الثلاثاء 3 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

القاهرة تواصل مفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة

أيمن يوسف:  الدور المصرى بطولى ويؤكد عمق التعاون مع الفلسطينيين



جهاد حرب: رفض تام لتحكم إسرائيل فى المعابر الحدودية

أيمن الرقب: لن يكون هناك سلام فى المنطقة دون حل جذرى للقضية

 

تواصل مصر جهودها لوقف دائم لإطلاق النار باستضافة جولة جديدة بالمفاوضات بين الاحتلال الإسرائيلى وحماس برعاية مصرية - أمريكية - قطرية، حيث من المقرر  أن تستضيف القاهرة المفاوضات فى لحظة حرجة يواجه فيها الإقليم تهديدات تحول الصراع إلى حرب شاملة.

وكانت المفاوضات استؤنفت الجمعة والسبت الماضيين بالعاصمة القطرية الدوحة، استجابة لبيان الثلاثى «المصرى - الأمريكى - القطرى»، سعيا للوصول إلى حل نهائى للعدوان على غزة.

ويرى خبراء أن مصر تواصل ضغوطها على الاحتلال الإسرائيلى بمعاونة الشركاء لوقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الصراع والحيلولة دون انجراف المنطقة إلى حرب شاملة فيما تشدد مصر على ضرورة زوال الاحتلال من محور صلاح الدين «فيلادلفيا» والانسحاب الكامل من غزة.

بدوره قال أستاذ العلوم السياسية وحل النزاعات فى الجامعة الأمريكية د. أيمن يوسف: إن الدور المصرى تجاه «نتساريم وفيلادليفيا»، هو موقف بطولى يؤكد عمق التعاون مع الأشقاء الفلسطينيين من الجانب المصرى، وأن التواجد الإسرائيلى فى هذه المحاور يهدد سير عملية المفاوضات وتبادل الأسرى. 

وأضاف فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف»: للأسف الشديدة هذا التعنت من جانب الاحتلال يعطل جهود الوسطاء، أما الجانب الأمريكى فهو سعيد بهذا الموقف، لأنه يمارس دبلوماسية النفاق والخداع.

وتابع: «بالتالى جميع هذه التعديلات تجاه نتساريم وفيلادليفيا لها دور كبير فى وقف عملية المفاوضات، وعلى الرغم من وقوف مصر بجانب القضية الفلسطينية، فأن هناك توقعًا من الإداراة الأمريكية وإسرائيل أن ترفض حماس هذا المقترح وبالتالى تصبح العقبة من قبل حماس وأنها السبب فى تعطيل سير عملية المفاوضات.

 وأنهى حديثه قائلًا: «الخطوة المهمة هى أن تقول حماس «نعم» للصفقة، مشيرًا إلى أن هناك قضايا فى صفقة غزة لا تزال معقدة وتتطلب قرارات صعبة، فخلال 10 شهور كان هناك أكثر من 9 زيارات فى المنطقة من قبل الوسطاء وما زالت الولايات المتحدة وإسرائيل تماطلان لعدم إبرام صفقة حقيقية». 

فى سياق متصل قال أستاذ العلوم السياسية، جهاد حرب: إن «أى تواجد إسرائيلى فيما يتعلق بمحور نتساريم وفيلادليفيا سيعنى بعدًا أمنيًا واضحًا لمصر، كذلك التواجد الإسرائيلى سيعنى عدم وجود فلسطينى».

وتابع: أيضا الإدارة المصرية للمعبر تعتمد على تواجد فلسطينى من جانب السلطة، حتى لو وجدت حماس لا توجد أى أزمات من قبل الجانب المصرى، ولكن أن تتحكم إسرائيل فى المعبر هذا مرفوض من قبل الأشقاء فى مصر قبل الشعب الفلسطينى لأنه يعنى مساسًا بالأمن المصرى.

وتابع: «بطبيعة الحال من حق حماس والشعب الفلسطينى أن يرفض هذه المطالب التى تم الإعلان عنها، ولم تظهر فى المسودات السابقة لمقترح وقف إطلاق النار، إذ ترى حماس أن أى وجود إسرائيلى دائم فى غزة سيكون بمثابة احتلال عسكرى».

وأردف: «كما  تعارض مصر التى لعبت دور الوسيط الرئيسى فى المفاوضات التى استمرت عدة أشهر، بقوة أيضًا الوجود الإسرائيلى على الجانب الآخر من حدودها مع غزة».

 من جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف»: إن الدور الذى تقوم به مصر كبير ومهم ويشكل ورقة ضغط مهمة على الجانب الإسرائيلى، خصوصًا أن مصر أكدت أكثر من مرة أنه لن يكون هناك سلام فى المنطقة بدون حل جذرى وعادل يجنب المنطقة صراعات وحروب.

وتابع الرقب: «مصر بذلت جهدًا لحقن الدم الفلسطينى، وخلال المفاوضات التى استمرت قرابة ثلاثة أشهر، اعتبرت مصر نفسها شريكًا وداعمًا للقضية الفلسطينية والملف الفلسطينى، وليس وسيطًا، وتبذل جهدًا كبيرًا لوقف الحرب على الشعب الفلسطينى، وليس فى منعطف الوساطة، مصر رفضت ولا تزال ترفض تشغيل معبر رفح طالما هناك وجود إسرائيلى وتدخل إسرائيلى فى شئون المعبر، وهى خطوة مهمة وقرار صارم من الأشقاء فى مصر تجاه نصرة الشعب الفلسطينى».

وأضاف: «مصر أصرت على عدم تشغيل المعبر إلا بعد زوال الاحتلال الإسرائيلى منه بشكل كامل، والتأكيد على ضرورة وجود الجانب الفلسطينى فى المعبر، للتأكيد على شرعية الحالة الفلسطينية فى معبر رفح ومحور صلاح الدين».

وترى مصر ضرورة أن تفضى كل هذه المفاوضات إلى وقف الحرب، فى الوقت الذى يتهرب فيه نتنياهو من الجلوس على طاولة المفاوضات، والأمريكيون الذين يمارسون ضغوطًا زائفة ووهمية على نتنياهو وحكومته، وفى المقابل، يفرجون له عن الأموال ليمارس المزيد من القتل، ويماطلون فى إبرام التفاوض لأنهم يدركون تمامًا أن نتنياهو لن ينفذ إلا المرحلة الأولى من الخطة وهى الهدنة، التى بها يأخذ جزءًا من أسراه، ثم يعيد الهجوم مرة أخرى على الشعب الفلسطينى وتدمير المزيد من الأحياء والمزيد من القتل الممنهج، فى الوقت الذى يتمنى فيه الأمريكيون أن تمر هذه الفترة بسلام وهدوء حتى يتم الانتهاء من فترة الانتخابات الأمريكية.