الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عقدة الخواجة

عقدة الخواجة

الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى تعيشها بلادنا فى الحقيقة هى أزمة ممتدة منذ عشرات السنين، وبالتحديد منذ الثمانينيات بعد قرار الانفتاح الاقتصادى والذى استغله البعض وفتحها على البحرى بنقل وإدخال كل شىء من الخارج، وعلى حساب الصناعة المصرية التى كانت مزدهرة فى وقتها.



فقطاع الصناعة فى مصر كان وما زال يتميز بالقدرات الاستيعابية لإنتاج معظم احتياجات السوق المصرية من الواردات حيث إن خامات الإنتاج الصناعى متوافرة فى  السوق بشكل كبير لغالبية الصناعات، فقد أظهرت دراسة أن إجمالى الإيرادات الجمركية فى وقت من الأوقات على السلع المستوردة 6850 بندا سلعيا مستوردا يمكن للاقتصاد المصرى توفير نحو 4800 بند سلعى من هذه البنود السلعية المستوردة أى أن 70٪ من المنتجات المستوردة يمكن صناعتها فى مصر ولكن المشكلة فى العوامل الميسرة للصناعة والمشجعة لها، وهى عوامل تحتاج إلى دراسة والتعامل معها بسرعة على المستوى الإدارى، لكن فى الحقيقة أن المواطن المصرى ما زال لديه عقدة الخواجة، فعندما نذهب حتى إلى محل ملابس نجد البائع يتباهى بأن لديه أجود أنواع الملابس المستوردة والمواطن المصرى يقبل على ذلك بدون تفكير رغم أن العالم كله كان حتى وقت قريب ينظر للملابس المصرية خاصة القطنية منها على أنها أجود أنواع الملابس، وكان الإقبال عليها كبيار خاصة فى دول أوروبا وأمريكا إلا أننا كمصريين ما زلنا نشكك فى قدراتنا فى إمكانياتنا وأننا تحتاج إلى الثقة فى إمكانياتنا وفى قدراتنا على المنافسة العالمية فى جميع السلع.

وفى نفس الوقت يجب وقف استيراد أى سلعة من الخارج يتم تصنيعها فى الداخل فحتى وقت قريب كان لدينا صناعات مهمة تنافس عالميا فى جميع المجالات لكن حمى الاستسهال فى استيراد السلعة تطبيقا للمثل الشعبى شراء العبد ولا تربيته زادت عن الحد واستطاعت ضرب الصناعة الوطنية فى مقتل.

نحن نحتاج إلى ثورة صناعية حقيقية خاصة بعد التسهيلات التى وضعتها الدولة للمستثمرين من خلال الرخصة الذهبية التى تتيح للمستثمر أن يحصل على رخصة مشروعه الاستثمارى فى وقت وجيز بعد أن كان فى الماضى لا يستطيع أن يحصل على الرخصة قبل عام أو عامين أصبحت الآن لا تتعدى أسبوعين ويستطيع أن يقيم مشروعه على الفور.

مصر تمتاز بوفرة مواردها التى تجعلها تستطيع أن تصنع كل ما تريده بالإضافة إلى الأيدى العاملة الرخيصة الثمن والسوق الضخمة التى تستوعب أكبر نسبة من  الإنتاج.

علينا فقط أن نوفر الإمكانيات ونشجع المستثمر ونسهل له كل ما يريد ونفتح له سوق التصدير إلى الخارج تمهيدا لزيادة الدخل من العملة الصعبة التى أصبحت سببا رئيسيا فى ارتفاع الأسعار.

وهناك أمر مهم جدا أصبح متوافرا فى مصر عن ذى قبل وهو سهولة الوصول إلى أى مكان داخل مصر بعد شبكة الطرق الضخمة التى تم إنشاؤها فى السنوات الأخيرة بالإضافة إلى شبكة السكك الحديدية التى تربط موانئ مصر بمحافظاتها ومدنها.

علينا جميعا أن نقف وقفة جادة من أجل وقف نزيف الاستيراد من خلال تسهيل التصنيع فى مصر خاصة أن القيادة السياسية تعطى حوافز استثمارية لرجال الصناعة لا مثيل لها من قبل.

حفظ الله مصر وحفظ شعبها وقيادتها..