إسرائيل مستمرة فى نقض الاتفاقات الدولية

خروقات إسرائيلية مستمرة تعكر صفو الهدنة المؤقتة لوقف إطلاق النار فى لبنان، التى تستمر لمدة 60 يومًا، حيث لم يلتزم الاحتلال بتنفيذ هذا القرار، ومازال يشن الغارات على أماكن متفرقة فى الجنوب، بل قام بإرسال منشورات للأهالى بعدم العودة إلى منازلهم التى نزحوا منها حتى إشعار آخر، ناهيك عن استهداف عدة قرى وبلدات جنوبية ما أسفر عن إصابات فى صفوف المدنيين.

بلغت خروقات الجانب الإسرائيلى لهدنة وقف إطلاق النار فى لبنان، بحسب ما أعلنه نبيه برى، رئيس مجلس النواب اللبنانى 52 خرقًا، معتبرًا أن الخروقات انتهاك فاضح للاتفاق ومن غير المسموح استمرارها، منوهًا إلى أن هناك اتصالات مع جهات دولية معنية لمعالجة تلك الانتهاكات الإسرائيلية أملًا فى أن يؤدى اكتمال عقد لجنة الإشراف على مراقبة وقف النار إلى تطبيق الاتفاق بشكل كامل.

وأشار إلى أن ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلى من أعمال عدوانية لجهة تجريف المنازل فى القرى اللبنانية الحدودية مع فلسطين المحتلة، يضاف إليها استمرار الطلعات الجوية وتنفيذ غارات استهدفت أكثر من مرة عمق المناطق اللبنانية، وسقط خلالها شهداء وجرحى وآخرها ما حصل فى حوش السيد على فى الهرمل شرق لبنان وجديدة مرجعيون جنوب لبنان.

وفى ذات السياق، بحث نجيب ميقاتى، رئيس الحكومة اللبنانية، مع الرئيس المشارك لآلية تنفيذ ومراقبة وقف الأعمال العدائية الجنرال جاسبر جيفرز فى السرايا الحكومى الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدًا ضرورة الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار ومنع الخروق الأمنية وانسحاب العدو الإسرائيلى من الأراضى اللبنانية المحتلة.

من جهة أخرى عقد ميقاتى اجتماعًا تنظيميًا للهيئة العليا للإغاثة، ضم الأمين العام الجديد بالتكليف العميد بسام نابلسى والأمين العام السابق اللواء محمد خير.

بدوره، قال عقاب صقر، المحلل السياسى والخبير الاستراتيجى اللبنانى: إن لبنان بموجب قرارات الأمم المتحدة، يتحمل مسئوولية مباشرة عن تنفيذ وقف إطلاق النار، ونؤكد أنه بموجب قرار 1701 فإن المسئوولية تعود فى الأساس إلى الجيش اللبنانى وقدرته على فرض سيطرته لإدارة الملف الأمني، وتقليص قدرات حزب الله والاكتفاء بدور المساعد فى حال احتاجت السلطة إلى ذلك.

وتابع: خروقات الاحتلال للهدنة أمر غير مبرر وغير مفهوم، خاصة أنها هى من بادرت بهذه الهدنة عن طريق الولايات المتحدة الأمريكية، لكن المعتاد عن إسرائيل أنها لا تلتزم بالاتفاقات الدولية ومتمرسة فى خرق هذه الاتفاقيات، بل وتستخدم الخروقات كوسيلة لفرض شروط جديدة على الأرض.

وأوضح الخبير الاستراتيجى اللبنانى أن الخروقات الإسرائيلية اختبار لحزب الله، لكى يعود مرة أخرى للرد على خروقات الاحتلال، وبالتالى يتم إدانة حزب الله مرة أخري، وهنا يمكن الضغط على قيادات حزب الله، وحزب الله يوازن بين احترامه التزامات لبنان الدولية وسعيه للحفاظ على قوة الردع ضد إسرائيل، منوهًا إلى أن الحزب يدرك أن أى تصعيد غير محسوب قد يجر لبنان إلى مواجهة أوسع، وهو ما يسعى لتجنبه فى هذه المرحلة. من جانبه قال الدكتور زكريا حسين، أستاذ العلوم الاستراتيجية بجامعة الإسكندرية: إن دولة الاحتلال تواصل خروقات وقف إطلاق النار فى الجنوب وبيروت عبر المسيرات التى ترعب السكان، موضحًا أن الخروقات مستمرة.