الجمعة 3 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حاربت شلل الأطفال

قصة كفاح أم العيال فى الأوليمبياد

أبصرت نور الحياة وحين أرادت أن تلمسه بيدها شأنها شأن باقى الأطفال الراغبين فى استكشاف العالم المحيط، اصطدمت بحقيقة إصابتها بمرض شلل الأطفال، فكيف تحولت تلك الطفلة الصغيرة فاقدة الأمل فى عيش حياة طبيعية إلى بطلة أوليمبياد؟



رانيا المرشدى، نموذج للمثابرة قد يصيب الكثيرين بالخجل من أنفسهم، فكيف لتلك الطفلة الصغيرة التى كافحت للعيش حياة طبيعية فقط أن تصبح بطلة رغم أمومتها لأربعة أبناء؟، تحولوا من عبء إلى دعم لأمهم البطلة.

استطاعت «رانيا» التغلب على عجزها الحركى، بالإبداع الفكرى والتميز التعليمى فهى الحاصلة على درجة الدكتوراة فى العلوم السياسية والحافظة لكتاب الله، فضلًا عن حصولها على العديد من البطولات فى رياضة رفع الأثقال لذوى الاحتياجات الخاصة، تجولت خلالها حول دول العالم، فى رحلات نجاح وبطولات رياضية متميزة.

تألقت «المرشدى» فى عالم الأوليمبياد منذ 2007 فى بكين، ومن قبله فى البطولة العربية عام 2006، ثم فى 2010 حصلت المرشدى على المركز الأول فى البطولة الإفريقية.

وفى أوليمبياد فرنسا 2024 تأهلت رانيا للسفر إلا أن ظروفًا مرضية حالت دون ذلك.

وتعتبر رانيا المرشدى اللاعبة الوحيدة التى تجمع بين لعبتين فى آن واحدة الأولى وهى رفع الأثقال لأوزان تصل إلى 120 كيلو جرام، والثانية مصارعة ذراعين، والتى حصلت فيها على بطولة العالم.

لم تقف الأمومة عائقًا أمام البطولة، فتقول رانيا: «كونى مسئولة عن أربعة أبناء ألقى على عاتقى عبء الانتقال بين الصالات، إلى أن أهدانى تفكيرى إلى إنشاء صالة تدريب خاصة بى داخل المنزل».. وبالفعل اشترت رانيا جميع الأجهزة الخاصة بالتدريب على رفع الأثقال، وتعاقدت مع مدرب خاص بتكلفة عالية، لكن أبناءها قرروا العمل كمدربين لها وذلك بالتناوب وتقسيم الأوقات فيما بينهم.. تتابع رانيا: «حرمنى ربى من نعمة السير على الأقدام، ولكن عوضنى بأربعة من الأبناء البارين والذين يساعدوننى على النجاح والتميز فى كل شىء، فى الرياضة وأعمال التدريب، أيضا أعمال تنظيف المنزل وغيرها، حقا ما أخذ الله منك شيئا إلا ليعطيك أشياء أفضل».