«غزة» و«لبنان» فى انتظار وفاء ترامب بـ«الوعد»
نورالدين أبوشقرة
فى الوقت الذى تتواصل فيه الانتهاكات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطنيين بقطاع غزة، يكتسب مقترح أمريكى لوقف إطلاق النار فى الجبهة الشمالية مع لبنان زخمًا متزايدًا، وسط تفاؤل حذر باحتمال إبرام هدنة لشهرين، إلا أن المؤشرات تؤكد استمرار التصعيد الإسرائيلي، خاصة فى ظل عدم امتثال «تل أبيب» لأى قوانين دولية أو مبادرات سلمية.
من جانبه، قال طارق فهمى رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومى لدراسات الشرق الأوسط لـ«روزاليوسف»، إنه من المبكر أن تنخرط الإدارة الأمريكية الجديدة فى ملف التهدئة فى فلسطين أو لبنان، على الرغم من تصريحات الرئيس الأمريكى الفائز فى الانتخابات الرئاسية دونالد ترامب الأخيرة بسعيه نحو وقف الحرب فى الشرق الأوسط، مضيفًا: «لكننى لا أعلم كيفية تطبيق هذه التصريحات، فى ظل إمداد الاحتلال بالمال والسلاح اللازم لاستكمال تدمير غزة ولبنان».
وتابع: «إذا حدث وقف لإطلاق النار سيكون وقفًا مؤقتًا فقط، وسيبقى على الاحتلال كما هو سواء فى قطاع غزة أو فى لبنان، فهناك توهم بأن الرئيس الأمريكى يأتى بالمعجزات وهذا غير صحيح، وحتى هذه اللحظة لا توجد وثيقة أو قرار واضح ومدروس، خاصة فى ملف حل الدولتين أو وقف بناء المستوطنات».
واستطرد «فهمى»: “قرار ضم الضفة الغربية وتغيير المسميات مطروح منذ فترة طويلة، لكن على مدار السنوات الماضية لم تستطع حكومة الاحتلال تنفيذه، وهو ما يبدو متاحًا الآن فى ظل إدارة “ترامب”، لكن هل منطقة الشرق الأوسط سيكون لها رأى آخر، وخصوصًا مع التواجد القوى لمصر فى الأزمة منذ بداية العدوان على غزة”.
وأشار نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق لـ«روزاليوسف»، إلى أنه مع قدوم الإدارة الجديدة للولايات المتحدة لا يرى أن ملف التهدئة ينذر بخير، خاصة فى ظل الدعم الكامل من الإدارة الأمريكية لـ«نتنياهو» فى تنفيذ المذابح سواء فى قطاع غزة أو لبنان، مؤكدًا أن “نتنياهو” سيعمل على الضغط على “ترامب” وحكومته من أجل تلبية كل مطالبه قبل يوم 20 يناير، وبعد تنصيب “ترامب” رسميًا سيقرر وقتها فتح ملف التهدئة ووقف إطلاق النار أم لا، لكن بعد أن ينفذ جميع مطالب حكومة الاحتلال.
وأردف:” ستكون هناك هدنة محدودة، ستعود بعدها قوات الاحتلال لتنفيذ مهامها مرة أخرى فى غزة والجنوب اللبناني، علاوة على أن جيش الاحتلال سيعمل على ترتيب أوراقه مرة أخرى”.
وقال أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية فى جامعة القدس والقيادى فى حركة فتح لـ«روزاليوسف»: “إذا تم إبرام هدنة لشهرين فى جنوب لبنان، يعنى أنها ستنتهى بالتزامن مع تسلم الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب سلطة البيت الأبيض فى العشرين من يناير المقبل، وربما تكون محاولةً فى الوقت الضائع للإدارة الديمقراطية برئاسة جو بايدن، كما لا يخفى أنها حاجة إسرائيلية أيضًا، بعد أن أيقنت حكومة بنيامين نتنياهو أن مهمتها فى لبنان صعبة و قاسية وطويلة وفادحة الخسائر، فالهدف المعلن منها بإعادة سكان شمال إسرائيل لم يتحقق إلى الآن، وعمليات التوغل والاحتكاك البرى مع مقاتلى حزب الله كانت مكلفة.
وتابع: “الكرة تبقى دائمًا فى ملعب مجلس الأمن الدولي، ويقف أمام اختبار جديد، وليته يفرض وقف العدوان على غزة ولبنان، وينقذ منطقة الشرق الأوسط من حرب طويلة ومدمرة لن ينتصر فيه أحد”.
وحول عمليات التهجير وضم القطاع، والتصريحات التى تداولتها وسائل الإعلام بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، قال د.جمال نزال المتحدث الرسمى باسم حركة فتح، إن الأشقاء فى مصر أو الأردن سيرفضون تلك الأمور، لأن التهجير لا يمس الفلسطينيين وحدهم بل بثبات واستقرار المنطقة والعالم العربي”.
وأكد الناطق الرسمى باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، أن إسرائيل تترجم الدعم الأمريكى العسكرى والمالى والسياسى المتواصل إلى “مجازر” إبادة جماعية يذهب ضحيتها العشرات من الأطفال والنساء، مطالبًا الإدارة الأمريكية بإجبار سلطات الاحتلال على وقف عدوانها، وجرائم الإبادة الجماعية التى تنفذها ضد الشعب الفلسطيني، والخضوع لقرارات الشرعية الدولية وأبرزها القرار 2735 الداعى لوقف إطلاق النار بشكل فوري، وإدخال المساعدات لقطاع غزة بشكل كامل، وإلا فإن دوامة العنف وعدم الاستقرار ستزداد، ما يهدد بحرق المنطقة بأكملها، ولن ينعم أحد بالأمن والاستقرار”.