«روزاليوسف» تكشف خريطة كليات «وظائف المستقبل»

 فى الوقت الذى يتسابق فيه طلاب الثانوية العامة على ما يطلق عليه كليات القمة والممثلة فى الكليات الأعلى طلبًا والتى فى مقدمتها كليات الطب البشرى، والفم والأسنان، والعلاج الطبيعى والصيدلة، والإعلام والاقتصاد والعلوم السياسية والألسن، يتناسى الطلاب خريطة كليات المستقبل، لكن هناك دراسات حديثة تكشف عن سيطرة مجالات ووظائف محددة على سوق الأعمال بحلول عام 2040.

أكدت هذه الدراسات أهمية التوجه نحو التخصصات المتداخلة، لتمكين الخريجين من مواجهة تحديات العصر بكفاءة وإبداع، وتشمل هذه المجالات الواعدة «الذكاء الاصطناعى، الطب الجينومى، البيانات الضخمة، التشغيل الآلى،إنترنت الأشياء النقل الذاتى الاقتصاد الرقمى علوم قطاع الفضاء قطاع الطاقة النووية»، خاصة أن تلك المجالات تقدم فرصًا وظيفية واعدة للشباب المُستعد للتكيف مع التطورات المتسارعة، واكتساب المهارات اللازمة للنجاح فى عالم الغد.

من أهم التخصصات التى انطلقت فى الجامعات وعلى الطلاب إعادة النظر فى الالتحاق بها، تخصصات الطاقة والطاقة المتجددة، والروبوتات وتطبيقات الذكاء الاصطناعى، وتكنولوجيا وعلوم الفضاء، وكليات الثروة السمكية، وذوى الاحتياجات والجامعات التكنولوجية بمختلف التخصصات، ناهيك عن أن الدراسات أوضحت أن الذكاء الاصطناعى سيسهم فى قرابة 7.7٪ من الناتج المحلى الإجمالى فى مصر بحلول عام 2030، ومن المرشح أن يصل متوسط النمو السنوى من الذكاء الاصطناعى إلى 25% خلال الفترة من 2018 إلى 2030.

من جانبه، قال الدكتور رضا عبدالعزيز، مدير برنامج كلية الذكاء الاصطناعى بجامعة الجلالة: إن الحديث عن مجالات الذكاء الاصطناعى موضوع الساعة، لأنه أصبح جزءا أساسيا يدخل فى كل تفاصيل حياتنا من تعليم وصحة وصناعة، ما يجعله محور اهتمام العالم كله، باختلاف الأجيال والأعمار، خاصة مع التطور السريع على مدار السنوات الماضية. وأكد عبدالعزيز فى تصريحات خاصة لـ «روزاليوسف»، أن الطالب المصرى يستطيع أن يتفوق داخل أو خارج البلاد، خاصة مع توفير الإمكانات اللازمة له لتحقيق ذلك، مؤكدًا أن جامعة الجلالة توفر هذه الفرصة من خلال أعضاء هيئة تدريس وإمكانات وبرامج مميزة على أعلى مستوى، الأمر الذى يساعد الطلاب على الابتكار والإبداع، لظهور كوادر بشرية مؤهلة تقود المستقبل، لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعى للمساعدة فى التطبيق الفعلى، ما يعود بالنفع على الدولة والمواطن.

وتابع: يتزايد الطلب فى الوظائف الحديثة على خبراء الذكاء الاصطناعى التى تعد الوظيفة الأولى فى التخصصات الحديثة الناشئة، ويركز المحتوى العلمى وسوق العمل أيضًا على كيفية تطوير ألعاب الفيديو ثنائية وثلاثية الأبعاد، مع إعطاء نماذج عملية مثل كازينو بيتكوين بشرح طريقة تصميم بعض ألعاب الأطفال الشهيرة، مثل سوبر ماريو، وأسطورة زيلدا، والطيور الغاضبة، والبوكيمون، مؤكدًا أن هذا المجال هو الأكثر إقبالا خلال الـ 10 سنوات المقبلة، وهو من أهم مجالات المستقبل.

وأشار إلى أنه يمكن لخريجى تخصص الذكاء الاصطناعى أن يتقاضى آلاف الدولارات، لكن يعتمد ذلك على مهارات الطالب وقدراته، ولا بد أن يتم تدريبه عمليًا وليس التعليم النظرى البحت، وأن يتم الدمج بين أكثر من تخصص والذكاء الاصطناعى، مثل الدمج بين الطب والصيدلة والذكاء الاصطناعى والتشخيص الذكى، مطالبًا طلاب الثانوية العامة بالتأنى قبل اختيار الدراسة، وأن يميلوا للتخصص الذى يوفر لهم فرصة عمل ومستقبلا مشرقا.

