5 مطالب حددها الرئيس السيسى فى مؤتمر «إغاثة غزة بالأردن»

تقرير - أحمد إمبابى  

بحلول ومطالب واضحة ومحددة، رسم الرئيس عبد الفتاح السيسى خارطة طريق لإنقاذ الوضع فى قطاع غزة، ووقف العدوان الإسرائيلى على القطاع، المستمر منذ أكثر من ثمانية أشهر حتى الآن، وذلك خلال مشاركته فى المؤتمر الدولى للاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة، الذى عقد بالأردن هذا الأسبوع.

وأعاد الرئيس السيسى التأكيد على محددات الموقف المصرى، الثابت والواضح، تجاه العدوان الإسرائيلى على غزة، حيث وضع (4 مطالب وحلول)، لوقف الحرب وإنقاذ المدنيين الفلسطينيين بالقطاع.

وشهدت مشاركة الرئيس بمؤتمر الأردن، نشاطًا رئاسيًا مكثفًا، تنوع ما بين لقاءات ثنائية مع رؤساء الدول المشاركة فى المؤتمر، وعلى مستوى المشاركة بفعاليات المؤتمر، والتى تضمنت رسائل عديدة من الدولة المصرية.

وفى وقت أعاد فيه الرئيس السيسى، التذكير بالتحذيرات المصرية من إطالة أمد الصراع فى قطاع غزة، وخطورة تداعيات الحرب على المنطقة، وضع الرئيس السيسى 4 مطالب، يجب العمل على تنفيذها بشكل فورى وفعال، لإنقاذ الوضع فى غزة، وتضمنت التالى:

1- طالب الرئيس السيسى بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم ٢٧٣٥ الصادر يوم ١٠ يونيو ٢٠٢٤، والذى يدعو لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، بجانب تنفيذ باقى قرارات مجلس الأمن السابقة والخاصة بالوضع الإنسانى فى غزة، وعددها (6 قرارات).

2- شدد الرئيس السيسى على ضرورة «الوقف الفورى والشامل والمستدام لإطلاق النار فى قطاع غزة، وإطلاق سراح كل الرهائن والمحتجزين، على نحو فورى، والاحترام الكامل، لما فرضه القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى، من ضرورة حماية المدنيين».

3- دعا الرئيس السيسى إلى إلزام إسرائيل بإنهاء حالة الحصار، فى غزة، والتوقف عن استخدام سلاح التجويع فى عقاب أبناء القطاع، وإلزامها بإزالة جميع العراقيل، أمام النفاذ الفورى والمستدام والكافى للمساعدات الإنسانية والإغاثية، إلى القطاع من كل المعابر، وتأمين الظروف اللازمة لتسليم وتوزيع هذه المساعدات، والانسحاب من مدينة رفح.

4- طالب الرئيس السيسى، بتوفير الدعم والتمويل اللازمين لوكالة الأونروا، حتى تتمكن من الاضطلاع بدورها الحيوى والمهم، فى مساعدة المدنيين الفلسطينيين، والعمل على تنفيذ قرارات مجلس الأمن المعنية بالشأن الإنسانى، لتسهيل دخول وتوزيع المساعدات فى القطاع.

5- وأكد الرئيس توفير الظروف اللازمة، للعودة الفورية للنازحين الفلسطينيين فى القطاع.. إلى مناطق سكنهم التى أُجبروا على النزوح منها.. بسبب الحرب الإسرائيلية.

وفى كلمته أمام المؤتمر الدولى لإغاثة الفلسطينيين فى غزة، حمّل الرئيس السيسى، الجانب الإسرائيلى مسئولية ما يعيشه قطاع غزة من أزمة إنسانية غير مسبوقة، مشيرًا إلى أن «هذا الوضع نتاج متعمد لحرب انتقامية تدميرية ضد القطاع وأبنائه وبنيته التحتية ومنظومته الطبية يتم فيها استخدام سلاح التجويع والحصار لجعل القطاع غير قابل للحياة وتهجير سكانه قسريًا من أراضيهم».

