خبراء أمنيون ونفسيون ودينيون لـ «روزاليوسف»: «الديب ويب» العالم الأسود والخفى لـ«الإنترنت»
سيد دويدار وسمر حسن
عقل مغيب، إما بتأثير مباشر لعقاقير الهلوسة والمخدرات، أو بتأثير غير مباشر للألعاب الإلكترونية عبر الإنترنت، التى باتت خطرًا يستهدف ليس فقط مبادئ وقيم المجتمع بل أرواح شبابه وأطفاله؛ أصبح العالم الأسود والخفى للإنترنت أو ما يسمى بـ«الديب ويب» فصلاً جديدًا من فصول التكنولوجيا المرعبة، التى تحاكى أقوى أفلام الرعب والخيال فى سينما هوليوود، وهو ما طالعتنا به وسائل الإعلام مؤخرًا، عقب حادثة مقتل طفل شبرا الخيمة.
هذه الواقعة المشينة، التى لم نكن نعرفها، ولا نسمع عنها، سوى فى أفلام الرعب الأجنبى الخيالية، جعلت الأهالى فى حالة من الرعب والفزع من المجهول القاتل الذى يحيط بأولادهم، فالجانى قام باستدراج الضحية إلى مكان خاص به مجهز بأبشع وسائل التعذيب، وتصوير واقعة تعذيبه بكاميرات تصوير ذات تقنية عالية، وبثها مباشرةً على «الديب ويب»، فى غرفة معروفة باسم الغرفة الحمراء «Red Rome».
«روزاليوسف»، قامت باستطلاع آراء الخبراء حول تلك النوعية من الجرائم الغريبة على مجتمعنا، حيث قال الدكتور أحمد على طه، استشارى الأمراض النفسية وعلاج الإدمان، إن من يرتكب تلك النوعية من الجرائم «السادية» يكون صاحب شخصية سيكوباتية «غير سوية»، ولديه دوافع إجرامية وميول للعنف والجريمة منذ الصغر، إضافة إلى وجود خلل تربوى من أسرته تجاه الطفل، وتعرضه للعنف، أو بسبب رؤيته لأحد الأشخاص يتلذذون بتعذيب شخص آخر، موضحًا أن هذه الشخصيات تعوض نقصها بالأفعال السادية.
وحلل استشارى الأمراض النفسية، شخصية المحرض «على الدين» بأن الدافع خلف قيامه بتحريض شخص ما لاستدراج طفل وتعذيبه حتى الموت هو ميوله للعنف ورؤية الأشخاص يموتون ألمًا أمام عينيه، خاصةً أن المعلومات تشير إلى أنه يعيش فى أسرة ميسورة، أما القهوجى «الجانى» فلا يستبعد أن يكون مدمنًا للمخدرات، مما يدفعه لفعل أى شىء للحصول على المال لشراء الكيف.
وأكد اللواء محمود الرشيدى، خبير أمنى فى جرائم الإنترنت، أن «الديب ويب» هو أخطر أنواع جرائم الإنترنت، لأنه وكر لكل الأنشطة والجرائم الضارة والمحظورة، وكل مستخدميه من أجهزة مخابرات وتنظيمات إرهابية وإجرامية، ومجرمى الإنترنت «الهاكرز».
وأضاف «الرشيدى»: «أن الدخول إلى تلك المواقع فى منتهى الخطورة، لأنه يعرض المستخدم للكثير من المخاطر، لأنه ملىء بمواقع الشذوذ، والإباحية، والقرصنة، وغسل الأموال، وتجارة المخدرات، فضلاً عن فيديوهات البث المباشر الحقيقية لعمليات القتل والاغتصاب والتعذيب».
وحول واقعة استدراج وتعذيب طفل شبرا الخيمة حتى الموت، قال: «إن المحرض كان يريد الحصول على فيلم مسجل للجريمة لتسويقه عبر الإنترنت «الديب ويب»، والتربح المادى من خلال العملات الافتراضية المتداولة على الموقع بعد الحصول على نسب المشاهدة العالية.
واستطرد الخبير الأمنى: «أنا أشك فى هذه الرواية، لأن المحرض طفل، وليس من السهل عليه اقتحام هذا العالم والنوع المقرصن من الإنترنت التعامل عليه بهذه السهولة.
قال حامد جاب الله، مدرس الفقة المقارن جامعة الأزهر: «إن ضعف الوازع الدينى، وعدم اتباع شرع الله وتعاليم الدين الحنيف، الذى لم يترك شيئًا إلا وتحدث عنه وعن التعامل معه شرط أساسى فى تربية الأبناء»، مؤكدًا أن هوس السوشيال ميديا، والانجراف خلف أساليب التربية المخالفة لتعاليم ديننا الحنيف تحت مسمى تربية حديثة واللهث خلف «الموضة والتقاليع»، أضاع أسس ومبادئ التربية السليمة الصحيحة، ووضع المجتمع فى مأزق.
وتابع «جاب الله»: «نحن الآن أمام جريمة بشعة أثارت فزع الأهالى، ومن الضرورى متابعة الأبناء، واصطحابهم للمساجد، وتعليمهم أسس دينهم، وتربيتهم على سنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام»، لافتًا إلى أن للابناء حقًا قبل ميلادهم، وهو حسن اختيار الزوجة التى ستكون أمًا ومربية لهم، فوجب أن تراعى الله وتضعه نصب عينيها فى كل شىء، وحق حسن تربيتهم بما يتماشى مع رضا المولى عز وجل.