سلام القوة
رسائل الطمأنة والقوة والسلام التى قدمها الرئيس السيسى من ساحة «جيش النصر»
تقرير - أحمد إمبابى
من ساحة «جيش النصر»، الجيش الثانى الميداني، قدم الرئيس عبدالفتاح السيسى، مجموعة من الرسائل المهمة، خلال فعاليات اصطفاف تفتيش حرب الفرقة السادسة المدرعة، بقيادة الجيش الثانى فى الإسماعيلية، هذا الأسبوع، التى تتزامن مع احتفالات مصر بذكرى انتصارات أكتوبر 1973.
وقدمت فعاليات اصطفاف تفيش حرب الفرقة السادسة مدرعة، رسائل القدرة والقوة والجاهزية، لقواتنا المسلحة، ومدى التطور الذى تشهده، إضافة إلى ما تضمنته كلمة الرئيس السيسى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، من رسائل تعكس رؤية الدولة المصرية، تجاه التطورات الإقليمية والتحديات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
ولعل أبرز تلك الرسائل، هو التأكيد على «خيار السلام»، باعتباره خيار مصر الاستراتيجى، للتهدئة وحفظ الاستقرار فى المنطقة، وبما يعكس دور مصر المحورى فى ضمان استقرار المنطقة.. ومن هذا المنطلق، كانت أهم الرسائل ما يلى:
1- قادة النصر فى أكتوبر:
أولى الرسائل التى قدمها الرئيس السيسى، فى كلمته فى أثناء اصطفاف الفرقة السادسة المدرعة، كانت الإشادة برؤية القيادة المصرية وقت حرب أكتوبر، وقال إن «القيادة السياسية فى هذا الوقت، كانت لها رؤية بعيدة جدا، واستطاعت أن تتجاوز عصرها، باستعادة الأرض ودفع عملية للسلام».
وأضاف أن فترة ما قبل حرب أكتوبر، كانت فترة صراع وكراهية شديدة فى المنطقة، فضلا عن فرق الإمكانيات الذى لم يكن فى صالح الجيش المصري، حينها؛ ورغم هذه الفوارق، كانت إرادة القتال لدى الجيش المصرى والشعب عاملا مهما للغاية لتحقيق النصر، وأكد الرئيس أن القوات المسلحة دورها هو الحفاظ على أراضى الدولة وحماية حدودها؛ وهو أمر يعد أفضل المهام وأشرفها.
وربط الرئيس السيسى، بين حال الصراع بالمنطقة وقت حرب أكتوبر والوضع الحالى، وقال إن «ما نعيشه اليوم من صراع وقتال وحالة من الغضب والكراهية، كان موجودا فى تلك الفترة بشكل أو بآخر، على مستوى المنطقة بأكملها».
2- السلام خيار مصر الاستراتيجى:
الرسالة الثانية، التى أكدها الرئيس السيسى، كانت رسالة السلام، مشيرا إلى أن رؤية القيادة السياسية وقت حرب أكتوبر، التى تجاوزت عصرها، وظروفها وحالة المنطقة آنذاك، وقاتلت وانتصرت وسعت من أجل استعادة الأرض وتحقيق السلام، وقال إن السلام خيار استراتيجى للدولة المصرية.
وأكد الرئيس أن «الحرب هى الاستثناء، والسلام والبناء والتنمية هى الأساس، وكان ما يحدث فى المنطقة اختبارا حقيقيا لهذه الاستراتيجية»، مشيرا إلى أن «مصر منذ حرب أكتوبر 1973، اتخذت السلام خيارا استراتيجيا، حيث امتلكت القيادة السياسية رؤية عبقرية واتخذت السلام منهجا لها»، وقال إن «الأوضاع الحالية فى المنطقة تؤكد أن رؤية قادة السلام فى مصر بعد حرب أكتوبر 1973، كانت شديدة العبقرية وكانت سابقة لعصرها».
وأوضح أن «تجربة السلام فى مصر، تعد درسا للعالم، مشيرا إلى أن مصر «حققت ما لم تتمكن الحروب من تحقيقه خلال الـ 51 سنة»، معربا عن كل الشكر والتقدير للقوات المسلحة على جاهزيتها الدائمة، ووطنيتها وعقيدتها الشريفة.
