رشاد كامل
بيان روزاليوسف لن أعمل إلا للأمة !
لم تتراجع السيدة روزاليوسف أو تهتز أمام الحرب الشرسة التى خاضها «الوفد» أمامها، وقررت أن تواصل المعركة دون خوف أو رهبة.
وبعد أيام قليلة تكتب عنوانًا «فى الميزان: للأمة وحدها أن تفصل.. لأننى لم أعمل ولن أعمل إلا للأمة» وكان هذا المقال بمثابة بيان للرأى العام وقراء المجلة والجريدة، واختارت روزاليوسف أن تنشره فى المجلة «6 أكتوبر» تقول:
أصدر رجال الوفد قرارهم بأن لم تعد لهم صلة بنا وإننا لم نعد من ألسنة حالهم، وكانت هذه الزوبعة التى أثارها «متأثمون» نفر من الرجال كنا نود أن يكونوا أحرص من هذا على سلامة جبهة الدفاع ووحدة الأمة.
حفنة من رجال أصدروا هذا بعد أن أعطى بعضهم من لسانه غير ما فى نفسه وهم يزعمون أن القضاء قد أسلمهم يديه ورجليه فهم يسعدون من يشاءون، ويقضون على من يريدون والدافع لهم نزوة طارئة أو نية خبيثة مبيتة!
حسن كل هذا فللقوم غرورهم، وللقوم اجتراؤهم، وليس لنا أن نقّوم ما اعوج من بعض الطبائع البشرية، ولكننا نتساءل ما هو جرمنا، وما هى خيانتنا للحق وللوطن؟!
تساؤل لا تهمنا الإجابة عليه، فنحن نعلم من نحن وما هى جهودنا فى سبيل الوطن وقضيته، وما كنا لنطرحه لولا حرص شديد منا على أن تتفكه الأمة قليلا بآخر مهزلة من مهازل بعض رجال الوفد!
وتحت عنوان «مهزلة» تبدأ روزاليوسف فى رصد بداية الخلاف مع الحكومة والوفد قائلة فى مقالها:
تربعت الوزارة «النسيمية» فى كراسى الحكم فكنا أول من أزال الغبار الممقوت الذى خلفته وزارات ممقوتة على تلك الكراسى، وقابلنا الوزارة الحاضرة بأصدق عبارات الترحاب ولم نتحول عن نصرة الوفد والدفاع عنه بذلك الحماس الذى لازمنا منذ أن أقبلنا على الوفد مختارين مدافعين، ثم حصل بعد ذلك أن أخذت الوزارة تتورط فى استسلامها لمطالب الإنجليز، فكانت عثرة تلتها عثرات انتهت بأن غاصت الوزارة إلى ذقنها فى تورطها، وكان لنا بحكم حرصنا على مصر وقضيتها لا سيما فى هذا المأزق الخطر الدقيق الذى ألغى فيه دستور البلاد ووقف شبح الحرب يهدد كيانها بالخراب، كان لنا أن ننتقد الوزارة على تصرفاتها وأن ننبهها إلى مغبة تهالكها فى إجابة المطالب البريطانية.
وكان أن غضب بعض رجال الوفد غضبتهم الأولى وأقبلت رسُل «النحاس» باشا ترجو تارة، وتتوعد أخرى بأن نوقف هذه الحملات، لماذا؟! لأن فيها إحراجًا لهيئة الوفد ورئيسه الوزارة قد قامت برعاية رجال الوفد وتعضيدهم!
وكان لنا أن نسجل موقفنا وغايتنا من نقد الوزارة وأن نذكر القوم بأن مصلحة البلاد فوق الأشخاص وأن نحدد موقفنا وغايتنا من قضية البلاد فكتبنا إلى سكرتير الوفد- مكرم عبيد- رسالة طويلة شرحنا فيها كل شىء، وكان الجواب على هذه الرسالة المتواضعة ردًا متعثرًا غامضًا فيه تهديد مضحك أجراه قلم الأستاذ «مكرم عبيد» بأسلوبه الرنان!
ثم ألقى إلينا أن لا نكتب إلا ما يلقيه فى روعنا «النحاس باشا» والأستاذ «مكرم» وسرعان ما جاءنا الوحى من مصدر الإلهام فإذا هو خبيث ملتو رخيص إن صح لشىء فلن ننظم القصائد المبتذلة فى حُسن نيات الوزارة وفى استماتتها فى حفظ حقوق البلاد فلم نجد بدًا من أن نغلق الباب!
وكانت الغضبة الثانية التى كان من جرائها أن أطلق علينا النحاس ومكرم “حذاء من الأحذية التى قبلت- كما هو شأنها دائما- أن تحتذى فى كل أرض موحلة، وكانت شتائم تلك الجريدة الصباحية التى تشين من تنطق بلسان حالهم أكثر مما تشين صاحبها!.. هذا هو اجتراؤنا وهذه هى جنايتنا وهذه هى خيانتنا للوطن”.
وللذكريات والمعركة بقية!






