الإثنين 30 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء فى حوار لـ«روزاليوسف»: «أرض الفيروز» آمنة ومعركة التنمية مستمرة

اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء
اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء

أكد اللواء د.خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، أن الدولة بذلت جهودًا لتنمية وإعمار سيناء، ما يؤكد الانتقال من معركة التحرير إلى معركة التعمير، خاصة فى السنوات العشر الأخيرة، التى سجلت تخصيص وإنفاق مصر ما يقارب التريليون جنيه لتحقيق تنمية سيناء شمالًا وجنوبًا عبر تنفيذ العديد من المشروعات القومية فى مختلف المجالات.



وقال محافظ جنوب سيناء، فى حواره لـ«روزاليوسف»، إن المشروعات شملت مشروعات زراعية عملاقة شاملة ومتكاملة ومشروعات للطرق والمحاور على أعلى المستويات والمقاييس العالمية، فضلًا عن إنشاء وتطوير جميع المنافذ للاتصال بالعالم الخارجى من مطارات وموانئ بحرية ومنافذ برية. لافتَا إلى أن ما يتحقق الآن من تنمية كان بفضل تضحيات ودماء الشهداء فى معركة استئصال الإرهاب من جذوره  وإلى تفاصيل الحوار..

■ انتصرت مصر فى معركة تحرير سيناء وما سبقها من حروب ثم فى معركة الدبلوماسية فى تحرير طابا.. كيف ترى حجم التضحيات التى بذلت للوصول لمرحلة التحرير وأنت أحد أبناء القوات المسلحة المصرية؟

- أصرت السياسة العسكرية على عدم التفريط فى حبة رمل واحدة من تراب سيناء الغالية وتحرير أرضها، فمنذ احتلال سيناء عام 1967، بدأت قواتنا المسلحة حرب الاستنزاف بعد أيام قليلة من نكسة 67 لتلقن الجيش الإسرائيلى أقسى الهزائم الواحدة تلو الأخرى، وقامت مصر بإعادة بناء وتدريب وتسليح جيشها وقواتها المسلحة على أحدث الأسلحة والتكتيكات العسكرية، ثم استكمل الجيش المصرى الاستعداد فتقوم الدولة المصرية بتطبيق وتنفيذ أذكى خطط الخداع والتمويه الاستراتيجى للتمويه وخداع العدو عن موعد وتوقيت وأسلوب بدء حرب أكتوبر، ثم تبدأ حرب أكتوبر ليحقق فيها الجيش المصرى نصرًا حاسمًا ساحقًا، محطمًا بذلك نظرية الأمن الإسرائيلية ومثبتًا كذب مقولة أن الجيش الإسرائيلى لا يقهر.

ثم بدأت معركة تحقيق السلام بل فرض السلام واسترداد باقى أرض سيناء عبر الوسائل الدبلوماسية والسياسية لتسترد مصر أرض سيناء على مراحل بعد توقيع اتفاقيات السلام فى كامب ديفيد، وتماطل إسرائيل كعادتها فى تسليم طابا المصرية مدعية تبعيتها لإسرائيل، فتقوم مصر بإدارة معركة دبلوماسية للتحكيم الدولى لإثبات تبعية طابا لمصر حتى ربحت مصر قضية التحكيم الدولى وتسترد طابا ويرفع علم مصر على طابا فى 19 مارس 1989، ومن ذلك فإن مصر قد أكدت بأنها استخدمت كل قدرات ومقدرات الدولة الشاملة لمصر وبتكامل كل الطرق والأساليب حربًا وبالقتال ثم بالسياسة والدبلوماسية ثم بالتحكيم الدولى حتى تصل إلى تحقيق الرؤية المصرية والغايات القومية وتحقيق الأهداف الاستراتيجية كل ذلك بتكاتف ومساندة جميع طوائف الشعب لقواته المسلحة، أما عن حجم التضحيات لتحقيق تحرير سيناء فيكفى أن نذكر أن أكثر من مائة ألف شهيد من خيرة أبناء مصر قد ضحوا بأنفسهم لترتوى رمال سيناء بدمائهم فداء لتحريرها وفداء لمصر وشعبها، وموجز القول نستطيع التأكيد أن مصر نجحت فى استرداد أرض سيناء وتحريرها، ونجحت تمامًا فى تعمير سيناء.