3- لا أجندة خفية:
الرسالة الثالثة التى أكدها الرئيس السيسى، أن «مصر ليس لديها أجندة خفية تجاه أحد، وقال «ليس لدينا فى مصر، ولا القوات المسلحة ولا الدولة المصرية أو أى مؤسسة من مؤسساتنا، أجندة خفية تجاه أحد».
وشدد الرئيس السيسى على تقديره لشرف العسكرية المصرية، وعزة ومكانة العقيدة العسكرية المصرية الحريصة دائما على الحفاظ على الأمن والاستقرار وحدود الدولة وحماية مصالحها القومية بعقل ورشد وتدبر، مشيرا إلى أن كل «ما تبتغيه الدولة المصرية أن تعيش فى سلام على حدودها سواء الحدود الشمالية الشرقية أو الجنوبية أو الغربية أو حتى عمق هذه الحدود».
4- ثلاثة أهداف:
الرسالة الرابعة التى تحدث عنها الرئيس السيسى، كانت تتعلق بتطورات الأوضاع فى المنطقة، حيث أشار إلى أن «مصر تسعى، خلال المرحلة الحالية، إلى تحقيق ثلاثة أهداف لم تتغير منذ 7 أكتوبر من العام الماضى؛ وهى: وقف إطلاق النار وعودة الرهائن، ثم إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، حيث يعانى أكثر من مليونى إنسان منذ حوالى سنة».
وأضاف، «سقط أكثر من 40 ألف ضحية، ثلثهم من النساء والأطفال، وأكثر من 100 ألف مصاب، وهذا ثمن كبير جدًا، كما أن حجم الدمار لا يقتصر على البنية العسكرية، بل يشمل البنية الأساسية للقطاع، مثل المستشفيات والمدارس ومحطات المياه والكهرباء والمساكن العادية.. ونحن حريصون على تحقيق هدفنا، ونؤكد أنه حتى بعد انتهاء الحرب، فالخيار هو إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وذلك لوضع نهاية للصراع والكراهية».
5- سياسة التوازن والاعتدال:
خامس الرسائل التى تحدث عنها الرئيس السيسى، كان التأكيد على رؤية وسياسة الدولة المصرية الخارجية فى هذا التوقيت، مشيرا إلى أن «سياسة مصر الخارجية تتسم بالتوازن والاعتدال الشديد والحرص على عدم إذكاء الصراعات، مبينا أن القوات المسلحة تعد جزءا من الشعب المصرى».
وأكد الرئيس السيسى أنه رغم القوة التى تتمتع بها القوات المسلحة، فإنها قوة رشيدة تتسم فى تعاملها بالتوازن الشديد.
6- محورية القضية الفلسطينية:
سادس الرسائل التى أكدها الرئيس السيسى، كان التأكيد على محورية القضية الفلسطينية بالنسبة لمصر، وقال إن «مصر اليوم لديها موقف ثابت لا يتغير، وموقف عادل تجاه قضية عادلة، وهى القضية الفلسطينية»، مؤكدا حق الشعب الفلسطينى أن يعيش فى دولة مستقلة جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل.
وأضاف أن «إقامة دولة فلسطينية جنبا إلى جنب مع الدولة الإسرائيلية، حماية للمواطن الإسرائيلى والمواطن الفلسطينى.. وهذا موقفنا الثابت الذى نؤكده دائما، ونقول إنها قضية عادلة، حيث يعلم ذلك المجتمع الدولى بالكامل، ويعترف به، ولكن المهم أن يتحول اعترافنا ومعرفتنا إلى عمل من أجل تحقيق هذا الأمر».
7- محاربة الإرهاب:
الرسالة السابعة التى تحدث عنها الرئيس السيسى، تتعلق بالتحديات التى واجهتها الدولة، بعد 2011، وقال إن «القوات المسلحة المصرية واجهت اختبارا حقيقيا خلال عام 2011، الذى كان يستهدف جناحى الأمة فى مصر هما: الشرطة والجيش، لإسقاط الدولة المصرية فى اقتتال أهلى ضخم جدا يستمر ويأكل كل فرص التنمية»، وأشاد فى الوقت نفسه بدور القوات المسلحة فى هذا التوقيت لحماية الأمن القومى والشعب المصرى من تداعيات فترة تعد من أصعب الفترات التى مرت بها الدولة المصرية.
وأكد الرئيس السيسى، صعوبة الفترة التى تلت أحداث 2011 لمحاربة ومكافحة الإرهاب التى استغرقت ما يقرب من حوالى 10 سنوات، مهنئا فى الوقت نفسه القوات المسلحة والشرطة والدولة المصرية على الجهود التى بذلت خلال هذه المهمة الصعبة التى لا تستطيع الكثير من دول العالم إنجازها.
