حارسات التلى
خيوط سيدات شندويل الذهبية.. تحمى المهنة من طى النسيان
مروة فتحى
بأناملهن الرقيقة يقمن بتطريز خيوط ذهبية وأخرى فضية على قطع الملابس والأقمشة لتتكون رموز شعبية وحديثة تعبر عن صبر وإتقان سيدات الصعيد فى الحفاظ على حرفة التلّي، ممن يقمن فى جزيرة شندويل بمحافظة سوهاج ليصبحن حراس الحرفة التراثية التى امتدت لآلاف السنين والمسئول الأول عن حمايتها من الاندثار والاختفاء، لتسجل أول حرفة تراثية تحمل علامة تجارية جماعية وهى تلّى شندويلى.
التلى حرفة تراثية قديمة تمتد لآلاف السنين، اندثرت واختفت، وأصبحت فى طى النسيان، لسنوات عديدة، ثم عاد «التلى» وهو شكل خاص من أشكال التطريز مرة أخرى إلى الصدارة والواجهة، بإخلاص وجهود محبيه.
خديجة العربى فتاة عشرينية من جزيرة شندويل ورثت حرفة التلى أمًا عن جدة، وتمكنت أخيرًا من تسجيل علامتها التجارية بفضل المجلس القومى للمرأة الذى درب عددًا من السيدات على تسجيل التلى الخاص بالجزيرة كعلامة تجارية جماعية إلى جانب تسجيل علامة تجارية فردية لـ20 سيدة، لافتة إلى أنها تصمم من التلى تطريز على عبايات وشنط وطرح وكارديجان وبنشوهوهات وأحذية، وهناك حرص على التجديد حتى يواكب روح العصر، لافتة إلى أن إبرة التلى يتم تصنيعها يدويًا من النحاس أما الخيوط فيتم استيرادها من الهند.
عزيزة عبد الحميد والدة خديجة تقول إن أحدى السيدات الإنجليزيات صورت التوب من المتحف، وأتت بالصورة لصعيد مصر، فى أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، لتسأل عن أصل التوب وكيف نشأ وما شابه، وكانت صدمتها بالغة حين اكتشفت أن هذا الفن لم يعد له وجود منذ الثلاثينيات من القرن الماضى، لكنها فى نفس الوقت فتحت الأبواب الموصدة لإحياء حرفة التلى.
قام المجلس القومى للمرأة بتدريب السيدات والفتيات من سوهاج على الضرائب والعلامة التجارية واختيار اللوجو. وقد نظم المجلس بالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية «ويبو»، والشريك التعليمى للعرض - الجامعة البريطانية فى مصر - كلية الفن والتصميم، عرض أزياء للعلامة التجارية الجماعية «تلى شندويل»،وذلك ضمن احتفالية ختام المشروع الرائد الملكية الفكرية وريادة الأعمال للسيدات – تمكين المرأة فى المجتمعات المحلية عن طريق الملكية الفكرية – العلامة الجماعية - قطاع حرفة التلى فى سوهاج مصر».