البابا تواضروس: نصر أكتوبر صفحة ناصعة فى تاريخ العسكرية المصرية

فى حياة الأوطان شخصيات لا تتكرر كثيرًا، يرسمون الوطن على جدران قلوبهم فعلًا وقولًا، صمام أمان فى وقت الشدة، حكمة فى الأزمات، وبصيرة فى التعامل مع الأمور لإعلاء مصلحة الوطن.
قال البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية: إن نصرأكتوبر العظيم يعد صفحة ناصعة فى تاريخ العسكرية المصرية، وتاريخنا كمصريين، مضيفا أنه ثمرة لروح الدقة والتخطيط والرؤية السليمة، والله بارك كل هذا فجاء الانتصار وتحرير أرض سيناء.
وتابع البابا: «وكما نتذكر الانتصار نتذكر معه الشهداء والمصابين وكل من أسهم فى هذا العمل العظيم».
وعن ذكريات البابا تواضروس عن حرب أكتوبر، قال: «كنت وقتها فى سنة تالتة جامعة فى كلية صيدلة جامعة إسكندرية وكنا لسه باديين العام الدراسى وفاكر وقتها لما كنا شباب وبنمشى فى الشارع ونلاقى بعض أفراد من الجيش ونقوله إزيك يا وحش؟ فالكلمة دى كانت لسه جديدة علينا ولذلك الإعلان الدقيق عن بداية الحرب من خلال البيانات العسكرية ولو قارنا بين حرب أكتوبر 1973 وأحداث 1967 كنت وقتها فى الإعدادية وكانت بتطلع بيانات كثيرة، فى امتحان الإعدادية كان كل شويه واحد يعدى فى طرقة المدرسة يقول 35 وبعدين 78 وبعد ما خلصنا الامتحان سألنا عن الأرقام وقالوا لينا دى أعداد الطيارات اللى وقعناها».
وأضاف البابا : «ذكريات النصر كلها فخر وعزة وشموخ ورأس مرفوعة بالنصر، وما زلت أتذكر مشاهد عدد الأسرى الإسرائيليين والعقيد عساف ياجوري، أشهر أسير إسرائيلى، حيث كان قائد لواء، وأتذكر على سبيل الكوميديا المشاهد الساخرة التى أطلقها الفنان سمير غانم فى اسكتش كوميدى كأنه يتحدث العبرية ويقلد الأسرى الإسرائيليين، لدرجة أن الناس تخيلته أسيرا إسرائيليا يشبه سمير غانم.
وأتذكر زملائى الذين شاركوا فى الحرب، وكان لى صديق أكبر منى بعامين، وكان من الجنود المقاتلين فى الحرب، وكانوا فى الحصار للاحتفاظ بالأرض فى الثغرة، قابلته بعد أن أصبح كاهنًا وسجل ذكريات الحرب عن 100 يوم، كتبها بروح التأمل والمناجاة الروحية الشعرية بطريقة إيمانية رائعة، وكيف كان يحول الألم إلى روح الصلاة الجميلة، كان هذا موقف جنودنا يملؤهم الإيمان.