عصام عبد الجواد
هدايا السماء لشعب مصر
لأول مرة ومنذ عشرات السنين فى سابقة تحدث كل فترة طويلة عبر الزمن يأتى الصوم الكبير فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية هذا العام مع بداية صوم شهر رمضان المبارك، وذلك يوم الاثنين الموافق 11 مارس، فيما تحتفل الكنيسة القبطية بعيد القيامة بعد احتفال المسلمين بعيد الفطر المبارك لأن الصوم الكبير يستمر 55 يوما بعد أن كشفت الحسابات الفلكية التى أعدها معهد أبحاث الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية عن موعد شهر رمضان 2024 حيث تشير الحسابات الفلكية إلى أن أول أيام شهر رمضان المبارك لعام 2024 سيكون الاثنين 11 مارس ومدته ستكون 30 يوما، ويحل الصوم الكبير فى الكنيسة القبطية يوم الاثنين الموافق 11 مارس 2024 بينما يختم بالعيد فى يوم 5 مايو 2024.
وكأن الله سبحانه وتعال يبعث لنا بالهدايا كشعب واحد فى وطن واحد حتى يكون صومنا فى يوم واحد واحتفالاتنا بقدوم الصيام معا فى رسائل لا يفهمها إلا كل ذى عقل رشيد وأن أول يوم فى الصيام هذا العام سيكون مناسبة دينية ووطنية، ففيها يعلن المسلمون والمسحيون عبادة إله واحد ويقدمون نموجا للعالم كله بأن الله قد اختصهم بالاحتفال بالصيام فى يوم واحد لأنهم يعبدون إلها واحدا ويشتركون فى التقرب إلى الله بالصيام والصلاة والخضوع لعبادته سبحانه وتعالى ويتشاركان معا المحبة والسلام والصلاة من أجل بعضهم البعض، وكذلك فعل الخيرات والتقارب بينهم وبين بعضهم.
إن الصيام هذا العام سيكون له طعم مختلف غير صيام السنوات الماضية فهى المرة الأولى منذ عشرات السنين أن يبدأ المسلمون والمسيحيون فى مصر الصيام معا، فرغم حالة الحب والاحترام المتبادل بين عنصرى الأمة إلا أن هذا العام هى إشارة واضحة من العلى القدير بأن الله محبة وأن شباب مصر هم أحباؤه وقد اختصهم بهذه المناسبة العظيمة.
فلو دققنا النظر لوجدنا من يخطط ويفكر دائما للإضرار بمصالح الوطن من خلال القضاء على الوحدة الوطنية والفرقة بين أبناء الوطن الواحد هؤلاء هم الأعداء الحقيقيون للبلاد الذين يحاولون خلق الفتن الطائفية بين الشعوب لمنع البلاد من التقدم والتطور ومحاولة فى زعزعة المجتمع وخلق حالة من الفوضى عن طريق خلق الذرائع بين الطرفين لكن الله سبحانه وتعالى يأتى لنا بإشارة من عنده حتى يتمسك كل طرف بالآخر ويسود ويستمر الحب والتفانى فى التضامن بين الطرفين فى مجتمع واحد لعبادة رب واحد.
لذلك علينا جميعا أن ننتهز هذه الفرصة العظيمة وهذه المناسبة التى قلما يجود بها الزمان بأن نتمسك بتراب هذا الوطن ونتمسك بالدفاع عنه وأن نعمل جميعا من أجل أن تسود المحبة ويسود السلام وأن نتخذ من هذه المناسبة منصة للانطلاق للأمام من أجل بناء مصر الجديدة، ووحدتنا الوطنية هى أساس استقرار الوطن، وبها يتحقق الأمن ويصبح الشعب يدا واحدة ويقوى الترابط بيننا، وبدون الوحدة الوطنية تتفرق الشعوب وتنقسم ويسود العنف والإرهاب لا قدر الله، وهو ما يريده الأعداء بمصرنا الحبيبة لكن الله سبحانه وتعالى جعل مصر بلدا آمنا مطمئنا، لذلك يعطينا إشارات بين الحين والآخر بأن نتمسك بوحدتنا الوطنية من أجل الوقوف فى وجه أعداء الوطن الذين لا يريدون الخير للبلاد.. حفظ الله مصر وشعبها وقيادتها على مر العصور..
وكل عام وعنصرى الأمة فى خير وسلام ومحبة وأعياد على الدوام ومبارك شعب مصر على هذه الإشارات الربانية المباركة.