الجمعة 29 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لڤوى! ڤوى! ڤوى! جوائز أخرى فى مهرجان المركز الكاثوليكى المصرى للسينما

لڤوى! ڤوى! ڤوى! جوائز أخرى فى مهرجان المركز الكاثوليكى المصرى للسينما

تختار اللجنة العُليا لمهرجان المركز الكاثوليكى المصرى للسينما الذى افتتح دورته الـ 72 الجمعة الماضية بقاعة النيل للآباء الفرنسيسكان برئاسة الأب بطرس دانيال رئيس لمهرجان وعضوية مجدى سامى ميشيل ماهر، المكرمين فى كل دورة وفقا لمعايير إنسانية واجتماعية وفنية وأخلاقية، هذه المعايير هى ثوابت أقدم مهرجان سينمائى فى مصر والشرق الأوسط والوطن العربى.



والحقيقة أن المهمة الاختيار تتسم بأنها «السهل الممتنع» الذى لايقبل المجاملة ولا يعترف بمنطق القسمة على اثنين وتمنح التكريم لمستحقيه على مدار العام فى افتتاح كل دورة وتختار بنفسها الأفلام المتنافسة على الجوائز.

وفى هذه الدورة اختارت ستة أفلام من بين 43 فيلمًا عُرضت تجارياً هذا العام منها أفلام عُرضت بالمهرجانات السينمائية المختلفة وهي: فيلم «أنا لحبيبي» للمخرج هادى الباجوري، فيلم «19 ب» للمخرج أحمد عبدالله السيد، فيلم «بيت الروبي» للمخرج بيتر ميمي، وفيلم «وش فى وش» للمخرج وليد الحلفاوي، وفيلم «ڤوي! ڤوي! ڤوي!» للمخرج عمر هلال، فيلم «أنف وثلاث عيون» للمخرج أمير رمسيس.

أتصور أن اللجنة العليا هذا العام بهذا الاختيار الدقيق والعميق قد وضعت لجنة تحكيم المهرجان فى مأزق وهذه اللجنة برئاسة المخرجة ساندرا نشأت، وبعضوية كلٍ من: حنان مطاوع، داليا مصطفى، أحمد شاكر، الكاتب والمؤلف عبدالرحيم كمال، مدير التصوير إيهاب محمد علي، الناقد الفنى على الفاتح، المونتير كمال الملّاخ، الموسيقار مصطفى الحلوانى، وكلها أسماء لها تاريخ وجغرافية وتربية سينمائية.

[والمأزق صنعه أيضا الأفلام نفسها وهى بلا جدال ممتعة ويستحق أغلب صناعها جوائز الجمعة القادم فى ختام المهرجان، على مستوى كل العناصر بإجماع رجال الفكر السينمائى والنقاد وأيضا بعضها بخلاف الجوائز والحفاوة التى قوبلت بها فى مهرجانات مهمة حققت نجاحا تجاريًا كبيرًا، وهى المعادلة الصعبة فى الأفلام التى تحمل فكرًا سينمائيًا ورسالة.

أتوقف هنا عند فيلم «ڤوى ڤوى ڤوى» الذى تصدر إيرادات شباك التذاكر محققاً ٢٢.٥ مليون جنيه، كما حقق 120 مليون جنيه فى باقى الدول العربية بعد الأسبوع الثالث من عرضه هناك، وقد أثار الفيلم العديد من ردود الفعل القوية والآراء الإيجابية نقدياً وجماهيرياً.

ڤوى! ڤوي! ڤوي! إنتاج محمد حفظى، تأليف وإخراج عمر هلال، ويضم الفيلم منتخبًا من نجوم السينما الكبار والصاعدين يتقدمهم محمد فراج، وبيومى فؤاد، وحجاج عبدالعظيم ومعهم طه دسوقي، وأمجد الحجار، وحنان يوسف، ومحمد عبدالعظيم، بالاشتراك مع نيللى كريم وظهور خاص لبسنت شوقى.

[ الفيلم تدور أحداثه حول حسن حارس الأمن الذى يعيش حياة فقيرة مع والدته، ويسعى للسفر خارج مصر عن طريق الانضمام لفريق كرة القدم للمكفوفين فى إحدى بطولات كأس العالم فى أوروبا ويقرر التظاهر بأنه لاعب ضعيف البصر، وفى هذه الرحلة، يلتقى العديد من الشخصيات، منها صحفية شابة تهتم بالكتابة عن ذلك الفريق وفى نفس الوقت تهيم به على وجه الخصوص، ومدرب فى منتصف العمر يبحث عن فرصة، إلى جانب صديقيه اللذين يشاركانه فى الذهاب إلى أبعد الحدود ليكونوا مع الفريق على أمل أن يوفر هذا تذكرتهم للحياة والمزيد من الفرص، وفى هذه الرحلة يلتقى العديد من الشخصيات، ويدخل فى عدة مغامرات مثيرة وخطيرة.

والفيلم مأخوذة أحداثه من تحقيقات صحفية من أرض الواقع كتبها الزميل محمود شوقى نائب رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون حول هروب عدد من الشباب المبصرين إلى أوروبا بأوراق لاعبين مكفوفين، واستلهم مخرج الفيلم هذه التحقيقات من هروب عدد من لاعبى كرة الجرس منذ سنوات عدة، وهى لعبة مشابهة للعبة كرة القدم الخاصة بالمكفوفين ولكنها تُلعب باليد، وفى الفيلم، جعلها تصب فى اتجاه كرة القدم، نظراً للشعبية الجارفة التى تتمتع بها هذه الرياضة فى مصر والدول العربية ونجح من خلالها فى تسليط الضوء على قضية نصب كبرى، وتسهيل الهجرة غير الشرعية، وتلك هى قضية الفيلم وجماله والذى اختارته لجنة سينمائية كبيرة لتمثيل مصر فى الأوسكار وبعدها حلق الفيلم فى عدد من المهرجانات المهمة ولاقى حفاوة كبيرة.

[ وكلمة Voy أو ڤوى إسبانية بعنوان (أنا قادم)، وهى كلمة معتادة فى لعبة كرة القدم للمكفوفين، لذلك استخدمها المخرج «عمر هلال» فى أولي طلعاته السينمائية عنوانا معبرا عن الفيلم ونجح ببراعة فى تصديرها لقضية الفيلم وأبطاله الذين مرحت موهبتهم فى تجسيده.

••

أفلام مهرجان المركز الكاثوليكى تستحق كلها جوائز لكن فيلم «ڤوى ڤوى ڤوى» سيكون له نصيب الأسد وفقًا لما سبق، وكان الله فى عون لجنة التحكيم والخروج الآمن من هذا المأزق.