
عصام عبد الجواد
حفظ الله لنا الوطن
عندما يُجبر إنسان على هجر موطنه أو الخروج منه أو مغادرة أرضه، فإنه يشعر كأن روحه تغادر جسده، وأن مرارة الفراق تزداد يومًا بعد يوم، فاللوطن مكانة خاصة فى النفس لا يضاهيها أى مكان ومقدار فى القلب ومتسع فى الوجدان والحياة بعيدًا عن الوطن تكاد تكون مستحيلة فالشوق والحنين يظلان داخل الإنسان للعودة إلى وطنه مهما كان هذا الوطن، لذلك بات الحفاظ على الأوطان وصيانة مقدراته فرض عين وأولوية مقدم عما سواها فبدونها تصبح السماوات غريبة لا تأمن تحتها الاستقرار ولا تتطلع لآمال وطموحات ومستقبل من خلالها إلى ما نصبوا إليه.
إن مسئوليتنا جميعًا حيال وطننا الغالى تكمن فى الحفاظ عليه من كل ما قد يضربه وبمقدراته فلا فارق بين مؤسسات خاصة وعامة فكل شىء ملك للوطن فى الأول والآخر حيث إن المال العام ملك للجميع وأن أكبر مسئولية يجب علينا الحفاظ عليها هى سمعة الوطن وحمايته ضد كل غاصب أو محتل أو ضد كل فاسد أو مفسد يحاول زعزعة وحدة الوطن واستقراره.
إن ما يحدث من حولنا فى السودان وليبيا والعراق ولبنان واليمن وسوريا يجعلنا جميعًا نتحد ونقف على قلب رجل واحد من أجل هذا الوطن وعلى الجميع أن ينحو خلافاتهم جانبًا وأن يتركوا طموحاتهم وتطلعاتهم من أجل أن نحافظ على استقرار ووحدة مصرنا الغالية فكل ما يحدث حولنا يقول: إن العالم كله قد تكالب على منطقة الشرق الأوسط وخاصة المنطقة العربية التى أصبحت مهلهلة وممزقة من كل اتجاهاتها بل أصبحت أطماع الدول الكبرى تتجه بشكل مباشر إلى هذه المنطقة والكل يأمل ويتمنى أن تكون مصر هى الجائزة الكبرى لهم فكل هذه الدول التى تحطمت وتمزقت لا تساوى أى شىء أمام دولة مثل مصر التى تتميز عن كل هؤلاء بموقعها الجغرافى وثرواتها الضخمة وتحكمها فى حركة التجارة العالمية فمن يملك مصر بالتأكيد يملك العالم ويستطيع أن يسيطر على مقدرات العالم ولكن الله سبحانه وتعالى هو الحافظ لمصر ومن بعده جيشها وشعبها وقوة تماسك أبنائها، نحن الآن فى لحظة تاريخية مهمة سوف يذكرها التاريخ بأننا استطعنا الحفاظ على الوطن بالوقوف صفًا واحدًا لا فرق بين مؤيد ومعارض الكل يجب أن يكون فى موقع المسئولية لأن كل شىء يهون فى سبيل الحفاظ على الوطن وعلى مقدراته.
المرحلة الحالية تحتاج إلى يقظة من الجميع وتحتاج إلى وعى حقيقى لما يدور حولنا من مخططات شيطانية تحاول إسقاط الدول العربية الواحدة تلو الأخرى حتى أصبحت المنطقة على صفيح ساخن.
مصر بلد الأمن والأمان ويجب أن نحافظ عليها بقوة تماسكنا ووقوفنا خلف جيش مصر العظيم وقيادتها حتى نستطيع أن نقف أمام كل أعدائها فى الداخل والخارج وأن نضرب المثال للعالم أجمع بقوة وحدتنا وتماسكنا جميعًا من أجل مصرنا الغالية.
حفظ الله مصر قيادة وشعبًا وجيشًا.