الجمعة 14 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الملتحين» أدواتهم لاختراق «الداخلية»

خانوا ما عاهدوا الله عليه وحنثوا بقسمهم فى الدفاع عن مصر وشعبها، وشكلوا خطرًا بالغًا على الأمن والسلم الاجتماعى، وانتفض ضدهم المصريون بعد أن كشفوا عن معتقداتهم الفكرية وانتماءاتهم السياسية، أطلقوا اللحية ظنًا منهم أن الشعب سينخدع بإيمانهم المزيف، خالفوا القواعد العسكرية، وأعلنوا العصيان على الأوامر النظامية التى ارتضوها عند التحاقهم بالعمل فى وزارة الداخلية، خاصة أنهم ارتموا فى أحضان الإرهابية بعد وصولهم لسدة الحكم، تعاطفًا وفكرًا وتنظيميًا، معلنين الولاء لهم وليس لجهة عملهم، لكن الأجيال لا تنسى، والشهود لا زالوا يتذكرون.



من جانبه قال اللواء رضا يعقوب، خبير مكافحة الإرهاب الدولى، إن العُرف داخل القوات المسلحة، ووزارة الداخلية، التزام المنتسبين لهم بقوانين العمل فيهم، ويميزهم شكل واحد، وأهمه عدم إطلاق لحاهم، مشيرًا إلى أن هؤلاء الضباط خالفوا القواعد العسكرية، وأطلقوا اللحية وهم يعلمون قوانين العمل فيها التى تلزمهم بقص الشعر وحلق اللحية، ومن يخالف القواعد الانضباطية يؤخذ تجاهه إجراءات تأديبية، سواء فى المعاهد التعليمية أو مراكز قوات التدريب، كما أعلنوا العصيان على الأوامر النظامية التى وافقوا عليها عند التحاقهم بوزارة الداخلية.

وتابع: «الضباط الملتحون “خونة”، لأنهم خانوا أنفسهم قبل الوطن، وسبحوا فى موجة الإخوان التى تتعارض مع الشعب والوطن، والوزارة قامت بفصل جميع الضباط الملتحين التابعين لعناصر الإرهابية، بعد أن ثبت تورطهم فى تسهيل دخول العمليات الإرهابية، وتسريب المعلومات، وأنهم الغطاء الأمنى للكتائب المسلحة الموجودة فى هذا الوقت”، مضيفًا أن عمليات التطوير مستمرة داخل أجهزة الوزارة، وإدارة قائمة بذاتها لعملية فحص الضباط والعاملين فى هذا الجهاز، لمراقبة عملهم، وفحص الشكاوى وسلوكياتهم وتحركاتهم منذ تاريخ دخولهم الخدمة، علاوة على أن هناك حالة من اليقظة لمنع اعتناق الأفكار الجهادية والمتطرفة.

وأكد ماهر فرغلي، المختص فى شئون الجماعات الإرهابية، أن الضباط الملتحون كلهم من التيار السلفي، التحقوا بأكاديمية الشرطة، وتوغلوا داخل وزارة الداخلية، ولم يظهروا أفكارهم السلفية إلا بعد أحداث 25 من يناير2011، مشيرًا إلى أنهم حاولوا نشر الدعوة السلفية بين صفوف ضباط وأفراد الشرطة، من أجل تكوين جبهة سلفية داخل أجهزة الأمن تتنافس مع الجماعة المحظورة فى السيطرة على الوزارة والدولة، تحت شعارهم المزعوم، المسمى بـ“المشروع الإسلامى”.

وأوضح أن خلايا الإرهاب نتجت من “السلفية”، التى خرجت منها الجبهة السلفية، وحركة حازمون، والمجموعات المسلحة، متابعًا أنه حدث تواصل بين هذه المجموعات وتنظيم داعش، وسرعان ما اختفى الضباط الملتحون فى الجحور بعد ثورة  30 يونيو العظيمة، التى استطاع المصريون من خلالها إزاحة جماعة الإخوان الإرهابية عن حكم البلاد، مواصلا أن المصريين سطروا ملحمة عظيمة فى ثورة 30 يونيو، عندما خرجوا جميعا وعلى قلب رجل واحد فى الشوارع والميادين، مُعلنين رفضهم لاستمرار حكم جماعة الإخوان الإرهابية للبلاد.

وأكد اللواء أحمد يحيى الجحش، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، أن الجماعة المحظورة استهدفت تدمير الدول العربية، والقضاء على مقدرات شعوب المنطقة، موضحًا أن المصريين كانو يعلمون بتلك المخططات التى كانت ستنال من أمن واستقرار المنطقة ومساعى الجماعة التى هددت الأمن القومي، وحاولت القضاء على هذا المفهوم، والدولة الوطنية.

وأضاف أن ثورة 30 يونيو أوقفت المشروع الإخوانى، وكان لها دور كبير فى الحفاظ على الدولة من خلال قيادة وطنية وضعت مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وغيرت مسيرة الدولة إلى الأفضل فى كل المجالات، موضحاً أن ثورة 30 يونيو أعادت مصر المسروقة من جديد.