السبت 8 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العالم يترقب صندوق مفاجآت «ترامب»

لم يدخر دونالد ترامب الرئيس الأمريكى لحظة بعد تنصيبه الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، إذ بدأ فترة رئاسته بتوقيع سيل من القرارات والأوامر التنفيذية المثيرة للجدل التى تعكس رغبته الشديدة فى تشكيل أمريكا والعالم على وقع أجندته، حيث أصدر عقب انتهاء مراسم تنصيبه سلسلة من الأوامر التنفيذية تستهدف المهاجرين وإنهاء عضوية بلاده فى منظمة الصحة العالمية واتفاقية باريس للمناخ.



وحسب ما أوردته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، كشف ترامب، خلال حفل عشاء أُقيم عشية تنصيبه للمتبرعين لحملته، أنه سيوقع فور تنصيبه نحو 100 أمر تنفيذى وبجرة قلمه سوف يلغى ما وصفه بعشرات القرارات المدمرة والمتطرفة والإجراءات التى اتخذتها إدارة “بايدن”.

وذكرت صحيفة الجارديان، أن قرارت الإدارة الأمريكية الجديدة تستدعى ما سبق أن أعلنه “ترامب” فى لقاء مع “شين هانتى” مذيع قناة فوكس نيوز خلال حملته الانتخابية أنه لن يكون ديكتاتورًا إلا فى “اليوم الأول” فقط، وسيستخدم سلطاته الرئاسية لإغلاق الحدود الجنوبية مع المكسيك وتوسيع حفر النفط.

وكانت الوتيرة المتسارعة لقرارات “ترامب” بمثابة صدمة ولطمة للعالم والمهاجرين، حيث وعد فى خطاب تنصيبه بأن هذه الأوامر ستكون بمثابة “استعادة كاملة لأمريكا”.

بالنسبة للشرق الأوسط، أبدى “ترامب” فى خطاب تنصيبه، شكوكه بشأن استمرارية اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة بين إسرائيل وحماس، الذى دخل حيز التنفيذ قبل يومين من حفل تنصيبه وأشار إلى أن الوضع فى القطاع الفلسطينى المكتظ بالسكان يشبه “موقع هدم ضخم”، داعيا إلى إعادة بناء غزة بطريقة مختلفة.

وألغى الرئيس الأمريكى الجديد، أمرا تنفيذيا أصدره سلفه “بايدن” العام الماضي، كان يفرض عقوبات على مستوطنين إسرائيليين متورطين فى أعمال عنف بالضفة الغربية، واعتبر البيت الأبيض أن هذه الخطوة تتماشى مع سياسة ترامب فى دعم إسرائيل.

ودعا ترامب نظيره الروسى فلاديمير بوتين لإبرام صفقة سلام لإنهاء الحرب الأوكرانية، مشيرا إلى أن استمرار الحرب يعمق الأزمة الروسية.

إنهاء حق المواطنة بالولادة

يأتى القرار على رأس باقة من الأوامر التنفيذية المتعلقة بالهجرة، حيث ينهى قانونًا أمريكيًا شهيرًا يعطى حق الجنسية التلقائية للأطفال المولودين على أرض أمريكية من المهاجرين فى البلاد بشكل غير قانونى، والتى ستبدأ بعد 30 يومًا من اليوم، حيث يستهدف القرار الأم التى دخلت البلاد بشكل غير قانونى ولم يكن الأب مواطنًا أمريكيًا أو مقيمًا دائمًا قانونيًا وقت الولادة.

إعلان حالة الطوارئ على الحدود الوطنية

أعلنت الإدارة الأمريكية الجديدة حالة الطوارئ على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، إلى جانب العديد من السياسات الصارمة المتعلقة بالهجرة، لإيقاف دخول البلاد بطرق مخالفة وإعادة الملايين من الأجانب المجرمين إلى الأماكن التى أتوا منها”، وفق ما قال ترامب فى خطاب تنصيبه.. ويعنى القرار إرسال قوات أمريكية إلى الحدود الجنوبية، ويستعد المهاجرون فى أمريكا لتنفيذ وعد ترامب وهو بدء “أكبر برنامج ترحيل فى تاريخ أمريكا”.

كندا والمكسيك

أرجأ الرئيس الأمريكى قرار فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك، بسبب ما وصفه بتسهيلهما عبور المخدرات والأفراد عبر الحدود حتى فبراير المقبل لحين التباحث مع رئيس الوزراء الكندى المستقيل. 

منظمة الصحة العالمية

وقع “ترامب” على أمر انسحاب بلاده من منظمة الصحة العالمية التى كان قد هاجمها فى السابق بسبب طريقة مكافحتها لوباء كوفيد، متهمًا المنظمة بخضوعها للتأثير السياسى لأعضائها وأنها تحتال على بلاده بمطالبتها بأموال باهظة بعكس الصين.

وترجمته أن أمريكا ستنسحب من المنظمة خلال عام وتقطع جميع مساهماتها المالية فى أنشطة المنظمة، حيث إن الولايات المتحدة هى أكبر داعم مالى لوكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة.

