الأحد 6 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

القلاع الصناعية تستعيد مجدها

شهد قطاع الأعمال العام خلال الـ10 سنوات الماضية، تنفيذ أكبر خطة لإحياء عشرات المصانع المتوقفة والمتعثرة، إذ نجحت فى إيقاف نزيف الخسائر وتحويلها إلى مكاسب، وذلك عبر تحديث تلك المصانع وتطويرها واستخدام أحدث الآلات والمعدات، التى ساهمت فى زيادة الإنتاج، لذلك يستهدف برنامج عمل الحكومة الجديدة، تعظيم العائد على الأصول المملوكة للدولة كأحد أهم الأولويات فى تحقيق التنمية الاقتصادية وتعزيز الاستدامة، لذا يتم الاستمرار فى تنفيذ خطة تحسين وتطوير أداء الشركات والمصانع التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، والاستثمار فى رأس المال البشرى ووضع البرامج التدريبية لرفع كفاءة الموارد البشرية، وكذلك تطوير السياسات التسويقية للشركات لزيادة حجم المبيعات والصادرات، وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص.



وتواصل وزارة قطاع الأعمال، العمل لتحسين الاستفادة من الأصول غير المستغلة واستثمارها لتعظيم العوائد منها لاستكمال خطة توفير التمويل اللازم لعدد من المشروعات الصناعية وفض التشابكات المالية، وسداد المديونيات المستحقة على الشركات لتحسين هياكلها المالية، علاوة على إعادة الهيكلة الفنية للشركات من خلال التطوير التكنولوجى وإعادة التأهيل وتوطين صناعات جديدة وتعميق التصنيع المحلى وتحقيق قيمة مضافة للخامات المتاحة لدى الشركات، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص والاستفادة من خبراته الفنية وقدراته الإدارية والمالية والتكنولوجية، وزيادة القدرة التنافسية للشركات والتوافق مع متطلبات الجودة وفتح أسواق جديدة وزيادة الصادرات، إلى جانب تحسين نتائج أعمال الشركات والاستغلال الأمثل للطاقات الإنتاجية والأصول غير المستغلة، وتحسين بيئة العمل ووضع برامج تدريبية للعمالة، وتعزيز الحوكمة والرقابة والإفصاح، وفى هذا التقرير نرصد أبرز المصانع التى نجحت الوزارة فى إعادتها للإنتاج والمصانع الجديدة التى دخلت الخدمة.

قطاع الغزل والنسيج

كان قطاع الغزل والنسيج، أحد القطاعات التى عملت الدولة المصرية على إعادتها للريادة، خاصة أن مصر كانت من الدول الرائدة على مستوى العمل فى هذه الصناعة، لذلك بدأت الدولة بتسديد المديونيات المتراكمة على شركات القابضة للغزل والنسيج  بقيمة20 مليار جنيه، وإعادة هيكلة القطاع باستثمارات نحو 23 مليار جنيه، علاوة على تنفيذ خطة متكاملة للتحديث الشامل لشركات القطن والغزل والنسيج، بدأت بمتابعة كل مراحل الإنتاج بداية من جنى القطن للتصنيع النهائي، فضلًا عن دمج 23 شركة غزل ونسيج فى 7 شركات و9 شركات لتجارة وحليج الأقطان فى شركة واحدة، بهدف خلق كيانات اقتصادية قوية فى الأنشطة المتشابهة وتحسين الإدارة، فضلًا عن استيراد آلات ومعدات حديثة للمصانع الجديدة من إيطاليا وسويسرا، لإحياء قلاع الغزل والنسيج فى المحلة وكفر الدوار، وذلك فى إطار الرؤية العامة للجمهورية الجديدة.

فى المحلة الكبري، تم إنشاء مصنع «غزل1»، وهو أكبر مصنع للغزل فى العالم من حيث عدد» المرادن «تحت سقف واحد والبالغ عددها 183 ألف مردن، ويقع على مساحة 62 ألف متر، وتبلغ طاقته الإنتاجية 30 طن غزل يوميا، وتم تركيب الماكينات الحديثة استعدادًا لبدء التشغيل التجريبى خلال الفترة القليلة المقبلة، بالإضافة لإقامة مصنع “غزل “4بإجمالى عدد 71808 مرادن وبطاقة إنتاجية تبلغ 15 طن غزل/يوم، ناهيك عن استمرار الأعمال بجميع محاور المشروع، ومنها محطة الكهرباء الخاصة بالمصانع ومصانع النسيج والصباغة والتجهيزات، فضلاً عن تطوير مركز التدريب فى شركة غزل المحلة وتزويده بنماذج من المعدات الحديثة، وتدريب 188 مدربًا على الآلات الجديدة ليتولوا تدريب العمالة فى باقى الشركات.

