السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الذكاء الاصطناعى والمرض النفسى

الذكاء الاصطناعى والمرض النفسى

مع انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعى وكذا أيضًا انتشار الأخبار عنها وعن تجارب البشر معها حدث خلط أعتقد أنه غير مقصود بين الذكاء الاصطناعى والمصداقية وهو الخلط الذى جعل الكثير من المستخدمين يصدقون كل ما يرد وينتج من تلك الأنظمة على اعتبار ما يقال عن حجم البيانات المستخدمة ومهارة الخوارزميات فى معالجتها.



والحقيقة أن البيانات بالفعل كثيرة والخوارزميات بالفعل متقدمة ويستمر تزايد حجم البيانات وتقدم الخوارزميات يومًا بعد يوم حتى إن سؤالًا يقوم المستخدم بتوجيهه إلى تلك الأنظمة ربما سيحصل كل يوم على إجابة محسنة أو أفضل من الإجابة التى حصل عليها بالأمس ولكن ومع كل هذا التقدم الحادث فإن الذكاء الاصطناعى وأنظمته لا يخلو من اتهامات بالتحيز سواء على مستوى البيانات المدخلة او على مستوى أسلوب ومنهجية معالجتها وهو ما يظهر بوضوح فى النتيجة النهائية ولكن وللأسف فإن هذا «الوضوح» لا يكون مرصودًا وواضحًا إلا للشخص المتخصص فى الموضوع محل البحث.

تبقى إشكالية لا يستطيع الشخص العادى التخلص منها كفكرة وهى أن الشخص الذكى من اللازم ومن الطبيعى أن يكون موضوعيًا وأن يتحلى بكل الأخلاق والقيم الإنسانية ولذلك أن كل ما يقول يصدق وكل ما يفعل تتم مباركته وهذا للأسف ربط غير حقيقى، ليس دائمًا ولكن فى بعض الحالات- الكثيرة أو القليلة ليس هذا هو محل التقدير والحساب- يقوم أشخاص فى غاية الذكاء بالعديد من الأفعال فى غاية الخطورة والشر والخسة.

فعلى مستوى البشر لا يوجد أى مانع أن يكون الانسان ذكيًا ومضطرب نفسيًا فى نفس الوقت، ويكون الاضطراب بأى نوع من أنواع الأمراض النفسية بداية من القلق الخفيف أو الرهاب المتوسط وصولًا إلى الشخصية النرجسية أو الشخصية السيكوباتية، فالشخصية السيكوباتية على سبيل المثال يكون من خصائصها التمتع بالذكاء العاطفى والذكاء المعرفى والذكاء الإجرامى أيضًا وهو ما يسمح لها بالتلاعب بالبشر وبمشاعرهم وربما بممتلكاتهم وصولًا إلى أجسادهم وأرواحهم وهذا يشمل القدرة على التلاعب كما قلنا والكذب والاحتيال والنصب والسرقة وتدبير المكائد وارتكاب الجرائم وغيرها من الموبقات ولذلك نأتى للسؤال الفيصل فى هذا المقال وهو ماذا لو تمتعت أنظمة الذكاء الاصطناعى- الذكية بالفعل- ببعض من الصفات السيكوباتية وكيف ستكون نتيجة تفاعل البشر معها وتصديقهم الأعمى لكل ما ينتج عنها؟