الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإخوان 96 عامًا من الإرهاب والتكفير والخيانة

كل هذه الوثائق تؤكد أننا أمام جماعات وظيفية وليس جماعات إسلامية، أى جماعات قامت قوى وأفرادا وأجهزة مخابرات إقليمية ودولية باستخدامها لـ«وظيفة» محددة ولهدف محدد هو اختطاف «الدين» وتخريب «الوطن» عبر أفكار وعقائد وسياسات متعددة فهى جماعات تؤدى دورًا ضد الدين والوطن «حتى لو لم يكن بعض أفرادها يعلمون»، وليس جماعات إسلامية تدافع عن الدين وتحمى الوطن، هكذا قالت سيرتهم، وهكذا كشفت التحقيقات والمحاكمات التى أجريت معهم”.. بهذه النتيجة المكثفة لخص الدكتور رفعت سيد أحمد، مضمون  التحقيقات والمحاكمات التى تمت مع “تنظيمات العنف الدينى” فى مصر وفى مقدمتها تنظيم الإخوان الإرهابي، خلال 90 عامًا.



ولم تكن واقعة فيصل الأخيرة سوى استمرار لنفس النهج الذى اتخذه تنظيم الإخوان الإرهابى طوال الـ٩٦ عامًا منذ تأسيسه عام ١٩٢٨ ، فلا فرق بين المحاولة الأخيرة لوضع عبارات مسيئة للدولة على شاشة إعلانات فى شارع فيصل، وبين تنظيم عروض حاشدة وإقامة اعتصام مسلح فى قلب الشارع، فالهدف واحد وهو إثارة الرعب والفوضى فى الشارع، والسعى لإيصال رسالة مزعومة مفادها، أن الدولة فى حالة ضعف! وهذا ما ثبت كذبه، فقبل مرور ٤٨ ساعة من واقعة فيصل، استطاعت أجهزة الدولة الوصول للمجرم، معترفًا بتواصله مع التنظيم الإرهابى وحصوله على مقابل مادي، لتنفيذ هذا الفعل الإرهابى الخائب. 

وبالعودة لـ«موسوعة تنظيمات العنف الدينى فى مصر» الواقعة فيما يقرب من ٣٠٠٠ صفحة وفى ٦ مجلدات عرض المؤلف خلالها مسحًا شاملًا للتحقيقات السرية، التى أجريت مع قيادات وأعضاء هذه التنظيمات، ثم نصوص المحاكمات الكبرى، إذ يغطى هذا المسح الشامل ستة عصور تاريخية: من العصر الملكي -تحديدًا عام ١٩٢٨-  وحتى  العام ٢٠١٨، حيث قسمت الموسوعة إلى فترات زمنية خمس هى “فترة ما قبل ثورة 1952 – فترة حكم عبدالناصر «1952-1970» – فترة حكم أنور السادات «1970-1981» – فترة حكم حسنى مبارك «1981-2011» ، فترة ما بعد ثورة يناير مع التركيز على فترة من حكم الرئيس السيسى «2011-2018».

 

رفعت سيد احمد
رفعت سيد احمد

 

 

 

استباحة الدولة والمجتمع

قبل استعراض تفاصيل العمليات الإرهابية لتنظيم الإخوان والتنظيمات التى خرجت من رحمه، كما سجلتها الموسوعة، يجب الإشارة إلى الأسس والقواعد النظرية التى رسّخها حسن البنا، لتبرير العنف والإرهاب واستباحة الدولة والمجتمع، ضد من هم خارج التنظيم..

أولًا: كَفر حسن البنا، كل من هو خارج التنظيم فقال فى الرسائل بعد أن أعلن منهج التنظيم: «إننا نعلن فى وضوح وصراحة أن كل مسلم لا يؤمن بهذا المنهج ولا يعمل لتحقيقه لا حظ له فى الإسلام»، كما طابق البنا بين الإسلام والإخوان فقال فى الرسائل: موقفنا من الدعوات المختلفة التى طغت فى هذا العصر ففرقت القلوب وبلبلت الأفكار أن نزنها بميزان دعوتنا فما وافقها فمرحبًا به وما خالفها فنحن براء منه ونحن مؤمنون بأن دعوتنا عامة محيطة لا تغادر جزءًا صالحًا من أية دعوة إلا ألمت به وأشارت إليه، وهكذا أصبح منهج الإخوان لا يغادر صغيرة ولا كبيرة وليس الإسلام.

