عصام عبد الجواد
عروس الصعيد
مع ظهور بشائر الخير فى زيادة عدد السائحين المتوافدين على البلاد بعد أن تعافى القطاع السياحى فى الأشهر الأخيرة وبدأ فى التحسن الواضح فى هذا الشتاء بدأت المناطق السياحية بالمحافظات تشهد رواجًا سياحيًا كبيرًا وخاصة مع تزايد تدفق السياحة الأوروبية فى بدء موسم الشتاء وكان نصيب محافظة المنيا عروس الصعيد ما يزيد على مائة ألف سائح حتى الآن ما بين سائح أجنبى والذى بلغ عددهم أكثر من 30 ألف سائح جاءوا من كل دول العالم وباقى السائحين من العرب والسياحة الداخلية وكانت مفاجأة للمتابعين لحركة السياحة فى مصر بعد أن سجلت الإحصائيات الرسمية بمحافظة المنيا أن المناطق الأثرية أصبحت على أجندة أولويات السائح الأوروبى لما تملكه المحافظة من تاريخ ثقافى شاهد على فترات مهمة من التاريخ والحضارة المصرية بعد تعدد الوفود السياحية.
وقد أكدت الأرقام والإحصائيات أن فنادق المنيا فى الشهور الماضية سجلت نسبة إشغال تصل لأكثر من 80٪ بعد تعدد الأفواج السياحية فضلًا عن رحلات النيل كروز والتى تضع المنيا على أولوياتها فى المزارات السياحية على ضوء رحلتها من القاهرة إلى أسوان.
وقد أكدت المؤشرات السياحية أن محافظة المنيا تشهد تصاعدًا خلال تلك الفترة التى تزامنت مع توافق عدد كبير من السائحين للمحافظة من مختلف الجنسيات الأجنبية والقارات الأوروبية والإفريقية والآسيوية وإنجاح المنظومة السياحية من خلال العمل على إعادة المنيا إلى خريطة السياحة العالمية.
والحقيقة أن محافظة المنيا رغم زيادة عدد السائحين هذا العام إلا أن المحافظة تحتاج إلى دعاية أكثر بكثير من ذلك وتستطيع أن تجذب أكثر من نصف مليون سائح لما تتميز به من موقع فريد على نهر النيل وتنوع آثارها ما بين آثار فرعونية ورومانية وإسلامية وطبيعتها الجغرافية التى منحها الله لها حتى أطلق عليها عروس الصعيد فهى من أجمل محافظات الصعيد وأكثر تنوعًا فى كل شىء بالإضافة إلى وجود قيادات مسئولة تقوم بالتخطيط الجيد فى هذا الوقت بالذات لتطوير محافظة المنيا سواء على مستوى القطاع السياحى أو على مستوى القطاع الصناعى والزراعى فالكثيرون لا يعرفون أن محافظة المنيا هى أكبر محافظة مصدرة للعسل الأسود الذى يغزو دول العالم والذى يتم طلبه بالاسم لجودته العالية وطعمه المميز.
والمنيا تمتلك أرضًا شاسعة فى الصحراء الغربية خاصة فى منطقة غرب المنيا والتى تصل مساحتها لأكثر من 300 ألف فدان صالحة للزراعة تستطيع المحافظة أن تدشن مشاريع زراعية وصناعية عليها مما يساعد فى القضاء على البطالة بالمنيا وتقليل الفجوة فى المواد الزراعية من خلال زراعة الأنواع المطلوبة مثل القمح والذرة وقصب السكر خاصة أن المنيا بها أكبر مصانع السكر فى مدينة أبوقرقاص.
أجمل ما فى الأمر أن محافظة المنيا بعد أن ضربها الإهمال سنوات عديدة وكانت السياحة فيها لا تمثل شيئًا يذكر أصبحت الآن على الخريطة العالمية نتيجة لعدة عوامل منها الاهتمام بهذه المناطق وتأهيلها بشكل جيد والثانى إنشاء الطرق والمواصلات بعد أن تم افتتاح الطريق الصحراوى الغربى بعد تأهيله بشكل جيد جدًا، وكذلك الطريق الصحراوى الشرقى أو طريق الجيش بالإضافة إلى الطرق العرضية مثل محور سمالوط ومحور المنيا الذى يربط الطرق الصحراوية بالطريق الزراعى وغيرها من الطرق.
المنيا الآن أصبحت مؤهلة لأن تكون من أهم وأكبر المحافظات فى مصر التى يمكن أن يتنوع فيها الدخل ما بين سياحة وزراعة وصناعة وتجارة بعد ربطها بمدينة رأس غارب على البحر الأحمر عن طريق الشيخ فضل مما يجعلنا نتفاءل بالمستقبل فى هذه المنطقة من أرض مصر التى بالفعل هى عروس الصعيد..
حفظ الله مصر وشعبها وقيادتها