10 أسبـاب أنهت طمـوح «هـاريس»
ابتهال مخلوف
تقدم الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب فى هذه الانتخابات بثبات وبهدوء لعدة أسباب استراتيجية سواء لدعم عملاق التكنولوجيا فى وادى السيليكون وخطابه المعادى للمهاجرين وأداء منافسته كامالا هاريس والحزب الديمقراطى الذى لم يدر الحملة الانتخابية بالكفاءة المطلوبة خاصة فى ولايات الجدار الأزرق والمتأرجحة.. أبرزها:
1-نصيحة ماسك
غيرت حملة ترامب استراتيجيتها عندما حثت ناخبيها على التصويت المبكر والتصويت عبر البريد استجابة لنصيحة من أيلون ماسك، أغنى رجل فى العالم ومالك منصة إكس، ويعد تصويت كبار السن مهما بشكل خاص فى خمس من الولايات السبع المتأرجحة، بنسلفانيا وأريزونا وميشيجان وويسكونسن ونورث كارولينا، التى لديها عدد أكبر من السكان فوق سن 65 عاما.
وغالبا ما يميل الديمقراطيون للتصويت المبكر أكثر من الجمهوريين، وظهر هذا التباين فى انتخابات 2020 فى ظل جائحة كورونا، حيث جاءت 60% من الأصوات التى حصدها جو بايدن من التصويت البريدى والغيابي، مقارنة بنحو 30% لدونالد ترامب، وفقا لبيانات مركز “بيو” للأبحاث.
2-شبح التضخم
الاقتصاد هو القضية الأولى للناخب الأمريكى ورغم انخفاض البطالة وازدهار سوق الأوراق المالية يشكو معظم الأمريكيين من ارتفاع الأسعار كل يوم، وفى أعقاب كورونا، بلغ التضخم مستويات لم تشهدها أمريكا منذ سبعينيات القرن الماضي، مما أعطى ترامب ورقة هامة لمهاجمة سياسات بايدن ونائبته هاريس.
3-لم تخرج من عباءة بايدن العجوز
حاولت هاريس أن تكون مرشحة التغيير، لكنها كنائب للرئيس الحالى واجهت صعوبة فى الابتعاد عن جو بايدن، الذى لا يحظى بشعبية، لهفواته العديدة فى خطاباته وأداء حكومته الباهت فى ملفات عدة وحالته الصحية المتدهورة.
4-حرب غزة ولبنان
استفاد ترامب من تأييد إدارة الرئيس جو بايدن المطلق لإسرائيل فى عدوانها على غزة وحزب الله وتزويدها بالأسلحة والصواريخ والدعم الدبلوماسى وأعلن أنه سوف ينهى الحروب فى العالم، ما جذب كثيرا من أصوات الناخبين العرب فى ولاية ميتشيجان المتأرجحة لصالحه، واستغل زواج ابنته الثانية من عائلة لبنانية فى مغازلة الناخبين من أصول لبنانية خاصة الأثرياء بتعهده بمنع تقسيم لبنان.
5-رجل لا يُهزم
بدا ترامب كأنه محصن ضد الهزيمة، على الرغم من نجاته من محاولة للعزل وتحريضه لأعمال الشغب فى 6 يناير 2021، فى مبنى الكابيتول الأمريكي، وسلسلة من لوائح الاتهام والإدانة الجنائية غير المسبوقة تصل إلى 33 قضية، وظل دعم ترامب مستقراً طوال العام عند 40% أو أكثر. وظهر بعد محاولتين لاغتياله قويًا رغم زعم الديمقراطيين أنه غير لائق لمنصبه.
6-ثمار لغته العدوانية
راهن ترامب على قضية الهجرة، وبعد أن وصلت المواجهات على الحدود إلى مستويات قياسية فى عهد بايدن، تشير استطلاعات الرأى إلى أن الناخبين يثقون فى ترامب أكثر فيما يتعلق بالهجرة، وأنه يحقق أداءً أفضل بكثير مع اللاتينيين.
7-الأمية تكسب الرهان
استطاع ترامب، من خلال استمالته للناخبين الذين يشعرون بالتهميش والنسيان، أن يُحدث تغييراً فى الساحة السياسية الأمريكية، حيث حوّل قوى تقليدية ديمقراطية، كعمال النقابات، إلى صفوف الجمهوريين، وجعل حماية الصناعة الأمريكية عبر فرض الرسوم الجمركية أمراً شبه مألوف، ما رفع نسبة التصويت فى المناطق الريفية والضواحى فى الولايات المتأرجحة، فيما حظيت منافسته بدعم قوى من المتعلمين فى الجامعات والمهنيين.
8-صورته الذهنية
يُنظر لترامب مقارنة بهاريس على أنه رجل قوى فى عالم غير مستقر تكتنفه الحروب خاصة فى غزة ولبنان وأوكرانيا ويؤكد دومًا فى حملته أنه لم تندلع حروب فى العالم فى فترة رئاسته الأولى. ويشعر العديد من الأمريكيين بالغضب، لأسباب مختلفة، من إرسال الولايات المتحدة مليارات الدولارات إلى أوكرانيا وإسرائيل، كما أنهم يعتقدون أن أمريكا أصبحت أضعف فى عهد بايدن.
9- أخطاء الديمقراطيين
ركزت حملة هاريس الانتخابية على عامل الخوف من عودة ترامب، فقد وصفته بأنه “فاشي” ومهدد للديمقراطية، بينما تعهدت هاريس بالابتعاد عن “الدراما والصراع”. فيما لم تقدم إجابات مطمئنة للناخب الأمريكى فى ملفات السياسة الخارجية والهجرة، خاصة أن استطلاعات الرأى أظهرت أن أربعة من كل خمسة أمريكيين شعروا بأن البلاد خرجت عن السيطرة.
10- المحافظون طعنة فى ظهرها
هذه أول انتخابات رئاسية منذ أن ألغت المحكمة العليا الأمريكية الحق الدستورى فى الإجهاض، وطرحت 10 ولايات منها أريزونا سؤالًا فى بطاقة الاقتراع بشأن الإجهاض.
وسعى الديمقراطيون أن تكون قضية الإجهاض وحقوق المثليين هى حصانهم الأسود للبيت الأبيض، لتكون هاريس أول رئيسة امرأة، وهو ما انقلب عليها لرفض البيض الأمريكيين المحافظين وكبار السن هذه التهديدات للمجتمع والأسرة الأمريكية المحافظة.