ورفض الرئيس السيسى الحلول العسكرية والأمنية للوضع فى غزة، وقال: إن «الحلول العسكرية والأمنية، لن تحمل إلى منطقتنا إلا المزيد من الاضطراب والدماء».

وأشار الرئيس السيسى إلى  أن «السبيل الوحيد لإحلال السلام، والاستقرار، والتعايش، فى المنطقة، يكمن فى علاج جذور الصراع من خلال حل الدولتين، ومنح الشعب الفلسطينى حقه المشروع فى دولته المستقلة، القابلة للحياة، على خطوط الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، والتى تحظى بالعضوية الكاملة فى الأمم المتحدة.

ودعا الرئيس السيسى باقى دول العالم للاعتراف بالدولة الفلسطينية، على غرار بعض الدول الأوروبية، مثل إسبانيا وأيرلندا والنرويج وسلوفينيا، التى اعترفت بالدولة الفلسطينية مؤخرًا.

واعتبر مساعد وزير الخارجية الأسبق حسين هريدى، أن مؤتمر الدعم الإغاثى فى الأردن تأتى أهميته فى التمهيد والتحضير لفترة ما بعد وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وقال: إن أهمية المؤتمر فى أنه يمهد لجهود «إعادة الإعمار» فى غزة.

وأشار فى تصريحات لـ«روزاليوسف»، إلى أن أهم ما خرج من المؤتمر، هو تكثيف الجهود المصرية الأردنية بالتنسيق مع الأمم المتحدة، لإعادة الإعمار فى غزة، وعودة الفلسطينيين لمنازلهم فى القطاع، والعمل على استعادة بناء المرافق الحيوية من المستشفيات والمدارس، وباقى مشروعات البنية التحتية.

ووصف هريدى، تلك الجهود بأنها عملية فى غاية الصعوبة، مشيرًا إلى أن من مكاسب المؤتمر، حشد الجهود الدولية لإنقاذ الأوضاع الإنسانية الراهنة، بتوفير المستلزمات الطبية والمواد الغذائية والوقود، للفلسطينيين فى القطاع.

وأشاد مساعد وزير الخارجية الأسبق بالمبادرة المصرية الأردنية، لإغاثة الفلسطينيين فى غزة، مشيرًا إلى أن أهمية توقيتها، جاء بعد قرار مجلس الأمن الذى صدر بوقف إطلاق النار فى قطاع غزة.

وحول إذا ما كان هناك قرار مرتقب بوقف إطلاق النار، أشار السفير حسين هريدى، إلى أنه «فى لحظة ما سنصل لوقف إطلاق النار، وجهود الوساطة مستمرة من مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية».

وطالب بأن تشمل جهود وقف إطلاق النار، كل جبهات الصراع فى المنطقة وليس فى قطاع غزة، حيث دعا لوقف إطلاق النار أيضًا من الجانب الإسرائيلى فى جبهة جنوب لبنان، وأيضًا وقف إطلاق النار فى البحر الأحمر، على خلفية هجمات الحوثيين على السفن المارة بالبحر الأحمر.

8 لقاءات قمة للرئيس السيسى فى «مؤتمر الأردن»

 

 

1-ثلاثية مصرية أردنية فلسطينية

شارك الرئيس السيسى فى قمة ثلاثية بين مصر والأردن وفلسطين، بحضور العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى، والرئيس الفلسطينى محمود عباس.

وأكد قادة الدول الثلاث ضرورة «الوقف الفورى والدائم لإطلاق النار بقطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين تنفيذًا لقرار مجلس الأمن رقم ٢٧٣، والوقف الفورى للعمليات العسكرية الإسرائيلية فى مدينة رفح الفلسطينية، والنفاذ الكافى والمستدام للمساعدات الإنسانية إلى كل مناطق القطاع، وفتح المعابر البرية كونها الوسيلة الأكثر فاعلية فى إيصال المساعدات الإغاثية، وانسحاب إسرائيل من مدينة رفح الفلسطينية».