ومما لا شك فيه، أن الدولة المصرية تولى اهتماما كبيرا بدراسة احتياجات سوق العمل، وعملت على تزايد أعداد كليات الحاسبات والذكاء الاصطناعى على مستوى الجامعات الحكومية، التى وصلت إلى 91 كلية ومعهدًا تستقبل الطلاب وارتفاع ملحوظ فى أعداد الطلاب المقيدين بتلك الكليات التى سجلت أكثر من 106 آلاف طالب وطالبة، وهى موزعة ما بين 26 كلية حاسبات ومعلومات وذكاء اصطناعى فى 27 جامعة حكومية، و20 كلية حاسبات ومعلومات وذكاء اصطناعى فى 32 جامعة خاصة، و20 كلية للحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعى فى 20 جامعة أهلية، و15 معهدًا للحاسبات والمعلومات فى المعاهد العليا الخاصة، و10 كليات حاسبات وذكاء اصطناعى بالجامعات المنشأة باتفاقيات دولية فروع الجامعات الأجنبية.

الجامعات التكنولوجية:

تعد الجامعات التكنولوجية الـ 10 المنتشرين على مستوى الجمهورية، الفرصة الأكثر حظًا لطلاب الثانوية العامة والشهادات الفنية، حيث إنها تقدم تعليما تكنولوجيا، يمزج التعليم النظرى بالتدريب العملى بالمصانع والشركات بالمجتمع المحلى المُحيط بهذه الجامعات والتى تجعل خريجى هذه الجامعات قادرين على تلبية احتياجات سوق العمل المحلية والإقليمية والدولية.

وتقدم هذه الجامعات عددا من البرامج الفريدة، على رأسها تكنولوجيا المعلومات، وتكنولوجيا الغاز والبترول، والميكاترونكس، وتكنولوجيا صناعة الملابس الجاهزة، وتكنولوجيا الصناعات الغذائية، وتكنولوجيا السكك الحديدية، وصيانة شبكات نقل وتوزيع الكهرباء، وتكنولوجيا الصناعات الكيميائية، وتكنولوجيا البناء، وتكنولوجيا الخدمات السياحية والسفر، وتكنولوجيا السياحة والسفر.

ونجحت هذه الجامعات فى عقد الشراكات مع جامعات دولية، ومصانع كبرى، معهد بحوث الإلكترونيات، وأكاديميات تعليمية كبرى محلية ودولية، ومذكرات تفاهم مع شركات للصناعات الدوائية ومصانع الإنتاج الحربى، وانضمت الجامعات التكنولوجية للتحالفات الإقليمية التى تتم بين المؤسسات التعليمية والصناعية والشركات داخل كل إقليم جغرافى.

وأكد الدكتور أحمد حسنى الحيوى، الأمين العام لصندوق تطوير التعليم التابع لرئاسة مجلس الوزراء، أن الصندوق حريص على توفير أفضل فرص التدريب لطلاب الجامعات التكنولوجية، وذلك لإمداد سوق العمل المصرية والدولية بفنيين مدربين ومؤهلين على أحدث المعايير الدولية وفقًا لأحدث النظم التكنولوجية.

ولفت الحيوى إلى أنه على سبيل الذكر وقعت الكلية التكنولوجية بالفيوم مذكرة تعاون مع شركة «يازاكى» مصر، إحدى الشركات التابعة لعملاق الصناعة اليابانية «يازاكى» فى مجال تصنيع الضفائر الكهربائية للسيارات، وتمتلك الشركة اليابانية، و140 مصنعًا فى 45 دولة حول العالم، على أن يتم تدريب طلاب الكلية التكنولوجية بالفيوم فى شركة عملاقة وعالمية بهذا الحجم يسهم فى إعداد خريج فنى مؤهل على أعلى مستوى، وقادر على مواكبة متطلبات سوق العمل فى الداخل والخارج، بالإضافة إلى أن الشركة ستوفر فرص عمل للمتميزين من خريجى الكلية.

كلية علوم الملاحة وتكنولوجيا الفضاء

تعد كلية علوم الملاحة وتكنولوجيا الفضاء من الكليات النادرة فى مصر، وهى الكلية المنوط بخريجيها العمل فى مشروع إطلاق قمر صناعى إسلامى لرؤية الأهلة، بجانب العمل فى وكالة الفضاء المصرية الجارى إنشاؤها، وتنقسم الدراسة بالكلية الى 3 أقسام وهى قسم الملاحة الفضائية، قسم علوم الفضاء، وقسم اتصالات الفضاء، ومدة الدراسة بالكلية 5 سنوات بنظام الساعات المعتمدة وتعد دمجا لدراسة العلوم الأساسية والعلوم الهندسية الخاصة بتكنولوجيا الفضاء والصناعات المرتبطة بها.