ثانيًا: أعلن البنا بوضوح استخدام السلاح، ضد المجتمع وأفراده، قائلا: يتساءل كثير من الناس هل فى عزم الإخوان أن يستخدموا القوة فى تحقيق أغراضهم والوصول إلى غايتهم؟ وهل يفكر الإخوان المسلمون فى إعداد ثورة عامة على النظام السياسى أو النظام الاجتماعى؟ ولا أريد أن أدع هؤلاء المتسائلين فى حيرة، بل إننى أنتهز هذه الفرصة فأكشف اللثام عن الجواب السافر لهذا فى وضوح وفى جلاء، فليسمع من يشاء.. أما القوة فهى شعار الإسلام فى كل نظمه وتشريعاته، ولا بد لمن يتبع هذا الدين أن يكون قويًا، والإخوان المسلمون لا بد أن يكونوا أقوياء.. قوة العقيدة والإيمان، ثم قوة الوحدة والارتباط، ثم بعدهما قوة الساعد والسلاح، وسيستخدم الإخوان القوة حين لا يجدى غيرها، وحين يستكملون عدة الإيمان والعقيدة، وعندما يستخدمون هذه القوة سيكونون شرفاء صرحاء ينذرون أولًا، ثم ينتظرون، ثم يقدمون”.

ثالثًا: فى الرسائل يضيف البنا ركنا جديدًا للإسلام وهو الحكومة فيقول: وهذا الإسلام الذى يؤمن به الإخوان المسلمون يجعل الحكومة ركنًا من أركانه” ومثل هذه الإضافة تعنى أن من يؤمن بأركان الإسلام الخمسة المعروفة ولا يؤمن بوجود ركن سادس وهو الحكومة الإسلامية سيكون، وفق كلام البنا كافرًا لأنه أنكر ركنًا من أركان الإسلام.

 

حادث استشهاد الرئيس السادات
حادث استشهاد الرئيس السادات

 

رابعًا: فى مقاله بالعدد الأول لمجلة “النذير”  قال البنا بوضوح تام: “سنتوجه بدعوتنا إلى المسئولين من قادة البلد وزعمائه ووزرائه وحكامه وشيوخه ونوابه وهيئاته وأحزابه، وسندعوهم إلى منهاجنا ونضع بين أيديهم برنامجنا وسنطالبهم بأن يسيروا عليه، فإن أجابوا الدعوة وسلكوا السبيل إلى الغاية آزرناهم، وإن لجأوا إلى المواربة والمراوغة وتستروا بالأعذار الواهية والحجج المردودة، فنحن حرب على كل زعيم أو رئيس أو حزب أو هيئة لا تعمل على نصرة الإسلام ولا تسير فى الطريق إلى استعادة حكم الإسلام ومجد الإسلام، سنعلنها خصومة لا سِلم فيها ولا هوادة معها حتى يفتح الله بيننا”، فهنا يعلن الحرب صراحة على من لا يؤمن بمنهج الإخوان.

وأعتقد أن هذه الأفكار الأربعة السابقة، كانت هى التأسيس النظرى والدعوي، لاستباحة المجتمع، وإباحة دماء كل من هو خارج التنظيم، فضلًا عن الرافضين له.

الجوالة والتنظيم الخاص

فى المجلد الأول المخصص لفترة ما قبل ثورة يوليو ١٩٥٢، أشار المؤلف فى مقدمته النظرية: إن طريق العنف الإسلامى المسلح فى مصر كان ولا يزال هو الطريق الفعلى لتشويه الإسلام وخطفه إلى مسارب شاذة، تضر بالدين وبالوطن معًا. لقد بدأ هذا الطريق مع إنشاء جماعة الإخوان المسلمين عام 1928، ثم تطور لاحقًا فى الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضى حين أنشأوا تنظيمات سرية تحت عنوان أفرع «الرحلات» و«الجوالة» ثم بناء التنظيم الخاص عام 1942، وهو التنظيم الذى ارتكب عشرات الجرائم قبل ثورة يوليو 1952، وبعدها، ومن هذه الجرائم  التى ذكرتها الموسوعة  بالوثائق التاريخية:

 

محاولة اغتيال عبدالناصر
محاولة اغتيال عبدالناصر

 

1- مصرع أحمد ماهر – فبراير سنة 1945.

2- نسف سينما ميامى – مايو سنة 1946.

3- نسف سينما مترو – مايو سنة 1947.

4- مصرع الإمام يحيى – فبراير سنة 1948.

5- مصرع الخازندار – مارس سنة 1948.

6- نسف حارة اليهود – يونيه سنة 1948.

7- نسف شارع فؤاد – يوليه سنة 1948.

8- نسف عدس وبنزايون – أغسطس سنة 1948.

9- نسف شركة الإعلانات – 12 نوفمبر سنة 1948.

10- حادث السيارة الجيب – 15 نوفمبر سنة 1948.

11- مصرع النقراشى – ديسمبر سنة 1948.

12- محاولة نسف محكمة الاستئناف – يناير سنة 1949.

13- محاولة اغتيال حامد جودة رئيس مجلس النواب  – مايو سنة 1949.

