الجارديان: ينبغى على «هاريس» إظهار مواقفها حيال القضايا الدولية
مى فهيم - وسام النحراوى
تتقدم المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس فى استطلاعات الرأى على منافسها الجمهورى دونالد ترامب حتى الآن، ويبدو أن «هاريس» ستربح الرهان، إذ وضعت منافسها فى موقف الدفاع بدلًا من الهجوم.
انطلقت المرحلة الأولى للحملة الانتخابية لـ«هاريس» بشكل مثالى، لكنها تدخل مرحلة جديدة مليئة بالتحديات والعقبات، تستدعى تقديم «هاريس» لإمارة جديدة تدعم كونها المرشح المثالى للأمريكان، ومنها إبداء موقفها فى قضايا دولية مهمة مثل الحرب على غزة.
المرحلة المقبلة تمثل الاختبار الحقيقى لشعبيتها، فسوف تشمل إلقاءها أهم خطاب فى حياتها السياسية، إلى جانب مشاركتها فى العديد من الأحداث الانتخابية الأخرى على مدار الأسابيع المقبلة.
وتستعد «هاريس» لمواجهة «ترامب» فى مناظرة تليفزيونية يوم 10 سبتبمر المقبل.
ضغوط وتحديات
بعد ختام المؤتمر الوطنى الديمقراطى، ستتعرض «هاريس» لضغوط للحفاظ على هذا الدعم فى مواجهة هجمات الجمهوريين، والتدقيق الأكبر فى خططها السياسية والتفاعلات غير المخطط لها مع الجمهور.
وفى الوقت نفسه، تخاطر هاريس بالاضطرار إلى التعامل مع المواقف الاقتصادية والجيوسياسية التى سوف تتحمل مسئوليتها باعتبارها نائبة الرئيس الحالية، بدءًا من استجابة البيت الأبيض للاضطرابات فى الشرق الأوسط إلى تباطؤ نمو الوظائف والتضخم فى الولايات المتحدة.
وبالتالى لن تكفى الشعارات وحدها للفوز بالانتخابات، إذ رأت صحيفة «الجارديان» البريطانية أنه ينبغى على هاريس أن تظهر مواقفها حيال أهم قضية على الساحة الدولية الآن وهى حرب غزة حتى لا تخاطر بالهزيمة.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أنه يجب على هاريس أن تدعو لوقف إطلاق النار وحظر الأسلحة لإسرائيل.
التاريخ يعيد نفسه
الرئيس الأمريكى جو بايدن هو أول رئيس أمريكى يعلن أنه لن يترشح لإعادة انتخابه منذ 56 عامًا وهو ما أعاد إلى الأذهان قرار الرئيس الأمريكى الأسبق ليندون جونسون وهو الرئيس السادس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية الذى أعلن عدم ترشحه للرئاسة.
ومثلما تتمتع كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكى جو بايدن بشعبية، حظى هيوبرت همفرى نائب الرئيس الأمريكى الأسبق جونسون بشعبية كبيرة، ويُعد همفرى هو أحد مهندسى الليبرالية الأمريكية فى فترة ما بعد الحرب بل وكان نائبًا مخلصًا للرئيس جونسون على مدار 4 سنوات ووصل الأمر به إلى أنه دافع علنًا عن مستنقع فيتنام نيابة عن الرئيس والذى كان هو نفسه يعارضه سرًا وهو ما كلف همفرى كثيرًا، حيث خسر الانتخابات الرئاسية عام 1968 والتى كانت متقاربة للغاية فاستطاع الرئيس نيكسون الفوز بأقل من نقطة مئوية فربما لو كان همفرى انفصل عن مواقف الرئيس جونسون فيما يتعلق بحرب فيتنام كان يمكنه الفوز فى الانتخابات الرئاسية وربما كانت الولايات المتحدة ستتجنب نيكسون وفضيحة ووترجيت التى انتهت باستقالة الرئيس ريتشاد نيسكون عام 1974. وتشير صحيفة الجارديان إلى أنه على الرغم من أن غزة ليست «فيتنام» والجنود الأمريكيين ليسوا متورطين فى حرب.
خيار وسط
وفى أقل من شهر، تمكنت هاريس من وضع نفسها كخيار وسطى بين بايدن وترامب، فهى أصغر بنحو 20 عامًا، وستكون أول امرأة تشغل منصب رئيس الولايات المتحدة إذا تم انتخابها. إن خطابات حملتها أقصر وأكثر مباشرة فى مهاجمة ترامب من خطابات بايدن.
كما أن أسلوبها أكثر وضوح وأكثر إشراق، وتتخذ من لقب «محاربون مبتهجون» شعارًا لحملتها ورؤيتها المستقبلية.
حتى الآن، استجابت شريحة واسعة من الديمقراطيين- بمن فى ذلك الناخبون الشباب والسود واللاتينيون والإناث الذين يشكلون الجزء الأكثر موثوقية من قاعدة الحزب- بشكل جيد لهاريس، بعد أن كانوا محبطين بشأن بايدن.