رقمنة المدارس الحكومية

كشف تقرير لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عن جهود الدولة الرامية إلى رقمنة المدارس الحكومية، لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة بالتوجه نحو الذكاء الاصطناعى، حيث تم توصيل كابلات الألياف الضوئية إلى 2563 مدرسة على مستوى الجمهورية.

وأكد «التقرير»، توصيل المدارس بالإنترنت السريع عبر كابلات الألياف الضوئية بنسبة 100% للمدارس الثانوية المستهدفة التى يطبق بها مشروع التابلت التعليمى، مشيرًا إلى أن الوزارة انتهت بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وجميع أجهزة الدولة، بتوجيهات من رئيس الوزراء، من خطة توصيل «الفايبر» للمدارس فى وقت قياسى، حيث يعطى سرعات أعلى لنقل البيانات لتمكين الطلاب من استخدام التابلت التعليمى فى العملية التعليمية.

وأشار «التقرير» إلى أن تكلفة مشروع مد كابلات الألياف الضوئية للمدارس، وصلت إلى مليار جنيه مناصفة بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ووزارة التربية والتعليم، مشيدًا بالمجهود الذى قامت به الشركة المصرية للاتصالات المملوكة للدولة بنسبة 80% فى إنجاز هذا المشروع فى وقت قياسى، الذى استغرق شهرين وتحملها تنفيذ المشروع بسعر التكلفة كونه مشروعًا قوميًا.

وأكد «التقرير»، أن المشروع يسهم فى نشر البنية التحتية لكابلات الألياف الضوئية فى كل القطر المصرى، بتوصيل الفايبر عبر هذا المشروع فى 27 محافظة، وفى كل مكان ما يمهد توصيل الألياف الضوئية، لأماكن أخرى مثل قصور الثقافة ومراكز الشباب والمستشفيات وأيضا بتكلفة أقل، مشددًا على استمرار التعاون بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووزارة التربية والتعليم، فى تطوير العملية التعليمية بالاعتماد على الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث توجد مراحل أخرى من تطوير التعليم، وأن الوزارة أعطت المواصفات الخاصة بالتابلت التعليمى لوزارة التربية والتعليم.

ولفت التقرير إلى بدء وزارة الاتصالات فى تنفيذ خطة لإحلال شبكات النحاس بكابلات الألياف الضوئية، باستثمارات 150 مليار جنيه بهدف نشر خدمات الإنترنت فى جميع أنحاء الجمهورية ورفع كفاءة الخدمة، فضلًا عن تطوير البنية الأساسية لشبكات المحمول من خلال إنشاء 3048 محطة تغطية جديدة بخدمات المحمول بغرض إتاحة النفاذ واستيعاب الطلب المتنامى على خدمات الاتصالات للمواطنين بالمجتمعات الحضرية والمجتمعات الريفية والنائية على حد سواء دون تمييز من خلال الشركات المرخص لها، مما نتج عنه زيادة نسبة المناطق المأهولة المغطاة بخدمات الجيل الرابع من 82% إلى 87%، ليصبح إجمالى عدد المحطات 34706 محطات.

وكانت الحكومة، قد أطلقت فى وقت سابق مشروع قومى لتطوير التعليم فى مصر، يعتمد بشكل كبير على توفير أحدث التكنولوجيا فى تقديم المناهج الدراسية من خلال توزيع «تابلت»، على طلبة الصف الأول الثانوى، وتوفير بنية تحتية حديثة من خلال مشروع مد كابلات الألياف الضوئية للمدارس، والذى نفذته الشركة المصرية للاتصالات، بهدف تقديم خدمات الإنترنت بسرعات عالية عبر الألياف الضوئية كجزء من مبادرة تطوير التعليم فى مصر، وساهم هذا المشروع فى تحقيق عوائد تقدر بـ482 مليون جنيه فى الربع الثالث من عام 2018.

واختارت وزارة التربية والتعليم فى عام 2018، شركة سامسونج لتوريد مليون جهاز تابلت تعليمى مستورد لاستخدامه فى العملية التعليمية لطلبة الصف الأول الثانوى من بين 50 شركة محلية وعالمية تقدمت لتوريد تلك الأجهزة.

وكانت «سامسونج»، قد فازت بمناقصة توريد التابلت المدرسى، وتم الاتفاق مع الحكومة على مقر تصنيع التابلت الجديد، بمصنع الشركة فى بنى سويف، حيث تمتلك الشركة الكورية مساحات كبيرة صنعت خلالها قصة نجاح كبير، وتمتلك حوافز جيدة فى هذه المنطقة، وساهمت فى تأهيل وتدريب كوادر من المحافظة على صناعة وتجميع الإلكترونيات.

وبحسب الاتفاق، تبلغ تكلفة مصنع سامسونج الجديد، وخطوط الإنتاج نحو 30 مليون دولار، وبه خط إنتاج بطاقة تصل إلى مليون جهاز سنويًا، وتم الاتفاق كذلك على مواصفات الجهاز، وسعر البيع لوزارة التربية والتعليم.

وأطلقت الوزارة العديد من المبادرات الرئاسية لتأهيل وبناء المهارات التكنولوجية لطلاب المدارس والجامعات، حيث أطلقت مبادرة «براعم مصر الرقمية» فى عام 2023، بهدف تأهيل طلاب المدارس بداية من الصف الرابع الابتدائى إلى الصف السادس الابتدائى، ومبادرة «أشبال مصر الرقمية» التى تستهدف تطوير مهارات المتفوقين من طلبة المدارس فى الصف الأول الإعدادى حتى الصف الثانى الثانوى، ومبادرة «رواد مصر الرقمية» التى تهدف إلى تنمية الريادة التكنولوجية فى التقنيات الحديثة لدى طلاب الجامعات والخريجين من جميع التخصصات.

كما تم إطلاق مبادرة «بناة مصر الرقمية» التى تستهدف صقل مهارات الخريجين المتفوقين فى تخصصات محددة، ويتم التدريب فيها من خلال برنامجين أساسيين، هما برنامج ذوى الخبرة الذى يتم تنفيذه بالتعاون مع عدد من الجامعات الدولية لمنح الملتحقين به درجة الماجستير، والبرنامج الاحترافى الذى يتم تنفيذه بالتعاون مع المنصات التعليمية العالمية والجامعات الدولية لتنمية المهارات فى أحدث التخصصات فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من خلال برنامج متكامل يشمل تدريبا عمليا معتمدا من شركات عالمية ومحلية وبرنامجا لتنمية المهارات القيادية والإدارية واللغوية.