عصام عبد الجواد
بيزنس المكملات الغذائية
طوفان من الإعلانات تغرق صفحات التواصل الاجتماعى وخاصة الفيس بوك تتحدث عن مكملات غذائية خاصة هذه الأيام ، أغلبها مخصصة للأطفال والمراهقين وتتنوع فى أشكالها، منها ما هو مخصص لتقوية الشعر أو العضلات أو البشرة أو للتقوية العامة وتنشيط الذاكرة ومنها أيضا المخصص لعلاج آلام العظام وأمراض الخشونة وأخرى لتعزيز النوم ومضادات الأكسدة التى تجد إقبالًا كبيرًا من المواطنين وتعلق الشركات المنتجة لهذه المستخلصات لافتات تؤكد فيها أنها مستخصلة من مواد طبيعية وليس لها أعراض جانبية بينما يصرخ الأطباء مطالبين الأمهات وأولياء الأمور بعدم شراء مثل هذه المنتجات من صفحات السوشيال ميديا كونها مجهولة المصدر ومشكوك فى حصولها على ترخيص من وزارة الصحة وحتى الموجود منها فى الصيدليات لا يجب تناولها أو شراؤها إلا بعد استشارة طبيب متخصص وتحت إشراف كامل منه.
ولكن الشعب المصرى يعيش هذه الأيام أجواء الشتاء وأجواء العام الدراسى، حيث تنتشر الأمراض الفيروسية والبكترية المعدية مثل أمراض البرد والانفلونزا بكل أنواعها وحتى فيروس كورونا الذى أصبح متوطنًا فى العالم كله ولحق به جدرى القرود ما جعل الأمهات تتكالب على شراء المكملات الغذائية لأطفالهن، خاصة التى تحتوى على مقويات للمناعة أبرزها فيتامين «سى ودى» وغيرهما بمعنى أن الطفل يتعرض لهذه العناصر منذ الصغر بوضع هذه المكملات فى اللانش بوكس الذى أصبح لا يخلو من علبة المالتى فايتمز جاميز وعبوة النوتيلا أو الشيكولاته السائلة المدعمة بالحديد لمقامة إصابة الطفل بمرض الأنيميا المنتشر بين أطفالنا، أما عن أدوية العظام وشد العضلات وزيادة التركيز وأعشاب المنوم وغيرها من الأعشاب فقد أصبحت تنتشر انتشارًا رهيبًا على كل صفحات السوشيال ميديا بدون ضابط أو رابط ويحصل أصحابها على ملايين الجنيهات من بيع هذه المنشطات أو الأدوية مجهولة المصدر وهى تباع بدون تصريح طبى أو روشتة طبية وبكل سهولة ويسر وحتى يزداد التأثير فى متلقى الإعلان تقوم الشركات المعلنة باستضافة شخصيات من المشاهير سواء كانوا فنانين أو من الشخصيات العامة فى المجتمع ليحكوا تجاربهم الناجحة جدًا مع هذا المنتج السحرى حتى يستطيعوا أن يقنعوا المتلقى بالمنتج الوهمى.
ورغم الحملات المستمرة التى تقوم بها أجهزة الدولة على أصحاب هذه المنتجات وتحويلهم إلى محاكمات عاجلة إلا أنهم فى النهاية قد حققوا أرباحًا بالملايين من وراء بيع منتجاتهم التى يصدقها الناس رغم تحذيرات الأطباء ووزارة الصحة ومطاردة الأجهزة الأمنية لها.
لذلك تحتاج إلى حملة توعية ضخمة من قبل كل الأجهزة ومن المجتمع المدنى للتحذير من خطورة هذه الأدوية التى تعرض حياة أولادنا وبناتنا للخطر وتحتاج إلى رقابة شديدة على مواقع التواصل الاجتماعى وعلى شاشات القنوات المجهولة التى تبث هذه الإعلانات ليل نهار لدرجة أن هناك قنوات لا تذيع أى شيء ولا تعرض أى برامج إلا المخصصة لفوائد هذه المنتجات المجهولة وعلى ضيوفها رغم أنهم ليسوا من المتخصصين لكنهم دائمون فى هذه البرامج ليحكوا عن فوائد هذه المنتجات الخطرة وهم أيضا لابد أن يدخلوا تحت قانون المحاسبة بتهمة الكذب والتضليل وانتحال صفة.
حفظ الله مصر وحفظ شعبها وقيادتها.