إعادة تسمية خليج المكسيك

 أمر ترامب بإعادة تسمية خليج المكسيك إلى “خليج أمريكا”، وسيعيد تسمية جبل دينالى فى ألاسكا باسم جبل ماكينلى، وهو التغيير الذى أجراه الرئيس الأسبق باراك أوباما لأول مرة فى عام 2015 ليعكس تقاليد سكان ألاسكا الأصليين وحجته تجديد ركائز الحضارة الأمريكية.

اتفاقية باريس للمناخ

كما وقع على أمر تنفيذى بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015، وهى المرة الثانية لأمريكا بعد انسحابه من الاتفاقية فى فترة رئاسته الأولى، وينكر “ترامب” الاعتراف بحقيقة تغير المناخ وارتفاع حرارة الأرض بسبب الوقود الأحفورى والدول الصناعية الكبرى.

وتضمنت أوامر الرئيس الأمريكى مجموعة من القرارات الخاصة بالطاقة والمناخ، منها إلغاء أهداف السيارات الكهربائية، حيث ألغى أمرًا تنفيذيًا غير ملزم وقعه بايدن يهدف لجعل نصف جميع السيارات الجديدة المباعة فى عام 2030 كهربائية، كما وعد بإلغاء معايير تلوث السيارات التى أقرتها إدارة بايدن فى الربيع الماضى.. ويزعم أن قرار بايدن يخرب الصناعات الوطنية الأمريكية فى حين تتسبب الصين فى تلوث البيئة دون عقاب.

سهولة فصل الموظف الفيدرالى

أعاد الأمر التنفيذى لترامب تصنيف آلاف الموظفين الفيدراليين باعتبارهم موظفين سياسيين، مما يجعل فصلهم أسهل بكثير، لمكافحة ما أطلق عليه الدولة “الإدارية” أو “العميقة”.. وهو ما يضمن لإدارته فصل الموظفين المدنيين الذين يُعتبرون غير موثوقين سياسيًا واستبدالهم بالمحافظين، وهو ما عده المراقبون عودة للحركة المكارثية التى انتشرت فى المجتمع الأمريكى فى الستينيات من القرن العشرين.

حالة الطوارئ الوطنية للطاقة

أعلن ترامب حالة الطوارئ الوطنية للطاقة كجزء من سلسلة من الإجراءات والجهود المؤيدة للوقود الأحفورى “لإطلاق العنان” لإنتاج الطاقة المزدهر بالفعل فى الولايات المتحدة والذى تضمن أيضًا التراجع عن القيود المفروضة على الحفر فى ألاسكا وإلغاء وقف صادرات الغاز، ما يتيح لإدارته تسريع التصاريح للبنية التحتية الجديدة للوقود الأحفورى، كجزء من جهد أوسع نطاقًا للتراجع عن سياسة المناخ.

إلغاء 78 إجراءً تنفيذيًا لبايدن

 أمر ترامب بإلغاء 78 إجراءً تنفيذيًا فى عهد بايدن، بما فى ذلك 12 قرارًا لدعم المساواة العرقية وتكافح التمييز ضد المثليين والمتحولين جنسيًا، وتعكس أوامره إلغاء التنوع والمساواة العرقية فى المجتمع الأمريكى. 

لا للميول الجنسية الأخرى

وقع الرئيس الجديد على قرار لإزالة “إرشادات أيديولوجية الجنس” من اتصالات الحكومة الفيدرالية وسياساتها ونماذجها، ليجعل الأمر من السياسة الرسمية أن هناك “جنسين فقط، ذكر وأنثى”، ما يعنى إبطال القوانين التى تحمى من التمييز الجنسى.

إيقاف حظر “تيك توك”

وقع ترامب على أمر تنفيذى يؤخر مؤقتًا إنفاذ الحظر الفيدرالى على تيك توك لمدة 75 يومًا على الأقل، بهدف رسم “مسار مناسب للمضى قدمًا” لحماية الأمن القومى وعدم إغلاقه فجأة وهو ما يتناقض مع إغلاق التطبيق الشهير فى ولايته الأولى، ويعتقد البعض أن تغيير موقفه ينبع لشعبيته على التطبيق وهو ما استفاد منه فى وصوله للبيت الأبيض.

إطلاق سراح مقتحمى الكونجرس

وأصدر ترامب عفوا عن نحو 1500 من أنصاره الذين اقتحموا مبنى الكونجرس فى السادس من يناير 2021، وسيوجه وزارة العدل برفض القضايا.

كوبا والإرهاب

ألغى الرئيس الأمريكى قرار رفع كوبا من قائمة الدول الراعية للإرهاب الذى كان سلفه جو بايدن قد أعلن عنه قبل أيام فى إطار تشجيع مبادرة للكنيسة الكاثوليكية للإفراج عن “عدد كبير من السجناء السياسيين” الكوبيين.

وينتظر العالم ما سيحمله صندوق “الباندورا” لترامب من مفاجآت خلال الأيام المقبلة، حيث يتوقع مزيد من القرارات الصادمة والحاسمة، تتعلق بالشرق الأوسط وحلف شمال الأطلنطى “الناتو” والصين وسباق الفضاء.