وعملت الوزارة على إعادة إحياء قلعة الغزل بكفر الدوار، حيث بلغت تكلفة إنشاء مجمع شركة مصر للغزل والنسيج وصباغى البيضا 3 مليارات جنيه، بالإضافة إلى 115  مليون يورو قيمة الماكينات الجديدة، إذ يضم مشروع القلعة الصناعية بموقع البيضا 6 مصانع متكاملة لصناعة الغزل والنسيج على مساحة 337 ألف متر مربع.

كيما للأسمدة

يعد مصنع كيما 2 أسوان للأسمدة أحد الصروح الصناعية العملاقة، التى تسهم فى خلق فرص عمل فى الصعيد، حيث بلغت تكلفته الاستثمارية 11.6 مليار جنيه، ويقع على مساحة 60 فداناً ويوفر3700  فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة للصعيد وبدأ فى الإنتاج عام2021، وهو بديل لمصنع كيما القديم الذى أوشك على التوقف.

وينتج مصنع كيما2، 1220 طنا من الأمونيا توجه منها 900 طن لإنتاج اليوريا يومياً بمصنع كيما الجديد بإجمالى 570 ألف طن/سنوياً و300 طن أمونيا، توجه إلى المصنع القديم لإنتاج 120 ألف طن/ سنوياً من نترات الأمونيا منخفض وعالى الكثافة، وألف طن/ سنوياً من سماد نترات النشادر الأزوتي.

 ويعتمد المصنع فى تشغيله على الغاز الطبيعى ما ساهم فى توفير 150 ميجاوات فى الساعة للشبكة القومية، مع تطبيق الاشتراطات البيئية باستخدام النظم التكنولوجية الحديثة للحفاظ على البيئة، ويجرى تصدير 45% من الإنتاج لنحو 20 دولة، وطرح 55% من إنتاج المصنع فى السوق المحلية.

مجمع مصر للألومنيوم

تعمل شركة مصر للألومنيوم بالطاقة الإنتاجية القصوى للمصانع، وذلك للمرة الأولى منذ تأسيسها، ونجحت فى الوصول إلى حجم إنتاج وإجمالى مبيعات وصافى أرباح لم تحدث فى تاريخ الشركة ونتج عن ذلك زيادة الكميات التى يتم بيعها فى السوق المحلية وحجم الصادرات، وذلك بفضل الالتزام ببرامج الصيانة وخطة التشغيل وسياسات تسويقية وبيعية جديدة وكذلك توفير مستلزمات الصناعة، وتعد المحطة الشمسية التى يتم إنشاؤها لإمداد شركة مصر للألومنيوم بالكهرباء خطوة مهمة تعكس مدى الحرص والالتزام بتبنى المعايير البيئية والاجتماعية وهى بنود ضمن خطة التطوير التى يجرى تنفيذها حاليا لتحسين الإنتاج ومعدلات الأداء وزيادة الصادرات وفتح أسواق جديدة .

ويتم تنفيذ مشروع إقامة محطة طاقة شمسية بقدرة1جيجاوات لإنتاج الكهرباء، وذلك لمجمع مصر للألومنيوم بنجع حمادي، والذى يجرى تنفيذه بالشراكة مع شركة «سكاتك» النرويجية، حيث تمت مناقشة كافة الجوانب المتعلقة بالمشروع ومن بينها اتفاقية شراء الطاقة والدراسات الاقتصادية والبيئية والتمويل والجداول الزمنية للتنفيذ والانتهاء من المرحلة الأولى بقدرة 500 ميجا نهاية العام المقبل والـ500 ميجا الأخرى فى شهر يونيو عام 2026.

الدلتا للصلب

شركة الدلتا للصلب، واحدة من الشركات الرائدة فى مجال صناعة الصلب والحديد الزهر فى مصر، نظرًا لتهالك مصنعها زادت خسائرها وكانت على وشك التصفية، لكن تم إعادة هيكلة وتطوير مصنعها، وتنفيذ مشروع تطوير لرفع طاقتها الإنتاجية إلى 500  ألف طن سنويا ما يعادل نحو 10 أمثال الطاقة الإنتاجية السابقة، إلى جانب إنشاء مسبك زهر وصلب بطاقة 10 آلاف طن سنويا، والتى تمثل أيضا 10 أضعاف طاقة المسبك القديم.