احتجاجات طلابية تعصف بشعارات الولايات المتحدة الفضفاضة
الحرية الأمريكية.. «عوراء»
كتبت ـ مى فهيم ووسام النحراوى
فى الوقت الذى تتاجر فيه أمريكا بورقة الحرية وحقوق الإنسان للضغط على الأنظمة السياسية التى تختلف معها، فإنها ترى الحرية بعين واحدة، هى مصلحتها وحمايتها للكيان الصهيونى المحتل للأراضى الفلسطينية، فقد شهدت خلال الأسبوع الماضى تضييقًا غير مسبوق على طلاب الجامعات الأمريكية فى عدد من الولايات نددوا بالمجازر التى يرتكبها الاحتلال الصهيونى فى غزة والأراضى الفلسطينية، والتنديد بمحاولات اجتياح رفح بما يهدد بارتكاب المزيد من المذابح.
وأعادت الاحتجاجات الطلابية التى اجتاحت الجامعات الأمريكية، وامتدت إلى جامعات أوروبية تنديدًا بحرب غزة، إلى الأذهان بداية موجة المظاهرات العارمة التى شهدتها الولايات المتحدة، منذ أواخر ستينيات القرن الماضى وما تلتها من سنوات.
ومن أبرز تلك الاحتجاجات الطلابية، «اعتصامات جرينسبورو – 1960»، التى نظمها 4 طلاب أمريكيين من أصل أفريقى من جامعة «نورث كارولينا» احتجاجًا سلميًا على تفرقة مقاعد الغداء، وأدت التظاهرات إلى إلغاء التفرقة.
أيضًا، شهدت «جامعه هوارد – 1968»، واحتياجات تعد من أشهر الاحتجاجات الطلابية بأمريكا، إذ سيطر ألف طالب فى جامعة هوارد التى تدرس بها غالبية من الطلاب ذوى الأصول الأفريقية على المبنى الإداري، وتوجّت الاحتجاجات بالاستجابة لمعظم المطالب.
كذلك، شهدت «جامعة كولومبيا - 1968»، فى خضم الجدل الدائر بالأوساط الأمريكية بشأن الحرب فى فيتنام، احتج طلاب جامعة «كولومبيا» للمطالبة بإلغاء جامعتهم لعقد يربطها مع مركز أبحاث للأسلحة، واستمرت الاحتجاجات لبقية الفصل الدراسى، ما شل الجامعة التى قررت فى الأخير إنهاء علاقاتها مع مركز الأبحاث الدفاعي، وإيقاف خطة لبناء صالة الألعاب المتنازع عليها، وانتقلت عدوى هذه الاحتجاجات إلى العواصم الأوروبية حيث تمرد أيضًا طلاب جامعات فرنسية وبولندية، لكن ضد حكوماتهم.
واجتاحت العواصم الأوروبية احتجاجات طلابية إذ شهدت العاصمة البولندية وارسو، احتجاجات ضد رقابة الحكومة الشيوعية.
فى فرنسا، تحول احتجاجات طلابية فى «السوربون» إلى انتفاضة اجتماعية لم تنجح فى الإطاحة بالرئيس، شارل ديجول، إلا أنها أصبحت علامة فارقة فى تاريخ فرنسا الحديث.
و»هارفارد 1969»، حيث احتل طلاب قاعة جامعة هارفارد وأخرجوا جميع إداريى المؤسسة من المبنى، وساهمت الاعتصامات بتغييرات تضمنت إنشاء قسم للدراسات الأفريقية الأمريكية.
و»كينت أوهايو 1970»، إذ قتلت قوات الأمن 4 طلاب وتصاعدت الاحتجاجات وجذبت اهتمام الإعلام الوطنى بشكل أكبر نحو الحركة المناهضة للحرب فى فيتنام، وكان لها تأثير درامى وفوري، إذ أطلقت شرارة إضراب طلابى على مستوى البلاد أجبر المئات من الكليات والجامعات على الإغلاق. «و»جامعة كاليفورنيا 1985»، تجمع آلاف الطلاب فى ساحة سبرول فى حرم جامعة «كاليفورنيا بيركلي» احتجاجا على علاقات الجامعة التجارية مع نظام الفصل العنصرى فى جنوب أفريقيا، وأدت الاحتجاجات فى النهاية إلى سحب استثمارات مليارية من حكومة الفصل العنصرى فى يوليو من عام 1986.