الأحد 26 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حصاد المشهد الثقافى لعام 2024

من أهم الأحداث التى شهدتها الساحة الثقافية فى مصر مبادرة رئيس الجمهورية «بداية جديدة لبناء الإنسان» والتى تبنتها مؤسسات الدولة وعلى رأسها وزارة الثقافة  حيث أعلن  د.أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة انطلاق فعاليات وزارة الثقافة المصرية ، حيث قدمت وزارة الثقافة مجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة والبرامج والورش، من خلال قطاعاتها المنتشرة فى أرجاء الجمهورية، للوصول بالخدمة الثقافية والفنية لمختلف الشرائح المجتمعية، تحقيقًا للعدالة الثقافية، وتفعيلًا لاستراتيجية الدولة التنموية لبناء الإنسان.



وأشار وزير الثقافة، إلي أن الوزارة تعمل على تنفيذ رؤية الدولة المصرية بالمشروع القومى للتنمية البشرية وبناء الإنسان، حيث حرصت وزارة الثقافة على تحقيق التكامل مع أكثر من 30 وزارة وهيئة ومؤسسة ومركز قومى ضمن مبادرة “بداية جديدة “لبناء الإنسان، وتعزيز قدراته، واستثمار طاقات الأطفال والشباب وإمكاناتهم، من خلال برامج ثقافية وإبداعية تهدف إلى تمكينهم وتطوير مهاراتهم، وتعكس عراقة تراثنا وتاريخنا، وتُعزز من روح الابتكار والإبداع بين المواطنين بمختلف أعمارهم، كما قدمت وزارة «السياحة والآثار» سلسلة تعريفية على مستوى متاحف مصر للتواصل مع الأطفال والشباب وكبار السن لتعريفهم بمعالم الحضارة المصرية وربط الماضى بالحاضر من أجل مستقبل هذا الوطن.

قال د.حسين محمود مقرر لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة وعميد كلية اللغات والترجمة بجامعة «بدر» إن شيوع الاستخدام الثقافى لتطبيقات الذكاء الاصطناعى التوليدى مثل تشات جى بى تى والذى باستطاعته إنتاج أعمال أدبية وفنية مشابهة لما ينتجه الإنسان يعد من الأحداث الثقافية المهمة التى شهدها عام 2024.

وأشار حسين إلي أن هذا الأمر دعا إلى تكثيف الحديث عن عصر ما بعد الإنسانية أو بوستهيومانيزم، وكان هذا موضوع مؤتمر دولى كبير استضافته جامعة بدر بالقاهرة.

ولم يكتف مقرر لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة بشيوع الاستخدام الثقافى لتطبيقات الذكاء الاصطناعى باعتباره حدثا ثقافيا بارزا بل عرج على رحيل اثنين من كبار رموز الفن والإبداع المصرى وهما الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة والرسام حلمى التونى.

وتوقف الروائى سمير الفيل، أمام مهرجان المسرح الخامس عشر للعروض القصيرة بجامعة الفيوم ومهرجان القاهرة للمسرح التجريبى الدورة 31 والتشغيل التجريبى الجزئى للمتحف المصرى الكبير، كأكبر متحف على مستوى العالم وازدهار حركة الفن التشكيلى والاكتشافات الأثرية المتتالية التى تشير إلى وجود ثروة لا تقدر بثمن للمصريين القدماء العظام مشيدا بتدشين المجلة الإلكترونية «حرف» بما يشير إلى توسع فى الدوريات والكتب الإلكترونية بشكل منهجى وتحول عدد من الشعراء للرواية من أبرزهم: أحمد فضل شبلول.

كما يجدر الإشارة إلى فوز الروائى سمير الفيل  بجائزة الملتقى فى القصة القصيرة العربية بالكويت فى دورتها السادسة  

تقول الشاعرة شيرين العدوى عضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة أن هذا العام شهد أيضاً  إصدار الأعمال الشعرية الكاملة لرئيس اتحاد كتاب مصر د.علاء عبدالهادى، وفوز بيتر جيران بجائزة طه حسين باتحاد كتاب مصر وهى خطوة جادة ناحية الإنصاف التاريخى ، وكذلك افتتاح إذاعة الأدب العربى الخاصة باتحاد كتاب مصر.

أهم الإصدارات

وعلى الساحة الأدبية فقد شهد عام 2024 غزارة فى الإنتاج الأدبى بمختلف تصنيفاته من حيث أدب الرعب أو كتب السير الذاتية أو الكتب العلمية وأدب الرحلات والرومانسية وغيرها من الإصدارات المشوقة مثل رواية «الشيخ الأحمر» الصادرة عن دار الشروق للروائى والشاعر اللبنانى الكبير عباس بيضون،  وجاء على غلاف الرواية: فى أثناء الحقبة العثمانية، نتتبع حكاية «الشيخ الأحمر» الذى ينشأ فى الجنوب اللبناني، ثم يسافر إلى العراق ليدرس علوم الدين، لكنه يولع بالفلسفة، الأمر الذى يكسبه لقبه هذا، ويولع النساء ويتمتع بالكثير منهن، فى غالبهن أرامل ومطلقات، ما كان يعتبر فى ذاك الوقت تحصينا لهن وحماية من الزلل.

وهناك أيضاً كتاب «المرأة المصرية والنضال الوطنى (1919 – 2022)»، الصادر عن دار الكتب والوثائق القومية برئاسة الدكتور أسامة طلعت، وهو من إصدارات مركز تاريخ مصر المعاصر بدار الكتب وكتب له التصدير الدكتور أحمد زكريا الشلق، ومن تحرير الدكتورة إلهام ذهنى والدكتور صالح محمد عمر.

