ارتباك فى أسواق المال العالمية وسيناريو «الاثنين الأسود» يعود للأذهان
عبدالرحمن موسى
تعرضت أسواق المال العالمية لهزة عنيفة وخسائر فادحة بلغت 6.4 تريليون دولار خلال الأسبوع الجارى، مدفوعة بمخاوف المستثمرين من دخول الاقتصاد الأمريكى فى ركود عظيم.
جاءت هذه المخاوف فى ظل ارتفاع معدلات البطالة فى الولايات المتحدة إلى 4.5% لأول مرة، بالإضافة إلى الصراعات الجيوسياسية واستمرار التوترات فى منطقة الشرق الأوسط مع مخاوف من نشوب حرب إقليمية، إلى جانب استمرار الأزمة الروسية الأوكرانية والتصعيد المستمر بين روسيا والغرب.
الأزمة المالية فى «الاثنين الأسود» عام 1987
التراجع الكبير والخسائر الفادحة فى أسواق المال العالمية دفع المحللين إلى تشبيه ما حدث بسيناريو «الاثنين الأسود» لعام 1987، حين انهارت أسواق المال العالمية قبل نحو 37 عامًا.
كل تلك العوامل، بالإضافة إلى عمليات جنى الأرباح، أسهمت فى زيادة حدة البيع، مما أثر على أداء مؤشرات البورصة المصرية التى سجلت تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات أولى جلسات الأسبوع.
خسائر أسواق الأسهم العالمية
أكد عدد من محللى سوق المال، أن تراجع مؤشرات أسواق المال العالمية خلال تعاملات أولى جلسات الأسبوع أفقد الأسواق نحو 6.4 تريليون دولار من مكاسبها السوقية، مدفوعة بمخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأمريكى على نحو أسرع من المتوقع مع إبقاء الفيدرالى الأمريكى على أسعار الفائدة دون تغيير.
من جانبه قال إسلام عبد العاطى، خبير أسواق المال: إن أسواق الأسهم العالمية تكبدت خسائر تقدر بـ6.4 تريليون دولار يوم الاثنين، بسبب عمليات بيع عنيفة مدفوعة بمخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأمريكى بشكل أسرع من المتوقع مع إبقاء الفيدرالى الأمريكى على أسعار الفائدة دون تغيير.
تباطؤ نمو الوظائف فى أمريكا
تباطأ معدل نمو الوظائف فى أمريكا إلى 4.5%، مما دفع الأسواق العالمية لمواجهة عمليات بيع واسعة فى الأسهم والسندات.
وأشار عبدالعاطى إلى أن البورصة المصرية تواجه نقطة مقاومة عند مستوى 30 ألف نقطة لم يتم تأكيد اختراقها منذ مارس الماضى، وأنه كلما وصل المؤشر الرئيسى إليها ومع ضعف القوة الشرائية، تتراجع المؤشرات من جديد نتيجة عمليات جنى الأرباح.
تأثير التراجع على البورصة المصرية
أضاف عبد العاطى أن حالة التراجع التى سيطرت على مختلف الأسواق العالمية، بما فيها السوق الأمريكية خلال جلسة تداول السبت والاثنين وبقية البورصات الأوروبية، أدت إلى حدوث ارتباك عالمى لدى المستثمرين، مما أثر على قراراتهم الاستثمارية فى البورصة المصرية، حيث تراجعت المؤشرات لتفقد نحو 110 مليارات جنيه فى 48 ساعة.
وتوقع أن تعاود البورصة المصرية الصعود بعد عملية التصحيح نحو استهداف مستوى 30 ألف نقطة من جديد على المدى القريب، فى حال توافر أخبار إيجابية تعزز من رغبة المستثمرين للدخول والاستثمار فى سوق الأوراق المالية.
التوترات الجيوسياسية وتخوفات المستثمرين
أكد صلاح حيدر، محلل مالى، أن المستثمرين تخوفوا من سوق الأوراق المالية بالتزامن مع المخاطر الجيوسياسية التى تواجه المنطقة والعالم بشكل موسع، خاصة بعد الخسائر التى شهدتها البورصات العالمية خلال جلستى نهاية الأسبوع الماضى وما حدث خلال جلسة الاثنين، أعاد التراجع الكبير والخسائر الفادحة فى أسواق المال العالمية إلى الأذهان سيناريو «الاثنين الأسود» لعام 1987، حين انهارت أسواق المال بشكل كبير مما أثر على العملية الاستثمارية للمتعاملين.
