خبراء يقدمون روشتة لطلاب الثانوية لاستثمار إجازة العيد

«الفُسح والنشاط الترفيهى والاجتماعى فى العيد أمر مهم.. لكن يمكن تعويضه بعد ذلك فالتفوق فى الثانوية العامة قد يصعب تعويضه فيما بعد».. هذا ما أكده الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس والقياس والتقويم التربوى المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، إذ قدم عدة نصائح لطلاب الثانوية العامة لاستثمار إجازة العيد بشكل جيد.

وقال: لا تحرم نفسك مطلقًا من الاحتفال بالعيد، لكن نظم وقتك جيدًا ولا تسرف فى مظاهر الاحتفال على حساب المذاكرة والمراجعة، مطالبًا أولياء الأمور بأن يدعموا الطلاب فى هذا السلوك عبر توفير قدر كبير من الراحة والهدوء وتقليل الزيارات قدر الإمكان.

وأكد أهمية التركيز بعد الرجوع إلى المنزل فى حالة الخروج قليلًا مع الأهل والأصدقاء للاحتفاء بعيد الأضحى، وأخذ قسط من الراحة ثم التوجه إلى غرفة المذاكرة والبدء فى النظر إلى قائمة الأهداف ثم البدء فى رحلة السعى لتحقيقها من خلال المذاكرة.

 

وأشار إلى أنه يمكن للطالب فى صباح يوم العيد أن يتبادل التهانى مع العائلة والأقارب هاتفيًا أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن بشكل مختصر ودون توسع، ويمكنه أن يخرج للتنزه قليلًا، وينبغى الحرص التام على عدم بذل مجهود بدنى كبير أثناء التنزه حتى لا يؤثر على نشاط الطالب بعد ذلك.

وأوضح أن عيد الأضحى يتميز بكثرة اللحوم والمأكولات الدسمة، لذا يجب على الأسرة الحرص فى إعداد الوجبات وتنظيم عملية تناول الطعام لدى الطالب، إذ يجب أن يتناول الطالب الطعام على فترات تصل إلى 6 مرات فى اليوم وبكميات قليلة فى كل مرة، ويجب الابتعاد عن المأكولات الدسمة أو التى قد تسبب ارتباكًا فى المعدة.

وشدد على أهمية منع التواصل نهائيًا مع الزملاء أو الأصدقاء غير المهتمين بالمذاكرة، الذين لا يقدرون قيمة الوقت ولا يسعون لتنظيمه ويسرفون فى مظاهر الاحتفال بلا مبرر، مؤكدًا أهمية أن يقوم الطالب بتشجيع نفسه على بذل المزيد من الجهد والتذكر بأن الدراسة رحلة كفاح من أجل النجاح، وعلى الأسرة أيضًا أن تلتزم بالاقتصاد فى الاحتفال كنوع من المشاركة الوجدانية للطالب، كذلك تقليل الزيارات.

 

وفى سياق متصل، أكدت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر، أن هناك أهمية فى أن يشعر الطلاب بالأجواء الاحتفالية الخاصة بالعيد والمشاركة فى صلاة الأضحى، إذ يمكن أن يحصل الطالب على فترة حرة خلال اليوم الأول، على أن يبدأ بالانتظام فى المذاكرة بداية من اليوم الثانى دون تشتيت أو انقطاع.

وقالت: إن طلاب الثانوية العامة هذا العام لديهم فرصة رائعة بوجود إجازة عيد الأضحى خلال فترة الامتحانات الأمر الذى يتيح لهم فترة كبيرة للمراجعة قبل بدء الامتحانات التى تضاف إلى المجموع، موضحة أن فترة إجازة العيد يمكن أن تستخدم لمراجعة مادة اللغة العربية كاملة، إضافة إلى إحدى المواد الأخرى التى سيمتحنها الطالب فيما بعد.

وأشارت إلى أن الأسرة عليها دور كبير فى تهيئة أجواء المذاكرة لطلاب الثانوية العامة خلال فترة إجازة العيد، خاصة فى حالة وجود أطفال أصغر داخل الأسرة، مطالبة الأمهات بمساعدة أبنائهم الطلاب فى المراجعة والمذاكرة خلال فترة الإجازة لما لها من تأثير كبير على تجميع كل تفاصيل المنهج قبل الدخول إلى الامتحانات.