ويضم الكتاب عدة دراسات تاريخية عن المرأة المصرية ودورها فى النضال الوطنى من بينها: «المرأة والتنظيمات السياسية لثورة 23 يوليو»، «المرأة فى السويس»، «نماذج من كفاح المرأة المصرية ضد العدوان الثلاثي»، «النضال البرلمانى للمرأة المصرية»، «الحقوق السياسية للمرأة فى الدساتير المصرية» وغيرها من الدراسات المهمة.

أما كتاب علماء مصريون عظماء وقصص نجاحهم الملهمة «العلماء المجمعيون» من تأليف الدكتور حامد عبدالرحيم عيد، فقد صدرعن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهى الدين، ضمن إصدارات سلسلة دنيا العلم، ويلقى الكتاب الضوء على كوكبة من أعاظم الأساتذة فى كل فروع العلوم الطبيعية فى الرياضيات والفلك والطب والكيمياء والجيولوجيا والجغرافيا، نما انتماؤهم لمصر فى ذلك الوقت وتمازجت أرواحهم فى كيان واحد وهو الكيان المصرى.

أما كتاب «الكلمات الإيطالية المشتقة من اللغة العربية»، فهو دراسة لغوية مقارنة، للدكتور لويجى رينالدي، ترجمة الدكتور عبد الله عبد العاطى النجار، والدكتور عصام السيد علي، وقد صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهى الدين، وضمن إصدارات سلسلة الألف كتاب الثانى.

وصدر أيضاً  كتاب «كيف تصنع طفلاً ناجحًا» للكاتب عمار كمال، عن دار نشر الهرم ويقول عمار كمال فى مقدمة كتابه، الذى احتوى على 3 فصول» إن تربية الأطفال مهمة ليست سهلة، فلا شك أنها مسئولية كبيرة، فهناك الكثير من التطورات التى طرأت على أساليب التربية، ومن أهم هذه الأساليب الاستماع للطفل والاهتمام بحالته النفسية والجسدية، ومساعدته على تعلّم الانضباط والقواعد السلوكية العامة بصورة بسيطة دون تخويف الطفل أو عقابه.

وضمن إصدارات سلسلة أدباء القرن العشرين صدرت المجموعة القصصية «حواديت عم فرج» للكاتب الكبير نعمان عاشور عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وهو عبارة عن مشاهد اجتماعية لحياة الطبقات الشعبية، على مستوى البيت أو العمل أو المقهى،  ويرتسم  السارد فى المجموعة على هيئتها، متميزا بوعى اجتماعى مرهف تجاه حكيه وتحديدًا على مستوى الشخصية، ويستقل بحكيه مرة، ويلتبس بصوت إحدى شخصياته أخرى، ويسمح لصوت إحدى هذه الشخصيات بالحضور صوتيا ثالثة.

وصدرت رواية «سجين الصدمة» للكاتب الصحفى محمد فؤاد والصادرة عن دار “ض” للنشر والتوزيع، وتدور أحداث الرواية حول أدب الرسائل فى مستشفى للأمراض العقلية ومحاولة الطبيب معالجة مرضاه بالكتابة، وهى الطريقة التى اكتشفت من قبل لعلاج الأمراض النفسية والعصبية، وتتوالى الأحداث داخل الرواية فى إطار من الدراما والتشويق.

كما صدر كتاب «حكايات أفلامنا» للناقد السينمائى الدكتور ناجى فوزى، عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، وذلك ضمن إصدارات الهيئة بسلسلة «آفاق السينما»، وقد جاء الكتاب فى تسعة فصول؛ الأول: ثنائيات زوجية، الثانى: أفلام أصبحت فى علم الغيب «مشروعات أفلام لم تخرج إلى النور»، الثالث: إغواءات شيطانية، الرابع: لعبة الأسماء.. غواية محيرة، الخامس: ضيف الشرف، السادس: السينما والبوليس، السابع: خناقات وراء الأفلام، الثامن: النضج على نار تراجيدية هادئة، التاسع: إنه دائمًا الغائب الحاضر.

 وفى تجربة جديدة للكاتب أشرف العشماوى  صدر كتاب «مواليد حديقة الحيوان» عن الدار المصرية اللبنانية، حيث يضم ثلاث روايات قصيرة تدور أحداثها فى المسافة الفاصلة بين الواقع والخيال، يربط بين هذه الروايات خيط سردى شفاف عن أحلام عادية وآمال مشروعة وطموحات مقبولة لأبطالها، لكنهم يتورطون فى مواقف تفوق طاقة كل منهم، يحاولون الخروج منها كلٍ بطريقته لتنقلب حياتهم بصورة غير مسبوقة فتصبح كل الصور خادعة.

رواية «المسحورة» للكاتبة رشا سمير، عن الدار المصرية اللبنانية، وهى الإصدار الحادى عشر للكاتبة بعد عدة روايات ومجموعات قصصية، تتناول رواية «المسحورة» تقاليد الأمازيغ وأساطيرهم وعاداتهم وتاريخهم البعيد، وتتلاحق الأحداث ما بين العشق والغموض والأساطير، حيث يلتقى أبطال الرواية عن طريق صدفة لا تربطهم فيها إلا أحلامهم الصغيرة فى مغامرة كبيرة يبحثون فيها عن الأمل.

رحيل الرواد

من جانبه قال الروائى “سمير الفيل” أن هناك مجموعة متنوعة من الأحداث المهمة التى شهدتها الساحة الثقافية هذا العام ، ومنها رحيل الكاتبين المسرحيين: محمد أبوالعلا السلاموني، وعبدالغنى داود، ورحيل الشاعر الكبير محمد إبراهيم أبوسنة.