الاثار والتاريخ جعل موقعها الذى يمثل قلب العالم.



وزارة الثقافة واللجنة العليا للمهرجانات التابعة لها أدركت كل هذه الأدوار وبدأت فى تفعيل دورها وتشجيع إقامة مهرجانات جديدة تمتلك الرؤية والهدف وتتوافر فيها الجدية لأداء الرسالة المطلوبة، وفى هذا المناخ انطلقت الدورة الأولى لمهرجان الغردقة السينمائية وحققت نجاحًا كبيرًا وقبله مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية ورحبت أيضًا بمهرجان السينما العربية بشرم الشيخ، وفى بداية عام 2024 منحت الوزارة الضوء الاخضر لمولد مهرجانات جديدة فى محافظات بورسعيد والفيوم ومرسى مطروح وهى محافظات جديرة بوجود مهرجانات فيها بحكم تاريخها الحضاري والإنسانى وموقعها الفريد.

محافظتا الأقصر وأسوان انتبهتا لهذه الرسالة مؤخرًا ونجحت فى إقامة فاعليات بمشاركات عالمية، وبالتالى حققت الهدف المنشود لإقامتها على مستوى المحافظة بنشر الثقافة السينمائية وتشجيع المواهب فيها من الشباب وتكريم من ينتمى إليها ومحافظات مصر ولادة بالمبدعين والعمالقة فى كل المجالات انطلاقًا من اهتمام القيادة المصرية بالقوة الناعمة ولإيمانها بدورها فى معركة الوعى فى الجمهورية الجديدة واستعادة مقومات الشخصية المصرية الأصيلة، بل إن مهرجان الأقصر الذى تعقد دورته الـ 13 الجمعة المقبل قد نجحت إدارته فى توسيع دائرة اهتمامه بعقد شراكة وتعاون مع مؤسسات تدعم العلاقات بين الدول الإفريقية الشقيقة كأساس للتنمية فى القارة الأم.

من أبرز المهرجانات التى تستعد للانطلاق فى أول يوليو المقبل «مهرجان بورسعيد السينمائى لدول العالم القديم» الذى يرأسه المخرج «إسماعيل مراد» وهو مهرجان فريد من نوعه من حيث الهدف والرسالة ويحلم رئيسه أن يلبى طموحات المدينة الباسلة التى تستحق أن يقام على أرضها مهرجان كبير.

مهرجان بوسعيد السينمائى يحشد باقة من الأفكار يحملها «إسماعيل مراد» وهى كفيلة بمولد مهرجان عملاق نظرًا لفلسفة المهرجان نفسه وشخصيته فى تبنى سينما العالم القديم التى وضعت حجر الأساس للسينما فى العالم وسينما المقاومة وحرية الشعوب ومدينة بورسعيد لها تاريخ حافل فى المقاومة والباسلة الشعبية وهما سمتان تميزانها عن محافظات ومدن مصر والعالم ولهذا سيكون لفيلم «بورسعيد» اهتمام خاص فى الدورة الاولى وهو فيلم مصرى بطولة فريد شوقى وهدى سلطان، تأليف وإخراج عز الدين ذو الفقار، عُرض فى 8 يوليو عام 1957 بعد جلاء العدوان الثلاثى على مصر فى 23 ديسمبر 1956 بأقل من 7 أشهر. 

الفيلم لم يكن مجرد عمل سينمائى عادى وتفانى صناعه بأرواحهم من أجل توثيق مرحلة مهمة من عمر الوطن، وكان إنتاجه وتنفيذه بعد لقاء مع الرئيس جمال عبدالناصر، والأهم من ذلك أن تصوير المشاهد بالفعل كان على أرض بورسعيد، فى ظل وجود الاحتلال الإنجليزى الغاشم، والمفاجأة أن المهرجان أيضًا وفقًا لتوقيته فى أول يوليو سيخصص فاعلية سينمائية لثورة 30 يونيو متواكبًا مع احتفال كل المصريين بالثورة التى أنقذت مصر ومبدعيه من قبضة الجماعة الارهابية.

••

محافظة بورسعيد التى تشهد نهضة كبيرة تحت قيادة المحافظ اللواء عادل الغضبان لن تبخل عن دعم مهرجان يليق بتاريخها ونضال شعبها ولن يتراجع رموز ورجال أعمال المدينة الباسلة عن دعم المهرجان الذى يأتى لتكريمهم وفى مقدمتهم النجم الراحل وابن بوسعيد محمود ياسين ورجل الأعمال الوطنى كامل أبوعلى والمطرب العابر للاجيال عمرو دياب.. وهؤلاء يستحقون التكريم.