بـ «الوعى» مصر تنتصر فى حروب «الشائعات»
نهى حجازى
بعد فشل القوى الخارجية فى استهداف مصر عبر الإرهاب، استخدمت قوى الشر، سلاح “الشائعات” للنيل من وحدة وتلاحم الشعب المصرى، علاوة على نشر الأكاذيب لتأجيج الصراع فى منطقة الشرق الأوسط وجعلها ساحةً للصراع مما يؤثر على سلامة واستقرار دولها، وزاد انتشار المعلومات المغلوطة بعد العدوان على قطاع غزة من جانب الاحتلال الإسرائيلى، واستمرار إبادة المدنيين، مع ثبات الموقف المصرى الداعم للشعب الفلسطينى والرافض لمحاولات تهجير الفلسطينيين عن أراضيهم، وخلال السنوات الأخيرة تصدت الدولة لكل الأكاذيب وعملت على بناء وعى المواطن، ما كان له أكبر الأثر فى إجهاض المخططات العدائية، ونجاح مصر فى الفوز بحرب “الجيل الرابع”.
من جانبها، أكدت النائبة الدكتورة سماء سليمان، وكيل لجنة الشئون الخارجية والعربية والإفريقية بمجلس الشيوخ، أن مواجهة الشائعات والأكاذيب تحتاج لحالة من رفع الوعى لدى المصريين من خلال وسائل الإعلام المختلفة لسرد الحقائق وكشفها بشكل موضوعى وتقديم تحليلات ومعلومات، مؤكدة ضرورة التوعية بخطورة ما يحدث فى المنطقة من حولنا وتأثيره وتداعياته على مصر واقتصادها، خاصة فى ظل التوترات المتلاحقة والسريعة التى تؤثر علينا بشكل كبير.
ولفتت إلى ضرورة أخذ المعلومة من مصادرها الموثوقة، خاصة ما يتعلق بالأمن القومى، موضحة أن تلك الشائعات تستهدف التماسك الداخلى للمصريين والعلاقة بين الشعب والرئيس من ناحية والشعب المصرى والجيش من ناحية أخرى.
وقالت الدكتورة هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع السياسى والعسكرى بجامعة الزقازيق: ” فى الماضى كنا نعتاد على الحرب التقليدية بين الجيوش، لكن ظهرت نوعية حروب أخرى وهى ممارسات “قوى البعد الثالث”، عبر السيطرة على العقول والسيطرة على التعليم ووسائل الإعلام، إذ أصبح للحرب مفهوم آخر وهو مفهوم القوة الفكرية للتأثير على الوعى، فبدلًا أن يذهب عسكرى أو جندى للحرب، تم استبدالهم بكُتّاب نتأثر بآرائهم فيكون هناك تبعية ثقافية للعدو، ما يجعلك تفقد الثقة بنفسك وبوطنك وذلك عبر ما يسمى بالوعى الزائف.
وأشارت إلى أن الدولة عليها مجابهة ذلك عن طريق الإعلام، ورفع الوعى وبناء الذاكرة الاجتماعية على النحو الذى يقوى الشعور بالهوية، فقضية الذاكرة والحروب تحتاج إلى احتشاد وطنى وثقافى ومعرفى.
وأكد الدكتور رضا فرحات، أستاذ العلوم السياسية، اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى، ببناء الوعى لدى المواطن، مشيرًا إلى دور مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، فى رصد الشائعات والرد عليها، وكذلك الندوات التثقيفية التى تقوم بها القوات المسلحة.
وشدد “فرحات”، على ضرورة تجاهل الشائعات والأكاذيب، لافتًا إلى أن الدولة تلاحق مروجى الشائعات، مثمنًا تعامل الدولة خلال أزمة انقطاع الكهرباء الأخيرة ومكاشفة المواطنين بحدود الأزمة وطرق حلها.