وتناولت الموسوعة عقيدة الخروج على الحاكم كأحد أسس فكر الإخوان تاريخيًا وأن الولاء لديهم بالأساس هو لجماعة الإخوان وللمرشد قبل أن تكون للوطن أو لنظام الحكم السياسى الذى ارتضاه الشعب، وحول التنظيم الخاص أوضح المؤلف أن جوهر فكرة «النظام الخاص» الذى أسسه البنا، هى عينها ما طبقته القاعدة وداعش فى الفترة الراهنة من تاريخنا، إنه منبع واحد للإرهاب المسلح.

ثورة يوليو

تخصص الموسوعة مجلدين للعنف الإخوانى بعد ثورة يوليو ١٩٥٢، حيث تم رصد وتوثيق قصة الصدام الأول «1954» والثانى «1965» بين الإخوان وعبدالناصر وأورد التحقيقات الكاملة  التى أجريت مع قادة التنظيم «واقترب عدد صفحات تلك التحقيقات السرية  من ألف صفحة » والتى أظهرت بجلاء جوهر الفكر الإخوانى وأنه بالأساس فكر تكفيرى وفكر إقصائى لا يقبل شريكًا فى العمل السياسى ولا يؤمن بالديمقراطية وتداول السلطة بل فقط بالحكم المطلق المستند إلى نظرية الحق الإلهى وبأنهم وحدهم _الإخوان _ هم المخولون من الله بحكم البشر بالقوة والإكراه، وهذا هو نفس المنطق منذ تأسيس التنظيم الإرهابى وحتى اليوم.

 

 
 

 

 

 

 

قصة الصدام الأول «1954» والتى مهد لها المؤلف برصد تاريخ علاقة الضباط الأحرار بالإخوان قبل الثورة ثم المنح السخية التى أعطتها الثورة للإخوان واستثنتهم بها عن باقى الأحزاب والقوى السياسيةـ ومع ذلك-  ظل الفيروس والجينات الإخوانية التكفيرية والإقصائية كما هى لم تتغير - طمعوا وطمحوا بدون حق فى الهيمنة والسيطرة على ثوار يوليو، فوقع الصدام والذى مر بجولتين، الأول فى يناير ١٩٥٤ ثم أكتوبر من نفس العام.

الصدام الثانى بين ثورة عبدالناصر وتكفيرى الإخوان : تنظيم سيد قطب 1965

ومن واقع  وثائق هذه الفترة «والتى أوردتها الموسوعة » نلاحظ مدى الاتفاق العام بين وجهتى نظر الإخوان المسلمين والنظام السياسى حول الإقرار بوجود تنظيم سرى يهدف إلى إعادة الإخوان المسلمين إلى الوجود ولا يعترف بقرار حلهم عام 1954، والإخوان  يرتكنون فى القضية الأولى – وجود التنظيم – على أحقيتهم وإلى عدم شرعية الولاء لعبد الناصر، وسيد قطب فى مجمل أقواله التى أوردتها الموسوعة يؤكد ذلك  وشقيقته حميدة قطب، فى التحقيقات معها تؤكد ذلك وعندما سئل عن هوية الأشخاص الذين زاروه بعد خروجه من السجن قال: “أعضاء القيادة تحدثوا معى حديثًا طويلًا وذكروا لى أنهم ليسوا وحدهم وإنما وراءهم مجموعات أخرى من الشباب وذكروا لى تاريخ هذه المجموعات، وقالوا إنهم فى سنة 1959 حتى عام 1963 كونوا مجموعات وبعد عدة لقاءات قالوا إن لهم تنظيمًا سريًا يرجع إلى عدة سنوات سابقة وأن هذا التنظيم قائم على أساس أنه فدائى ينتقم لما جرى للجماعة عام 1954، لكن أنا قلت لهم إن هذا الهدف صغير لا قيمة له ونتائجه أخطر من فوائده”.

وعندما سئل عن الهدف من إنشاء مثل هذا التنظيم أجاب: «إنشاء جيل من الشباب المسلم الواعى الفاهم ليكون نواة مجتمع مسلم فى نهاية الطريق»، وأجاب سيد قطب عن الأسلحة، وعن رئاسته للتنظيم عام 1965 بعد خروجه من السجن وعن نائبه يوسف هواش وأهداف التنظيم وعمليات النسف والاغتيال فأقر جميع الاتهامات الموجهة إليه، وهى الاتهامات الأساسية التى تؤكد وجود تنظيم مسلح جديد للإخوان، تعداده يزيد على 300 عضو، له تمويل خارجى، وله منهاجه وأفكاره الدينية المتناقضة مع توجهات النظام السياسى الناصرى يومئذ.