وشدد على أهمية التعايش والتعاون وأولوية البناء والتنمية وليس الصراع.. قائلا «إن الدولة المصرية تريد أن تعيش وتتعاون لأن تجربتها تثبت أن التعاون والبناء والتنمية أفضل من الصراعات والاقتتال».
8- رسالة طمأنة وردع:
وحول أهم الرسائل التى تضمنها اصطفاف تفتيش الحرب للفرقة السادسة المدرعة، قال اللواء أركان حرب مهندس، عادل العمدة مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، إن أولى الرسائل كانت رسالة طمأنة للشعب المصرى والقوات المسلحة والجميع فى مصر، بأننا نمتلك قوات مسلحة، قادرة على صون الأمن القومي وحماية إنجازات الدولة المصرية وردع من تسول له نفسه المساس بأمن الدولة المصرية.
وتوقع اللواء عادل العمدة، مع رسالة إرادة المقاتل المصرى فى حرب أكتوبر، التى تحدث عنها الرئيس السيسى، مشيرا إلى أن «الإرادة واليقين على تحقيق النصر، رغم الظروف الصعبة، هم الأساس لمواجهة أى تحد»، مشيرا إلى «إرادة الدولة المصرية والقوات المسلحة، فى مواجهة التحديات التى تعرضت لها مصر بعد 2011»، وقال إن «مصر تعرضت لاختبارات صعبة فى هذه الفترة، ولكنها تحطمت أمام الإرادة المصرية».
9- سلام القوة:
الرسالة الأخرى التى يتوقف معها اللواء عادل العمدة، تتعلق بدعوة الرئيس السيسى للسلام فى المنطقة، وإعطاء مثل بالتجربة المصرية للسلام، مشيرا إلى أن «الرئيس السيسى قدم رسالة مهمة للعالم، والمجتمع الدولى بأن خيار السلام، هو السبيل للتهدئة فى المنطقة، وإنهاء الصراع بها»، مشيرا إلى أن «دعوة الرئيس للسلام، جاءت من منطلق قوة، ووسط استعراض لقدرات وجاهزية القوات المسلحة، ولكنها قوة رشيدة، من أجل السلام».
وشدد على أهمية الرؤية المصرية لحل القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن «خيار السلام، هو الخيار الأمثل، لإنهاء الصراع فى المنطقة، وعلى المجتمع الدولى دعم هذا الخيار»، مشيرا إلى أن «هناك بعض أصحاب المصالح الذين يسعون لاستمرار حالة الصراع وعدم الاستقرار بالمنطقة».
وأوضح العمدة أن «امتلاك مصر لقدرات عسكرية متطورة، يعطى ضمانة لحرية واستقلالية القرار السياسى المصرى».
10- القوة والجاهزية:
وتوقف مستشار الأكاديمية العسكرية، مع مجموعة من الرسائل المهمة التى تضمنتها كلمة الرئيس السيسى، مع رسالة تفتيش الحرب للفرقة السادسة المدرعة بالجيش الثانى الميداني، وقال إن «تفتيش الحرب، يعنى أرقى مستويات الاستعداد والجاهزية للقوات المسلحة لأداء أى مهمة توكل إليها»، وقال إن استعراض التطور فى التدريب والعتاد والتسليح، «يعكس القوة والجاهزية والاستعداد والقدرة على صيانة الأمنى القومى المصرى».
وأوضح العمدة، فى تصريحات خاصة، إن «امتلاك القوة والقدرة، والحرص واليقظة، فى ضوء التحديات والتهديدات التى تشهدها المنطقة، السبيل لحماية الدولة المصرية من أى تهديد فى ضوء الحالة الصراعية التى تشهدها المنطقة».
وخلال فعاليات اصطفاف تفتيش الحرب، للفرقة السادسة المدرعة، تم استعراض التطور الذى وصلت له الفرقة، والتى تعد جزءًا أصيلًا من الجيش الثانى الميدانى وأبرز الأسلحة التى تمتلكها الآن، وعلى رأسها الدبابة «أم 1 إيه 1» والمركبة البرمائية «أم 113» ومدفع «هاودزر 155 ملى ذاتى الحركة» وصواريخ الدفاع الجوى المتطورة.