■ تشهد سيناء شمالاً وجنوبًا تنمية شاملة فى السنوات الأخيرة ماذا تغير فى سيناء فى تلك السنوات؟

- أما عن التغير الذى حدث فى سيناء شمالاً وجنوبًا بعد تحريرها، فقد بذلت الدولة المصرية جهودًا لتنمية وإعمار سيناء، وهذا يؤكد مقولة أنه بعد تحرير سيناء قد انتقلت مصر من معركة التحرير إلى معركة التعمير، خاصة فى السنوات العشر الأخيرة والتى سجلت تخصيص وإنفاق نحو التريليون جنيه لتحقيق تنمية سيناء، عبر تنفيذ العديد من المشروعات القومية فى مختلف المجالات والتى تتضمن مشروعات زراعية عملاقة شاملة ومتكاملة ومشروعات للطرق والمحاور على أعلى المستويات والمقاييس العالمية، وإنشاء وتطوير كل المنافذ للاتصال بالعالم الخارجى من مطارات وموانئ بحرية ومنافذ برية، ومشروعات متعددة ومتنوعة من الإسكان سواء تجمعات البيوت البدوية على النمط البدوى أو عمارات سكنية أو وحدات إسكان سياحى، والتوسع فى إنشاء المناطق الصناعية والمصانع التى تضيف قيمة نوعية وتحقق الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية وخامات سيناء، لتحقيق الميزة النسبية لمنتجات تلك المصانع ثم الاهتمام ببناء الإنسان فى سيناء من خلال الاهتمام بالتعليم فى جميع مراحله عن طريق التوسع فى إنشاء مئات المدارس، وإنشاء أكثر من 6 جامعات فى سيناء شمالاً وجنوبًا لمختلف أنواع الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية وأفرع لجامعة الأزهر وجامعات السويس وقناة السويس لتحقيق رؤية الدولة المصرية والقيادة السياسية، علاوة على اهتمام الدولة بتنمية السياحة والوصول لمستويات عالمية غير مسبوقة من إنشاء المئات من الفنادق بمختلف أنواعها ومستوياتها على أعلى المستويات العالمية وقاعات ومراكز للمؤتمرات الدولية التى تستضيف أكبر المؤتمرات الدولية والمتخصصة للدول وللمنظمات الدولية والتى كان من أهمها مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 27) بحضور أكثر من 70 ألف مشارك و(120) من قيادات وزعماء العالم من ملوك ورؤساء ومؤسسات ومنظمات دولية.

■ تسلمت مصر طابا 1989 برفع العلم المصرى عليها، حدثنا عن التنمية التى شهدتها؟

- الحديث عن طابا وأحدث خطط التنمية بها بعد استردادها بالتحكيم الدولى عام 1989، بدءًا من إنشاء وتطوير المنفذ البرى بين طابا وإسرائيل، ثم إنشاء العديد من الفنادق والمنشآت السياحية الرائعة والوحدات السكنية متعددة المستويات والنوعيات للمواطنين وللبدو وإنشاء المدارس والطرق ومرور خط الغاز العربى من طابا إلى الأردن وعدة دول بالمنطقة، لتعبر طابا عن رغبة مصر واستعدادها الدائم للتعاون الإقليمى والدولى فى إطار تحقيق السلام والتنمية والرخاء، وما زالت التنمية مستمرة فى طابا.

