تشغيل المصالح الحكومية والآبار بـ«الطاقة الشمسية»

مع ارتفاع أسعار الطاقة فى الآونة الأخيرة واتجاه الدولة للبحث عن البدائل التى ترشد الاستهلاك وتوفر العملة الصعبة، اتجهت محافظة الوادى الجديد لاستغلال جميع المقومات الطبيعية والطاقة المتجددة وتحويل أشعة الشمس إلى طاقة كهربائية وإنشاء محطات طاقة شمسية، مستغلة فى ذلك السطوع الدائم للشمس طوال العام وندرة الأمطار وانعدام الرطوبة.

ذلك، كان كفيلًا بأن تقدم محافظة الودى الجديد، حزمة من التسهيلات والحوافز الكبيرة للمواطنين والمزارعين بالواحات لاستغلال الطاقة الشمسية فى الزراعة والصناعة والابتعاد عن الاعتماد على الطاقة الكهربائية تدريجيًا، وذلك بهدف استغلال المقومات الطبيعية التى تمتلكها المحافظة.

وكانت بداية استغلال الطاقة الشمسية فى الوادى الجديد منذ نحو 8 أعوام، عندما كانت المحافظة تفكر فى وضع حلول لازمة تشغيل الآبار الزراعية التابعة لوزارة الري، التى كانت تعمل بالديزل وبتكلفة عالية جدًا، وبعيدًا عن مصادر الكهرباء، من هنا جاءت فكرة إنشاء محطات طاقة شمسية خاصة بالآبار لحل أزمة الكهرباء ونقص الوقود وارتفاع كلفة التشغيل، الأمر الذى حقق نجاحًا كبيرًا وفتح الباب نحو استغلال الطاقة الشمسية فى استصلاح مئات الآلاف من الأفدنة الزراعية فى الصحراء، حيث يوجد المئات من الآبار الزراعية التى تعمل بالطاقة الشمسية.

اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادى الجديد، كان قد أن تجربة المحافظة فى الاعتماد على الطاقة الشمسية لتشغيل آبار الرى ضمن توجهات الحكومة نحو استبدال مصادر الطاقة التقليدية بمصادر الطاقة المتجددة كالشمس والرياح تجربة ناجحة جدًا، كما أنها حققت وفرة فى نفقات كبيرة كانت تستهلك فى دفع فواتير الكهرباء وشراء السولار لتشغيل طلمبات الديزل لتلك الآبار.

وتم تعميم خطة تشغيل المصالح الحكومية بالطاقة الشمسية بنسبة تجاوزت 80% من المصالح الحيوية بالمحليات وآخرها المجمع الحكومى المميكن، الذى سيتم تشغيله بأكبر محطة طاقة شمسية بالخارجة، إذ أن محافظة الوادى الجديد تحتل موقعًا مثاليًا لتنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية، التى نجحت الحكومة باقتدار فى تنفيذها على جميع مستويات القطاعات التنموية بداية من تشغيل الآبار الحكومية والاستثمارية والعيون السطحية والانتقال لتشغيل المصالح الحكومية والمدارس والمساجد بمنظومة الطاقة الشمسية.

وتم ربط ذلك بالشبكة الموحدة للكهرباء وتحقيق عوائد مالية كبيرة نتيجة بيع الفائض من استهلاك هذه المحطات، الأمر الذى دفع للتوسع فى دعم المستثمرين بالاعتماد على الطاقة الشمسية لتشغيل آبار الرى الزراعية، من خلال منح تسهيلات عديدة وتوفير قروض بفائدة 5% بالتعاون مع البنوك الحكومية.

محافظ الوادى الجديد، أكد أيضًا أنه تم تشغيل مدرسة الخارجة الثانوية بنين فى الخارجة بالطاقة الشمسية، وهى أولى المدارس التى يتم إنشاء محطة طاقة شمسية بها، وحققت هذه التجربة نجاحًا كبيرًا بعد انتظام تدفق التيار الكهربائى الناتج عن الخلايا الشمسية بديلًا للطاقة الكهربائية.