الأربعاء 29 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خطة لحماية المواقع الأثرية من التغيرات المناخية

شهد فصل الصيف حول العالم وفى مصر ارتفاعًا كبيرًا فى درجات الحرارة والرطوبة، بفعل التغيرات المناخية مما قد يؤثر بشكل أو بآخر على الآثار، وهو تأثير يتفاوت باختلاف مادة صنع الآثار ومدى مقاومتها للتأثيرات الضارة لارتفاع حرارة الجو، وهو ما يستلزم إجراءات وتدابير للحفاظ على الآثار فى المتاحف والمواقع الأثرية المختلفة ودرء أى مخاطر تهددها.



مخاطر محتملة

قبل بدء فصل الصيف، أصدرت وزارة السياحة والآثار، تعليمات تم اعتمادها من د. محمد إسماعيل، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وذلك بناءً على ما عرضته إدارة الأزمات والكوارث، وقد عممت هذه التعليمات على كل المتاحف والمواقع الأثرية، وذلك لمواجهة ما يصاحب الصيف من ارتفاع شديد فى درجات الحرارة والرطوبة النسبية، وغيرها من المخاطر المحتملة والتأثيرات السلبية للحرارة المرتفعة، وذلك بالتعاون والتنسيق مع الإدارات الهندسية المعنية والإدارة العامة للأمن.

وتضمنت التعليمات، مراجعة أنظمة التحكم الكهربائية ولوحات مفاتيح الكهرباء، والتأكد من سلامتها بجميع المواقع والمتاحف والمخازن، وتغيير ما يلزم بما يتناسب مع شدة الأحمال خلال فصل الصيف، بالتنسيق مع الإدارة الهندسية المعنية، مع ضرورة الالتزام بتخفيف الأحمال بالمقار والمكاتب الإدارية ترشيدًا للكهرباء، والمراجعة والصيانة الدورية لجميع أنظمة التكييف بالمتاحف والمخازن المتحفية، بما يتناسب مع كل المعروضات، ومراجعة أنظمة الإطفاء وخاصة الإطفاء الذاتى بالمتاحف والمخازن، مع صيانة جميع طفايات الحريق والتأكد من جاهزيتها للعمل بشكل جيد، مع توزيعها على المواقع بما يتناسب مع الوضع القائم.

المكافحة الآمنة

تشمل إجراءات المكافحة، التأكد من سلامة أجهزة قياس الحرارة والرطوبة بالمتاحف وما فى حكمها، والمرور عليها بشكل دورى للتأكد من سلامتها، ومراجعة أنظمة ودرجة الإضاءة بالمتاحف والمخازن، مع وجود فلتر على جميع النوافذ بالمتاحف لمنع مرور الأشعة فوق البنفسجية لصالات العرض أو التخزين، وتفعيل نظام التهوية الجيدة بجميع المواقع والمخازن وما فى حكمها، مع مراجعة كل وصلات المياه والتأكد من سلامتها منعًا لزيادة الرطوبة النسبية.

كما تتضمن، إزالة جميع المخلفات والحشائش والنباتات بكل المواقع الأثرية والحدائق المتحفية والتخلص منها بشكل دورى وآمن، لا سيما فى المواقع التى بها أعمال تطوير أو ترميم مع ضرورة مكافحة الآفات والحشرات التى يكثر انتشارها صيفًا، وذلك بالتنسيق مع الإدارات المختصة بهذا الشأن، كذلك التنبيه والتشديد بعدم حفظ أو تخزين أى مواد كيميائية أو مواد قابلة للإشتعال بأى من المكاتب الإدارية أو المخازن أو المتاحف أو المواقع الأثرية، وإعداد خطة طوارئ قابلة للتنفيذ الفورى من خلال غرفة العمليات بجميع المناطق والمتاحف والمخازن.

صدأ وتشقق

كشف الدكتور عيسى زيدان، مدير عام الترميم ونقل الآثار بالمتحف المصرى الكبير، أن كل الأثار بمختلف أنواعها تتأثر بدرجات الحرارة المرتفعة والرطوبة، ويختلف هذا التأثر بالنسبة لكل أثر حسب المادة التى تمت صناعته منها وعمره الزمنى، وتعد الآثار العضوية “أخشاب ونسيج وجلد وغيرها” الأسرع من حيث التأثر بدرجات الحرارة والرطوبة المرتفعة، والتى تؤدى على سبيل المثال لانخفاض كبير فى نسبة الماء داخل الأخشاب، وهو ما ينتج عنه حدوث تشققات فيها.

وتابع “زيدان”: “فيما يأتى تضرر الأُثار المعدنية بدرجات الحرارة والرطوبة المرتفعة فى شكل صدأ خاصة الآثار الحديدية، وأن كان الصدأ درجات فإن أخطر أنواعه يسمى الصدأ النشط الذى يؤثر على المعدن لدرجة أنه يحوله إلى بودرة فى بعض الأحيان”، مؤكدًا أن أفضل حل لتمكين الآثار من مقاومة أى تأثيرات ضارة ناتجة عن ارتفاع درجة الحرارة، هو توفير بيئة حفظ جيدة ومهيئة لها بدرجات مناسبة سواء كانت داخل فتارين عرض أو غيرها.

وقال عيد مرتاح، أخصائى ترميم الآثار بالمتحف المصرى بالتحرير: “إن ارتفاع درجات الحرارة له تأثيره على الآثار، مما يتطلب إجراءات لحمايتها، خاصةً أن مواقع الأثار المصرية المفتوحة فى مصر معرضة لمخاطر درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة”.

وأضاف “مرتاح”، “أن هذه المخاطر قد تكون قليلة فى البداية لكنها تزداد على المدى البعيد، حيث يؤدى ذلك إلى تأثر ألوان الآثار، خاصة المعابد التى تتعرض للبهتان نتيجة الحرارة المرتفعة، وما يخفف من تلك التأثيرات الضارة عمليات الترميم والصيانة الدورية التى تقوم بها وزارة السياحة والآثار، وذلك من خلال المرممين المصريين الذين يمتلكون خبرات كبيرة فى الترميم وإنقاذ الآثار من المخاطر التى تتعرض لها ومنها الحرارة المرتفعة والتغيرات المناخية المختلفة”.