■ جنوب سيناء مقصد سياحى عالمي، أين تقف السياحة بجنوب سيناء الآن وما المشروعات المستهدفة لرفع كفاءتها؟

- تعتبر جنوب سيناء مقصدًا سياحيًا عالميًا بالفعل، وقد تربعت مدينة «شرم الشيخ» على قمة السياحة العالمية وعلى قمة تنظيم واستضافة المؤتمرات الدولية والتى كان آخرها وأهمها مؤتمر المناخ (كوب 27) فى نوفمبر 2022، ومن قبله أيضًا مؤتمر التنوع البيئى والطبيعي، ونحرص على الحفاظ على المستوى العالمى المتميز الذى وصلت إليه جنوب سيناء بمختلف مدنها خاصة «شرم الشيخ» باستمرار وتحقيق الاستدامة فى تنمية جنوب سيناء فى مختلف المجالات، ومع التطوير والحفاظ على المشروعات القائمة نستكمل بناء وإنشاء المشروعات الجديدة فى إطار تكاملى مع القائم من المشروعات.

■ حققت مصر نجاحًا كبيرًا باستضافة مؤتمر التغيرات المناخية.. هل هناك انعكاسات إيجابية على جنوب سيناء نتيجة هذا المؤتمر؟، وما هو مستقبل سياحة المؤتمرات وجدارتها الاقتصادية؟

- تكلمنا عن استضافة «شرم الشيخ» لأفضل مؤتمر دولى للمناخ (كوب 27) ، وبالحديث عن النتائج الإيجابية العائدة على جنوب سيناء بعد نجاح المؤتمر ومستقبل سياحة المؤتمرات بها وجدواها الاقتصادية، نؤكد أن مدينة شرم الشيخ هى أفضل مدينة سياحية وأفضل حاضنة للمؤتمرات، وقد تأكد ذلك من خلال حصول شرم الشيخ هذا العام على جائزة أفضل مدينة ووجهة سياحية آمنة فى العالم من منظمة (أفاسو) وهى منبثقة عن منظمة الاتحاد الأفروآسيوى، وحصولها كذلك على الجائزة الذهبية والدرع الذهبية لمنظمة «أفاسو»، إضافة لحصول محافظ جنوب سيناء على جائزة رجل العام، ودرع أفضل محافظ وقائد للتنمية لمدينة سياحية على مستوى العالم، أما فى عام 2023 فحصلت على جائزة أفضل مسئول ومحافظ عربى لمدينة سياحية عربية، وحصلت شرم الشيخ على جائزة أفضل مدينة سياحية عربية وأفضل مدينة عربية لاستضافة وتنظيم حدث سياحى، علاوة على أن 40% من دخل السياحة فى مصر من العملة يأتى نتيجة الإقبال السياحى على شرم الشيخ ومدن جنوب سيناء.

■ حصلت مدينة شرم على جائزة أفضل وجهة سياحية آمنة عالميًا، ما المشروعات التنموية المعززة لذلك؟

- كان لحصول مدينة شرم الشيخ على جائزة أفضل وجهة سياحية آمنة على مستوى العالم التأثير الإيجابى على حركة السياحة بشرم الشيخ لتحقيق المصداقية والثقة فى مناخ الأمن والأمان السائد بشرم الشيخ والداعم والضامن الأول للأنشطة السياحية وسياحة المؤتمرات، وبطبيعة الحال فإن حصول شرم الشيخ على تلك الجائزة قد تأثر بقوة بنجاحها فى استضافة العشرات من المؤتمرات الدولية والعالمية والتى كان على رأسها (كوب 27) ولأكثر من أسبوع لم تقع أي مخالفات أو حوادث ولم تصدر شكوى واحدة من أى ضيف من ضيوف المؤتمر، فكان كل ذلك من أهم مسوغات ومؤهلات حصول شرم الشيخ على أفضل وجهة سياحية آمنة فى العالم عام 2024.

