الخميس 18 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

61 عامًا من الوحدة الإفريقية

الرئيس عبد الفتاح السيسى
الرئيس عبد الفتاح السيسى

تقرير - أحمد إمبابى



مصر تحتفل بـ«يوم إفريقيا».. وتؤكد استمرار سياسة الانفتاح والتعاون والتضامن مع شعوب القارة

احتفلت مصر والقارة الإفريقية هذا الأسبوع، بيوم إفريقيا، حيث يواكب الذكرى السنوية لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية فى الخامس والعشرين من مايو عام 1963، إذ تم توقيع قادة 30 دولة إفريقية من 32 دولة مستقلة فى هذا التوقيت على الميثاق التأسيسى لمنظمة الوحدة الإفريقية فى أديس أبابا، والتى تحولت حاليًا إلى الاتحاد الإفريقي، ليحقق حلم قادة التحرر والاستقلال فى إفريقيا بتعزيز روح التضامن ووحدة الهدف والمصير لإيجاد حلول إفريقية للتحديات التى تواجه القارة.

ناضل من أجل حلم الوحدة والتضامن الإفريقي، زعماء أفارقة على رأسهم الزعيم المصرى جمال عبدالناصر، والزعيم الغانى كوامى نكروما، والزعيم الغينى أحمد سيكو تورى، والزعيم التنزانى جوليوس نيريرى.. وغيرهم، مع تحقيق هذا الحلم تحول يوم تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية لمناسبة سنوية يحتفل فيه الأفارقة والعالم بوحدتهم تحت شعار «يوم إفريقيا».

ساهمت الدولة المصرية فى تأسيس هيكل الوحدة الإفريقية، بداية من دورها كمؤسس لمنظمة الوحدة الإفريقي، ثم الاتحاد الإفريقى فى 2002، وعلى مرّ العقود الستة الماضية، كانت للدولة المصرية أدوار عديدة لدعم وحدة وتضامن الشعوب الإفريقية، بداية من الدور المصرى الرائد فى دعم حركات التحرر واستقلال الدول الإفريقية، ثم المساهمة فى مواجهة تحديات التنمية والهشاشة الاقتصادية، ومواجهة خطر الإرهاب، حيث كان للدولة المصرية دور بارز فى مواجهة التنظيمات الإرهابية وما زال حتى الآن.

وما يعكس الدور المصرى فى مسار الوحدة والتكامل الإفريقي، استضافت القاهرة أول قمة لمنظمة الوحدة الإفريقية فى العام التالى لتأسيسها، وتحديدًا فى يوليو 1964، بحضور 33 زعيمًا ورئيسًا إفريقيا، وخلال هذه القمة تم انتخاب الرئيس جمال عبدالناصر رئيسًا لمنظمة الوحدة الإفريقية، ليكون أول رئيس يتولى رئاسة المنظمة القارية بعد تأسيسها.

وفى هذه القمة، ألقى الزعيم عبدالناصر، خطابًا تحدث فيه عن فلسفة الرؤية المصرية فيما يتعلق بمسار الوحدة والتضامن الإفريقي، وعبر عن ذلك بمعانٍ عديدة للقادة الأفارقة المشاركين، منها: «نحن جميعًا فى نفس القارب، نواجه التحدى الحقيقى لمطالب الحرية والحياة».. وفى هذه القمة تم اختيار مصر مع ثلاث دول أخرى لوضع الصيغة النهائية لمبادئ ميثاق منظمة الوحدة الإفريقية.

وحسب المفكر السياسى حلمى شعراوى فى كتابه «سيرة مصرية إفريقية»، فإن الرئيس جمال عبدالناصر، نجح خلال مؤتمر القمة الأول لمنظمة الوحدة الإفريقية، فى كسب تقدير الرؤساء الأفارقة، والذين اجتمعوا حول وضع مبادئ منظمة الوحدة الإفريقية، والتى تمت صياغتها باعتدال، وبموازنة دقيقة بين «نكروما» الوحدوى، و«نيريري» المتحفظ، و«فيلكس هوفويه» زعيم ساحل العاج الطالع فى الفرانكفونية.

«توحيد صوت القارة السمراء» على الساحة الدولية

وفى الذكرى الحادية والستين لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، جاء التفاعل المصرى للاحتفال بيوم إفريقيا بفعاليات عديدة داخل مصر وعلى مستوى بعثاتها الدبلوماسية، فى ظل الزخم الكبير الذى تشهده العلاقات المصرية- الإفريقية على مدار السنوات الماضية، والذى تعززه إرادة سياسية على أعلى المستويات والارتقاء بالعلاقات مع دول القارة فى جميع المجالات الاقتصادية والتجارية والصحية والاستثمارية.

وينعكس ذلك فى التنسيق والتشاور المتواصل لتحقيق التكامل والوحدة ومواجهة التحديات التقليدية وغير التقليدية التى تواجه عالمنا المعاصر، مرتكزين فى ذلك على عزيمة وإرادة صلبة لتعزيز الجهود المبذولة لتوحيد الصف الإفريقى فى مواجهة الصراعات التى تشهدها مناطق مختلفة من العالم وتأثيراتها على مسيرة التنمية فى الدول الإفريقية.