تأثير عمليات جنى الأرباح على البورصة المصرية
وأضاف حيدر أن البورصة المصرية شهدت تراجعًا بداية من ختام تعاملات الأسبوع الماضى، والبيع العنيف خلال تعاملات الأسبوع الجارى نتيجة عملية جنى الأرباح الطبيعية بعد صعود المؤشر الرئيسى EGX30 نحو مستوى المقاومة عند 30 ألف نقطة، ومن ثم المعاودة لجنى الأرباح ليغلق عند مستوى 28503 نقاط.
وأوضح أن المؤشر السبعينى تراجع إلى 6492 نقطة بعد استهداف مستوى 6850 نقطة، مشيرًا إلى أن البورصة المصرية ما زالت مستمرة فى الحركة الصاعدة حال استمرار المؤشرات فوق مستوى الدعوم عند 27700 للرئيسى و6200 للمؤشر السبعينى، فيما جاءت حركة التخوف العالمية من زيادة حدة التوترات الجيوسياسية من زيادة البيع المكثف للمتعاملين بالبورصة المصرية وبقية البورصات العربية المحيطة خلال جلسة أمس الأول.
تراجعات حادة
وخيم اللون الأحمر على شاشات البورصات العالمية فى «الاثنين الأسود» منذ بداية التداولات حتى نهايتها، حيث تراجع مؤشر ستوكس 600 الأوروبى بنسبة 2.2% إلى 484.45 نقطة. سجل المؤشر القارى أكبر انخفاض له فى ثلاثة أيام منذ يونيو 2022، وأغلق دون مستوى 500 نقطة الرئيسى أمس.
وشهدت البورصات الأمريكية تراجعات حادة، حيث أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز على تراجع بنسبة 3%، وانخفض مؤشر داو جونز بنسبة 2.6%، فيما شهد مؤشر ناسداك المركب تراجعًا بنسبة 3.4%. كانت أسهم التكنولوجيا الأسوأ أداءً، حيث تراجع سهم إنفيديا بنسبة 6.4%، وهبط سهم أبل بنسبة 4.8% وتسلا بنسبة 4.2%.
التأثير السلبى على الأسواق الآسيوية والخليجية
فى النطاق الآسيوى، شهدت البورصة اليابانية انهيارًا وتراجعت مؤشرات بورصة طوكيو، حيث تراجع مؤشر نيكى بنسبة 12.40% إلى مستوى 31458 نقطة، وهبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقًا بنسبة 12.23% إلى 2227.15 نقطة. انخفض مؤشر هانغ سينغ فى هونج كونج بنسبة 1.46% إلى 16698 نقطة، وتراجع مؤشر شنغهاى بنسبة 1.54% إلى 2860.70 نقطة، كما هبط مؤشر سنسكس الهندى بنسبة 2.74% إلى 78756.40 نقطة، وتراجع مؤشر سنغافورة بنسبة 4.07% إلى 3243.67 نقطة.
الأسواق الخليجية
طالت التراجعات الأسواق الخليجية، حيث هبطت البورصة السعودية ليسجل المؤشر العام للسوق تاسى انخفاضًا بنسبة 2.13%، فاقدًا 249.91 نقطة من قيمته. كما انخفضت بورصة دبى، محققًا مؤشر سوق دبى المالى هبوطًا بنسبة 4.51% عند مستوى 4045.9 نقطة، فيما سجلت بورصة أبوظبى انخفاضًا بنسبة 3.41% عند مستوى 8974.69 نقطة.
تراجع المؤشر الرئيسى للبورصة الكويتية
تراجعت بورصة الكويت، حيث حقق المؤشر السوق الأول انخفاضًا بنسبة 1.97% عند مستوى 7543.68 نقطة، وهبط المؤشر الرئيسى للبورصة المصرية EGX30 بنسبة 2.33% عند مستوى 27840 نقطة.