■ خاضت مصر بعد معركة التحرير معركة جديدة فى مواجهة الإرهاب والآن تخوض معركة التنمية الشاملة.. كيف ترى التضحيات التى بذلت وكذا خطط ومشروعات التنمية؟

- بعد معركة تحرير سيناء استمرت المخاطر التى تهدد استقرارها وأمنها خاصة بعد عام 2011، من قبل بعض الجماعات الإرهابية المدعومة من بعض الدول الأخرى، ولقد خاضت قواتنا المسلحة وشرطتنا الباسلة وشعبنا العظيم وأهلنا الشرفاء من بدو سيناء ملحمة نضال دامت لعدة سنوات حتى تمكنت مصر من استئصال الإرهاب تمامًا من سيناء خاصة من شمال سيناء، واستمرت معركة التنمية الشاملة وتنفيذ خطط التنمية والمشروعات القومية بها فى مناخ آمن تمامًا وهو ما يؤكد أن ما تم بذله من تضحيات وشهداء فى سبيل تحقيق استئصال الإرهاب وترسيخ الأمن والاستقرار فى سيناء كان ثمنًا دفعه أبناء مصر الشرفاء من دمائهم فداء لمصر وسيناء وأمنها واستقرار التنمية بها.

■ أنفاق تحيا مصر ربطت الدلتا بسيناء، ما هى الانعكاسات الإيجابية لهذا المشروع الضخم فى وجهة نظركم؟

- بالطبع كان لمصر وقيادتها السياسية الواعية رؤية ثاقبة فى إنشاء تلك الأنفاق عبر قناة السويس للربط بين شبه جزيرة سيناء وباقى أرض مصر الحبيبة خاصة فى مواجهة كل مدينة من مدن قناة السويس الثلاث ومحافظاتها «السويس والإسماعيلية وبورسعيد»، كان لذلك أكبر الأثر الإيجابى فى زيادة الربط والترابط بين أشقاء أرض الوطن على جانبى قناة السويس وتيسير الإمداد لسيناء بكل مستلزمات التنمية وتنفيذ المشروعات على أرضها مع زيادة الإحساس بالولاء والانتماء لأبناء ومواطنى سيناء.

■ ما الاستثمارات الأجنبية المباشرة فى جنوب سيناء ومستهدفات الفترة المقبلة؟

- أهم الاستثمارات الأجنبية المباشرة فى جنوب سيناء تتمثل فى تنفيذ بعض المشروعات السياحية العملاقة، كما نسعى للتعاون مع مطور أو شريك أجنبى لتطوير المنطقة الصناعية بمدينة أبو زنيمة والتى تقع على خليج السويس والتى تحدث نموًا فى مجال استغلال وتصنيع الخامات والثروات المعدنية والمحجرية المتعددة بالمنطقة.

■ كيف تغلبتم على الأزمات التى تعرضت لها السياحة بشرم الشيخ ومنها أزمة الطائرة الروسية وجائحة كورونا؟

- تغلبنا دائمًا على كل الأزمات التى تعرضت لها السياحة بشرم الشيخ ومنها أزمة الطائرة الروسية وجائحة كورونا، من خلال ترابطنا جميعًا بكل مكونات جنوب سيناء ومصر كلها مع المستثمرين ورجال الأعمال والقطاع السياحى والفندقى والذى دعمته الدولة المصرية دائمًا خاصة خلال الأزمات، وكان شعارنا دائمًا لن تطفئ أنوار شرم الشيخ.

■ ما الرسالة التى توجهها لشعب مصر بمناسبة عيد تحرير سيناء؟

- أهم رسالة نود أن نوجهها إلى شعب مصر بمناسبة عيد تحرير سيناء هى أن الاتحاد قوة فحافظوا على وحدتكم واتحادكم وترابطكم تحت قيادة الدولة المصرية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك تحقيقًا لقول المولى عز وجل: {واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا}، اتحدوا وترابطوا يا شعب مصر يدًا بيد وكتفًا بكتف مع قياداتكم وجيشكم وشرطتكم وحافظوا على وحدة وطنكم مصر.