شددت أيضًا على أهمية التغذية الصحية خلال فترة العيد والاكتفاء بتناول الوجبات الدسمة خلال اليوم الأول فقط، على أن تقوم الأمهات بعمل وجبات صحية خفيفة خلال باقى الأيام، مع التركيز على الفاكهة والعصائر المهدئة للأعصاب، التى تمكن الطلاب من التركيز بشكل أكبر فى المذاكرة.

وأكدت أهمية أن يقوم الطلاب بمراجعة النماذج الاسترشادية التى أطلقتها وزارة التربية والتعليم على موقعها الرسمى قبل الامتحان، خاصة أن الامتحانات تأتى بنفس أسلوب امتحانات العام الماضي، مطالبة الأسرة بأن تقوم بدعم الطالب نفسيًا خلال تلك الفترة والتأكيد أن دوره هو المذاكرة فقط وترك بقية الأمور وعدم التفكير أو التشتت بها.

 

إلى ذلك، أكد الدكتور تامر شوقى، الخبير التربوى، وأستاذ مساعد علم النفس والتقويم التربوى كلية التربية جامعة عين شمس، أهمية التعرف على طريقة تنظيم الجدول الدراسي، موضحًا أن بداية الامتحانات بالمواد غير المضافة للمجموع خلال الأسبوع الجارى حقق العديد من الفوائد للطالب، تشمل التعرف على لجنته وعلى الإجراءات المنظمة للامتحانات، وتنهى تدريجيًا على القلق المصاحب للامتحان من خلال تدريبه على جو الامتحانات.

وتابع: أيضًا يتدرب على كيفية كتابة بياناته فى ورقة الإجابة «البابل شيت»، خاصة تظليل رقم الجلوس، وتظليل رقم نموذج الإجابة، كذلك التعرف على كيفية تظليل دوائر الإجابة بشكل صحيح وكل ذلك يتم فى أجواء غير مثيرة للتوتر لدى الطالب، إذ إن درجاته فى امتحانات تلك المواد غير مؤثرة على مجموعة، وبالتالى على مستقبله، كما يمكن أن يستفيد الطالب من تلك الامتحانات فى التعرف على شكل الأسئلة وكيف تأتى فى الامتحانات، بل والتعرف على مصادرها مما يفيد فى توجيه مراجعته للمواد الأساسية التالية، وسيسهم أيضًا تدريب الطالب على امتحانات تلك المواد غير الأساسية فى اختزال الوقت الذى يتطلبه أداء تلك المهام فى امتحانات المواد المضافة للمجموع، وسيستثمر كل دقيقة فى الإجابة على الأسئلة؛ لتزداد ثقته بنفسه، وقدرته على الانتهاء من حل كل أسئلة الامتحانات بشكل جيد وفى الوقت المناسب.

وقال: من حسن حظ طلاب الثانوية العامة هذا العام أن الامتحانات ستقطعها إجازة طويلة تمتد إلى أكثر من 8 أيام، وهى إجازة عيد الأضحى المبارك، الأمر الذى يتطلب من الطالب حسن إدارته لوقته خلال تلك الفترة بما يحقق هدفين، أحدهما هو استمتاعه ولو لبعض الوقت بالعيد، والآخر هو الحفاظ على استمرارية المراجعة والاستعداد للامتحانات بشكل جيد خلال إجازة العيد، موكدًا أن أداء الطالب خلال فترة الامتحانات لا يتوقف على مراجعته ومذاكرته فى فترة ما قبل الامتحانات، فقط بل على استذكاره طوال العام.

وأكد أنه من حق الطلاب الاستمتاع ببعض الوقت فى إجازة العيد، مع إمكانية تخصيص اليوم الأول من العيد فقط للخروج أو تبادل الزيارات الأسرية، على أن يستكمل باقى أيام العيد للمذاكرة والمراجعة، أو قيام الطالب بالاستذكار والمراجعة فى أول يومين فى العيد من الصباح الباكر وتخصيص فترة الليل للزيارات الأسرية.

وشدد على حرص الأسرة توفير مكان وجو مناسب للطالب للمراجعة حتى لو حدثت زيارات اضطرارية، كذلك على الأسرة احترام رغبة الطالب فى عدم الخروج أو استقبال أى زيارات أثناء العيد حفاظًا على وقتة وحرصًا على مستقبله، على أن يتم تعويض ذلك بعد الامتحانات، ولا بد أن يحرص الطالب على عدم إضاعة أيام متتالية خلال العيد، فلا يوجد وقت لتعويض ذلك.