رشاد كامل
د.محمود عزمى رئيسًا لتحرير جريدة روزاليوسف!
كان الوقت يمضى ولم تستقر السيدة روزاليوسف على اختيار رئيس تحرير للجريدة اليومية التى تنوى إصدارها بعد اعتذار فكرى أباظة لها عن تولى المنصب.
وتقول روزاليوسف: رشح لى بعض الأصدقاء الدكتور محمود عزمى وكان الدكتور عزمى يكتب هو والأستاذ «العقاد» فى الجهاد جريدة الوفد الصباحية الأولى ولكنهما كان مختلفين مع الأستاذ توفيق دياب صاحب الجهاد.
والتقيت بالدكتور عزمى وشرحت له الفكرة فرحب بها وتحمست السيدة زوجته لفكرة خروجه من «الجهاد» واتفقنا على أن نلتقى فى مكتب الأستاذ إبراهيم عبد الهادى المحامى لنكتب العقد.
وقد أبدى لى الأستاذ إبراهيم عبدالهادى تخوفه من الدكتور عزمى وقال لى إننى لن أرتاح فى العمل معه ولكننى طمأنته.
وجاء الدكتور عزمى وكتبنا العقد وكان يقضى بأن يكون مرتبه الشهرى ستين جنيهًا، فضلا عن خمسين قرشًا عن كل ألف نسخة توزع بعد العشرة آلاف النسخة الأولى على أن يبدأ العقد من أول مارس 1935، وعلى أن يكون الأستاذ إبراهيم عبدالهادى هو الحكم بيننا إذا اختلفنا فى تفسير العقد!
وطلب الدكتور عزمى مرتب شهرين مقدمًا دفعتهما له فورًا وبدأ يتردد على الإدارة ويشاركنى فى الاستعداد لإصدار الجريدة.
وفى مقال نادر ومهم عنوانه «روزاليوسف اليومية» كتب يوسف حلمى المحامى الذى عاصر تلك الفترة بكاملها وكان أحد محررى الجريدة فيقول: تقترن الفترة التى سبقت إصدار جريدة روزاليوسف اليومية والتى عاصرتها بأحداث خطيرة فى السياسة المصرية وبأحداث خطيرة فى حياة جميع الذين اشتركوا فى تحريرها وإصدارها من أول صاحبتها إلى أصغر محرر فيها.
فى ذلك الوقت كان المغفور له الملك فؤاد الأول على فراش المرض وقد فشلت محاولات الإنجليز فى إنشاء وصاية على العرش وتولت الحكم وزارة المرحوم «توفيق نسيم» باشا واستمرت تحكم بلا برلمان وتماطل فى إعلان نواياها الدستورية والوطنية.
وكانت الأحداث تتلاحق والبلاد فى حالة غليان شديد ومجلة روزاليوسف تصدر مرة واحدة فى الأسبوع فلا تكاد تساهم إلا بنصيب ضئيل فى التوجيهات الوطنية العامة وروزاليوسف السيدة امرأة شجاعة ذكية الفواد، فإذا بها فجأة تعلن محرريها أنها أصدرت ترخيصًا باسم روزاليوسف اليومية وأن عليهم أن يجتمعوا لاختيار هيئة التحرير الجديدة.
ورشحت السيدة الدكتور محمود عزمى رئيسًا للتحرير وكانت مفاجأة ذُهل لها المحررون!
محمود عزمى؟! المستقل؟! خصم الوفد؟ ! بتاع عدلى وثروت.. مثل هذا الاختيار كان جريمة فى نظر الوفد وقتها على الأقل، ولكن السيدة روزاليوسف صممت عليه وقالت إن هذا الرجل قوة سياسية مغمورة يجب أن تبرز خاصة فى تلك الأوقات التى تحتاج فيها مصر إلى كل مواهب أبنائها؟ ثم هل نسيتم أنى به أكسب للوفد نصيرًا قويًا أزرق الناب فى السياسة الدولية والمحلية!
وتمضى السيدة روزاليوسف قائلة: وفكرت فى أن أضم الأستاذ العقاد أيضًا إلى أسرة الجريدة وذهب إليه رسول يجس نبضه!!
وكانت إجابة العقاد صدمة شديدة!!
للذكريات بقية..