البايو تكنولوجى

من أهم التخصصات المطلوبة للعصر، حيث تقوم برامج البايو تكنولوجى على التكامل بين تخصصات الكيمياء الحيوية وعلم الأحياء المجهرية وبيولوجيا الخلية وعلم المناعة والوراثة والمعلوماتية الحيوية، وتعد التكنولوجيا الحيوية مجالًا علميًا يجمع بين علم الأحياء والتكنولوجيا لتطوير حلول مبتكرة لمختلف القطاعات، بما فى ذلك الرعاية الصحية والزراعة والصناعة والحفاظ على البيئة، وينطوى هذا المجال العلمى على استخدام الكائنات الحية، مثل الخلايا والبكتيريا والنباتات، ومكوناتها ومشتقاتها، لإنشاء منتجات جديدة وتحسين العمليات والتعاطى مع التحديات المجتمعية، ويفتح المجال العمل فى وزارة الصحة فى مجال الأدوية، ومختبرات علوم الأمراض، وفحوصات ما قبل الزواج، والاستشارات الوراثية والتحاليل الحيوية، ووزارة التربية والتعليم لتدريس العلوم الحيوية وتطبيقاتها، ووزارة البيئة.

كلية تكنولوجيا السكر

كلية فريدة من نوعها فى مصر والشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأكمله، ومن الكليات المعدودة فى هذا المجال على مستوى العالم، حيث لا يتعدى عدد الكليات المماثلة على مستوى العالم عدد أصابع اليد الواحدة، وتعتبر كلية تكنولوجيا صناعة السكر بجامعة أسيوط، الكلية الوحيدة فى الشرق الأوسط والرابعة على مستوى العالم، تقبل 40 طالبا فقط، والدراسة باللغة الإنجليزية وبنظام الساعات المعتمدة، وتفتح لهم آفاق عمل كبيرة فى مصر والوطن العربى، بجانب تواجد نظام التكليف لأوائل الدفعة.

كليات الثروة السمكية

تتواجد كليات الثروة السمكية، فى عدد من الجامعات الحكومية، مثل كفر الشيخ والزقازيق، وللكلية شروط التحاق، فلا بد أن يكون الطالب حاصلا على شهادة الثانوية العامة شعبة علمى علوم أو ما يعادلها، وهناك قسم واحد بالكلية يقبل طلاب شعبة «العلمى رياضة» وهو قسم العلوم الهندسية، ويتأهل الطالب خلال سنوات الدراسة الـ 4 ليحصل الطالب على درجة بكالوريوس المصائد السمكية وتكنولوجيا الصيد عند تخرجه، ويمكن لخريج الكلية إنشاء المزارع السمكية بالطرق الحديثة، والعمل فى مجال الاستزراع السمكى البحرى، والمفرخات، بجانب العمل فى مجال الغذاء الطبيعى للأسماك، ومصانع التعليب والحفظ.

كلية ذوى الاحتياجات

كلية علوم ذوى الاحتياجات الخاصة بجامعة بنى سويف، تغرد وحيدة فى الشرق الاوسط، لكنها لم تنل حظها فى الإقبال، على الرغم من كونها العنصر الوحيد الفعال لتخريج إخصائيين ومؤهلين للعمل فى مجال ذوى الاحتياجات الخاصة من مستشفيات ومدارس ومؤسسات، ويشترط للالتحاق أن يكون الطالب حاصلًا على الثانوية العامة بقسميها العلمى «علوم ورياضيات» والأدبى أو ما يعادلها من بلاد أخرى، اجتياز الاختبارات التى يتم إجراؤها بالكلية للتحقق من لياقته للعمل مع فئات ذوى الإعاقة، اجتياز الكشف الطبى المقرر.

وتشتمل الكلية على عدة أقسام كالتالى: الإعاقة السمعية، والإعاقة البصرية، والإعاقة العقلية، وصعوبات التعلم، والموهبة، واضطراب التوحد، واضطرابات اللغة والتخاطب والأجهزة التعويضية، كما توجد أقسام معاونة للأقسام السابقة يقوم أعضاء هيئة التدريس بها بتدريس المقررات المرتبطة بالأقسام السابقة وهى، العلوم الطبية، والعلوم الفنية، والعلوم التربوية، والعلوم النفسية.

كليات التمريض

كشفت الدكتورة جيهان الغنيمى، عميد كلية التمريض بجامعة الجلالة الأهلية، وجود إقبال كبير على التقديم فى الكلية، ووضع عدد منهم العام الماضى على قائمة الانتظار، مشيرة إلى أن الكلية بدأت عامها الأول منذ 4 سنوات بـ63 طالبًا وطالبة، ووصل عددهم هذا العام إلى 450 طالبًا وطالبة، ما يعكس زيادة الاقبال على التخصص، وزيادة الوعى بأهمية التخصص، بجانب تواجد طلاب ذكور بنسبة 50٪ مع الإناث وهذا أمر لم يكن موجودا سابقًا، حيث ظلت كلية نسائية لسنوات طويلة، لافتة إلى أن نسبة البطالة فى خريجى كليات التمريض تبلغ صفرا، ويوجد تكليف لجميع الخريجين، والبعض يرفضه، لتواجد آلاف فرص العمل داخل وخارج مصر.