وفى هذا الإطار، أحيت الخارجية المصرية، الذكرى الستين لقمة رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء بمنظمة الوحدة الإفريقية، والتى عقدت بالقاهرة خلال الفترة من ١٧ إلى ٢١ يوليو ١٩٦٤، بالتعاون مع الجامعة العربية، وبحضور مجموعة من السفراء الأفارقة فى القاهرة.

احتفال القادة الأفارقة بانتخاب الزعيم جمال عبدالناصر رئيساً لمنظمة الوحدة الإفريقية «صورة أرشيفية»
احتفال القادة الأفارقة بانتخاب الزعيم جمال عبدالناصر رئيساً لمنظمة الوحدة الإفريقية «صورة أرشيفية»

 

وعرض السفير حمدى لوزا نائب وزير الخارجية رؤية مصر للأولويات التى يجب أن تركز عليها القارة لتحقيق أهدافها محليًا وتبوؤ المكانة التى تليق بها دوليًا، بداية من أولوية تحقيق السلم والأمن كشرط أساسى لاستمرار مسيرة التنمية، ومنوهًا إلى أهمية تكثيف الجهود خلال المرحلة المقبلة لتنفيذ أجندة إفريقيا ٢٠٦٣. 

كما شدد على حاجة إفريقيا لمقاربة تنموية جديدة تمكنها من الاستفادة من القدرات والإمكانات الهائلة التى تزخر بها القارة، وأهمية تفعيل منطقة التجارة الحرة الإفريقية لتكون عاملًا رئيسيًا فى تحقيق التكامل والاندماج القارى، وأخيرًا ضرورة أن تتحدث إفريقيا بصوت واحد فى المحافل الدولية.

وأكد أن مصر ستستمر فى جهودها لتحقيق الأولويات الإفريقية من خلال عضويتها الحالية فى مجلس السلم والأمن، وريادة الرئيس عبدالفتاح السيسى لملف إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات فى إفريقيا، ورئاسته للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات وكالة الاتحاد الإفريقى للتنمية (النيباد)، مبرزًا استضافة مصر لمقرات العديد من أجهزة ووكالات الاتحاد الإفريقى، وعلى رأسها وكالة الفضاء الإفريقية، ومركز التكيف مع تغير المناخ التابع للنيباد، ومركز الاتحاد الإفريقى لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات. 

وأشار إلى أن هذا العام سيشهد عقد النسخة الرابعة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين يومى ٢ و٣ يوليو المقبل، والذى يعتبر أحد أهم المحافل الدولية وأبرز محفل إفريقى يتطرق للعلاقة التكاملية بين التنمية والسلام والأمن فى إفريقيا.

كيف تسهم القاهرة فى مواجهة أزمات المياه؟

بمناسبة احتفال مصر والقارة الإفريقية بيوم إفريقيا، قال وزير الرى هانى سويلم: إن القارة الإفريقية تواجه العديد من التحديات فى قطاع المياه، خاصة مع تزايد أعداد السكان والتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية على المياه وضعف البنية التحتية والقدرات الفنية فى قطاع المياه بالقارة.

وأشار إلى أن تلك التحديات تتطلب حشد الجهود والتمويلات وتطوير السياسات للتعامل الفعال مع هذه التحديات، بما ينعكس على تحسين المستوى المعيشى لسكان القارة، وتحسين عملية إدارة المياه، ورفع قدرة الدول الإفريقية على التعامل مع الكوارث الطبيعية المرتبطة بالمياه.

وكشف عن مجموعة من المبادرات والمشروعات التى تنفذها مصر دعمًا لدول القارة، من خلال إنشاء محطات مياه شرب جوفية مزودة بالطاقة الشمسية، وخزانات لحصاد مياه الأمطار، ومراسٍ نهرية لخدمة الملاحة النهرية، ومحطات لقياس المناسيب والتصرفات، ومعمل لتحليل نوعية المياه، ومركز للتنبؤ بالفيضان، ومشروعات لمقاومة الحشائش المائية.

وزير الرى خلال افتتاح احد المشروعات بإفريقيا
وزير الرى خلال افتتاح احد المشروعات بإفريقيا

وأوضح أن هناك عددا من المبادرات، الخاصة بمواجهة تحديات القارة الإفريقية المائية، مثل: تدشين «المركز الإفريقى للمياه والتكيف المناخى» والذى يقدم العديد من الدورات التدريبية للمتخصصين الأفارقة فى التعامل مع تحديات المياه والمناخ بالقارة الإفريقية، وإطلاق مبادرة AWARe خلال فعاليات مؤتمر COP27 لتمويل مشروعات بالدول الإفريقية فى مجالي المياه والمناخ، وإطلاق مشروع الممر الملاحى بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط والذى يهدف لتطوير حركة التجارة بين دول حوض النيل ودول العالم من خلال البحر المتوسط، وفتح آفاق التكامل فى جميع المجالات بين دول حوض النيل.