منى الحديدى: نواجه تحديات كبيرة فى ظل الإعلام غير المقنن والتواصل الاجتماعى
«تنظيم الإعلام».. دور مهم فى التصدى للأكاذيب والشائعات
د.مريم الشريف
أكد الكاتب الصحفى عبدالمحسن سلامة، عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن الصحافة والإعلام أمامهما تحديات ضخمة لما لهما من دور مهم وأساسى، رغم بعض الرؤى القاصرة التى ترى تراجع هذا الدور، إلا أن الواقع يقول إن الصحافة والإعلام دورهما قوى وأهميتهما ظهرت فى تغطية الأحداث المهمة مثل الحرب فى غزة ولبنان وغيرهما، لافتا إلى أنه يتحدث عن المفهوم الشامل للصحافة والإعلام، فالصحافة المطبوعة والإلكترونية والإذاعية والتليفزيونية تمثل وسائل الإعلام.
وأضاف «سلامة»: «نحن فى وقت حرج نتيجة الأحداث المأساوية التى يشهدها العالم، خاصة حولنا فى المنطقة العربية، فهذه الأحداث خلقت حالة من عدم اليقين فى عقول الناس بالعالم كله، وبالتالى دور الصحافة والإعلام هو تقوية حالة اليقين والتصدى لحالة عدم اليقين ومواجهة الشائعات وضحد الأكاذيب، ليس بالخطب والكلام، بل بالمعلومات والوقائع والأدلة ليكون هناك مصداقية أكثر».
وأشار إلى أن الموضوع يحتاج رؤى كبيرة وتصورا كاملا، بالتنسيق مع الزملاء ورئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الدكتور خالد عبدالعزيز، فنحن يمكننا تقديم تصور شامل لمشروع متكامل تنويرى وتوعوى للمجتمع كله.
وتابع: «هناك ظواهر غريبة وشاذة على مجتمعنا، فهناك حالة عنف منتشرة داخل المجتمع وفى الأسرة الواحدة، لذلك الدور التوعوى مهم كثيرا فى حماية المجتمع، والتصدى لمثل هذه الظواهر، وهذا سيحدث ليس بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام فقط، إنما بالتعاون مع جهات الدولة المعنية مثل الأزهر والكنيسة ووزارة الشباب والرياضة، ووزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى، بجانب الصحف والتليفزيون، لافتا الى أنه مشروع توعوى تنويرى كبير يقوم فيه الإعلام بدور القاطرة الرئيسية فيه، وهذا يعد تصوره للمرحلة المقبلة.
وأوضحت الدكتورة منى الحديدى، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة وعضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن مسئولية المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام تزداد خلال الفترة الحالية، لأن دور الإعلام يتعاظم بشكل كبير فى الحياة العصرية، نتيجة تعدد أنماط وسائل الإعلام بين الإعلام التقليدى والتفاعلى الرقمى وبين الإعلام المقنن وغير المقنن فى عصر التواصل الاجتماعى وصحافة وإعلام المواطن.
وأضافت «الحديدى»، أن الدورة المقبلة تعد الثالثة على إنشاء المجلس، والمطلوب أن نعطى مزيدا من الاهتمام لتطوير وتحديث الإعلام المصرى على المستوى الداخلى، بما يخدم التنمية المستدامة، وعلى المستوى الخارجى لتصدير الصورة الحقيقية لمصر، ويحقق التواصل مع الرأى العام الخارجى، مؤكدة أن الإعلام فى العالم كله يقابل تحديات فى ظل الإعلام غير المقنن والتواصل الاجتماعى.
وعن المقترحات التى تنوى طرحها، كشفت عن وجود ثلاث نقاط، أولاها، أنها تتمنى عودة الإعلام الخاص بمرحلة النشء والمراهقين، فلا بد من أن تأخذ هذه المرحلة العمرية حقها وتتواجد وسائط إعلامية تهتم بها سواء تقليدية أو رقمية، ثانيتها: عمل سياسة إعلامية خاصة بدور الإعلام فيما يخص البناء، إذ إننا نريد صنع نمط مساعد لسياسات واستراتيجيات التنمية، سواء هذا البناء يخص تحديث المجتمع، ونشر الأفكار الحديثة، أو مواجهة الشائعات، مضيفة: ثالثتها: تفعيل مواثيق الشرف الإعلامى، ومدونات السلوك المهنى ما بين صناع الرسالة الإعلامية وصناع المنتج للحد من أى تجاوز، ونشر الثقافة الإعلامية والوعى الإعلامى لدى صناع المنتج والجمهور المتلقى».
وعبرت عن أمنيتها فى ألا يكون الإعلام المصرى إعلام “رد فعل”، بل إعلام وقائى، لا ينتظر خروج الشائعة لتصحيحها، بل يوفر المعلومة مسبقًا، فمن المهم التزام جميع الإعلاميين بالأخلاقيات والأسس العلمية، أى أننا نريد إعلاما وقائيا وألا نعتمد على الإعلام العلاجى، موضحة أنه لم يحدد أول اجتماع للتشكيل الجديد للمجلس، لكن سيؤدى رئيس المجلس اليمين أمام البرلمان قريبًا.
وعبرت الكاتبة الصحفية علا الشافعى، رئيس تحرير اليوم السابع وعضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، عن سعادتها بتواجدها وسط قامات كبيرة من الإعلاميين فى المجلس مثل الكاتب الصحفى عادل حمودة، والإعلامى عصام الأمير، والدكتورة منى الحديدى، إذ إنهم كلهم خبراء فى الإعلام ولديهم تجارب عظيمة سواء تليفزيونية أو صحفية أو أكاديمية.
وأضافت “الشافعى” أن المجلس يتضمن أجيالا مختلفة، تضيف لبعضها، فلا أحد ينكر التحديات الكثيرة التى تقابل المهنة خلال هذه الفترة، مشددة على أن التحديات الخاصة بمستقبل الإعلام أهم قضية حاليًا، فهى تحديات ليست سهلة، فهناك تحديات على مستوى التكنولوجيا والتطور بها، وتحديات على مستوى العنصر البشرى نفسه، فالعاملون بالإعلام عليهم أن يكونوا على نفس القدر من التطور فى أدائهم وأدواتهم.
وأشارت إلى أن شكل الصحافة تغير ولم تعد هناك فروق بين صحافة وإذاعة وتليفزيون، فالمسألة أصبح فيها تداخل أكثر مع التطور، علاوة على تأثير السوشيال ميديا على المهنة، مضيفة: «المفترض فى تصورى أن يقوم الإعلام بدوره الحقيقى، من حيث توافر المعلومات وسرعة الاستجابة والرد، وكلها قضايا ستكون مطروحة للنقاش.