عصر السادات

أما فيما يخص عهد الرئيس السادات فتورد الموسوعة حقائق ووثائق السبعينات والتى امتلأت بعشرات التنظيمات التى تدعى نسبا بالإسلام والإسلام منها براء ومن أبرزها «تنظيم الفنية العسكرية بقيادة صالح سرية – تنظيم التكفير والهجرة بقيادة شكرى أحمد مصطفى –تنظيم الجهاد الإسلامى  والجماعة الإسلامية بقيادة عبود الزمر وكرم زهدى وناجح إبراهيم ثم قتلة السادات «محمد عبدالسلام فرج- خالد الإسلامبولى – عبدالحميد عبد السلام – حسين عباس –عطا طايل» ثم المظلة السياسية والتنظيمية الأوسع وهى «جماعة الإخوان المسلمين» والتى ظلت طوال تاريخها  تمثل الغطاء الدينى والمالى والسياسى لتلك الجماعات المسلحة، ولقد كانت فترة السبعينات فى زمن السادات من أخصب الفترات واشدها إثارة فى مجال العنف الدينى المسلح وكان ذروتها هو اغتيال الرئيس الراحل انور السادات

عصر مبارك

خصصت الموسوعة المجلد الخامس لتنظيمات العنف الدينى فى عصر الرئيس مبارك ويوضح المؤلف:” كانت فترة الرئيس الراحل حسنى مبارك من أطول الفترات فى حكم مصر والتى زادت على الثلاثين عاما «1981-2011» وحفلت تلك السنوات بعشرات الجماعات والتنظيمات الدينية المسلحة وبعمليات عنف وإرهاب طالت شخصيات سياسية مهمة ومؤثرة مثل د.رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب المصرى وهددت حياة وزير الإعلام فى زمن حسنى مبارك صفوت الشريف ورئيس الوزراء فى أوائل التسعينات د.عاطف صدقي، بل كاد بعضها أن يصل الى رئيس الدولة ذاته «حسنى مبارك» كما جرى من الحادث الارهابى الشهير فى أثيوبيا “1995”، وكان وراء هذه الحوادث التنظيم الإخوان، والذين أحيلوا لمحاكم عسكرية أكثر من مرة فى زمن مبارك، سبع محاكمات عسكرية فى عهد الرئيس مبارك.

٢٥ يناير وما يليها

تخصص الموسوعة الجزء الأخير لتنظيمات الفترة من ٢٠١١-٢٠١٨ م، حيث ازدادت وتيرة الإرهاب صعودًا فى مصر خلال الفترة التى تلت ثورة 25 يناير 2011، وبلغت ذروتها فى الفترة التالية لثورة الشعب ضد حكم الإخوان فى30/6/2013، وكانت تلك التنظيمات هى  الأعنف والأكثر دموية، حين ظهر للوجود وبقوة تنظيم أنصار بيت المقدس الذى أسمى نفسه لاحقًا فى «10/11/2014» بـ«تنظيم داعش ولاية سيناء» وبايع أبوبكر البغدادى وارتكب عشرات المذابح والجرائم فى حق الجيش والشعب المصرى؛ وكانت الجماعات السلفية والإخوان بمثابة غطاء سياسى ودينى له، وشكلوا جميعًا بيئة حاضنة لهذه التنظيمات ولقد شاركت خريطة واسعة من التنظيمات الدينية فى جرائم هذه الجماعات المسلحة وقامت الموسوعة برصدها وتوثيق نشأتها وأنشطتها والتحقيقات السرية التى أجريت مع قياداتها التى مارست العنف لاحقًا ومن بين هذه التنظيمات والاحزاب: الجبهة السلفية- جماعة الدعوة السلفية –مجلس شورى العلماء- الهيئة الشرعية للإصلاح وكان من قيادتها  صفوت حجازى وخيرت الشاطر، رغم انتمائهم  أصلًا للإخوان ولكنه الدليل القاطع على أن جماعة الإخوان كانت بمثابة المظلة السياسية لهذه الجماعات المتطرفة فكرًا ثم لاحقًا فعلًا مسلحًا كما جرى فى سيناء ومنها “حزب الحرية والعدالة الإخوانى – حزب الأصالة  السلفى – حزب الوطن – جماعة أنصار بيت المقدس” وغيرها من التنظيمات التى  كانت تدعى  العمل الفكرى والسياسى.

بعد أن ثار الشعب ضدهم فى 30 يونيو 2013 تحولت معظم التنظيمات إلى العمل المسلح فى أغلب أنحاء مصر وبخاصة فى شمال سيناء. وقام المجلد السادس فى الموسوعة بتوثيق أعمال العنف تلك وأوردت التحقيقات الكاملة والأحكام القضائية «ومنها أحكام ضد جماعة الإخوان منها قضية التخابر- قضية إقتحام السجون أثناء ثورة يناير – قضية غرفة عمليات رابعة – قضية مقتل النائب العام السابق هشام بركات – قضايا دواعش سيناء ...وغيرها».