وأكد قادة الدول الثلاثة ضرورة «إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية، ودعوا لتكاتف الجهود الدولية لتحقيق التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، الذى يضمن إقامة الدولة الفلسطينية، ذات السيادة، على خطوط الرابع من يونيو ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية».

2-الرئيس الأردنى

على هامش المؤتمر الدولى، التقى الرئيس السيسى مع الملك عبدالله الثانى بن الحسين، عاهل الأردن، وحذر الزعيمان من التداعيات الخطيرة لاستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، مؤكدين ضرورة التوصل إلى وقف فورى ودائم لإطلاق النار فى قطاع غزة وحماية المدنيين.

‎كما أكد الزعيمان «رفض أى محاولات لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، ودعوتهما لتكاتف الجهود الدولية لتحقيق التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين».

3-الرئيس الفلسطينى

التقى الرئيس السيسى، بالرئيس الفلسطينى محمود عباس، على هامش مؤتمر الأردن الدولي، وأكد «موقف مصر الداعم للقضية الفلسطينية، وحرصها على مساندة جهود السلطة الفلسطينية للحفاظ على حقوق ومقدرات الشعب الفلسطينى، خصوصًا حقه المشروع فى دولته المستقلة».

وأشاد الرئيس الفلسطينى بمواقف مصر الداعمة للشعب الفلسطينى، مثمنًا «جهود القيادة المصرية فى الحفاظ على القضية الفلسطينية ومنع تصفيتها».

4-قمة مع الرئيس الرواندى

التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى مع الرئيس بول كاجامى، رئيس رواندا، حيث تم استعراض تطورات القضية الفلسطينية وكذا المواقف الإفريقية فى هذا الصدد، مما يسهم فى دفع الجهود الدولية لتحقيق السلام العادل والشامل بالمنطقة القائم على حل الدولتين، وتعزيز المساعى المكثفة للتوصل لوقف لإطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإغاثية لوقف الكارثة الإنسانية التى يعيشها أهالى القطاع على مضى الشهور الماضية.

5-لقاء مع رئيس إندونيسيا

على هامش المؤتمر الدولى للاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة، بالأردن، التقى الرئيس السيسى مع رئيس إندونيسيا المنتخب برابوو سوبيانتو.

6-رئيس المجلس الأوروبى

التقى الرئيس السيسى، مع رئيس المجلس الأوروبى «شارل ميشيل»، وتناول اللقاء الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط خاصة التطورات فى قطاع غزة، حيث تم تأكيد أهمية تضافر كل الجهود للتوصل لوقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية بصورة مستدامة إلى كل مناطق القطاع، مع التحذير من التداعيات الكارثية الأمنية والإنسانية الناتجة عن توسيع العمليات العسكرية فى المناطق المكتظة بالمدنيين، وأشاد رئيس المجلس الأوروبى بجهود الوساطة المصرية.

7-رئيس وزراء سلوفينيا

والتقى الرئيس عبدالفتاح السيسى، مع «روبرت جولوب» رئيس وزراء سلوفينيا، حيث أشاد بموقف سلوفينيا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، مؤكدًا ضرورة أن تحذو الدول الأخرى ذات الحذو، ومشددًا على أهمية مواصلة الجهود الدولية لتطبيق حل الدولتين، بما يسمح بتحقيق الاستقرار والأمن بالمنطقة.

8-رئيس وزراء إسبانيا

والتقى الرئيس عبدالفتاح السيسى مع «بيدرو سانشيز» رئيس وزراء إسبانيا، حيث أشاد بالمواقف الإسبانية الداعمة للقضية الفلسطينية، وخاصة قرار إسبانيا التاريخى بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، مؤكدًا أهمية هذا النهج فى تعزيز الجهود الدولية لتطبيق حل الدولتين وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، كما تم التباحث حول سبل تكثيف نفاذ المساعدات الإغاثية لمعالجة الأزمة الإنسانية غير المسبوقة فى غزة.