أهلا بك فى ساحة الشرف هنا المظلات

رجال المستحيل يهبطون من السماء لتنفيذ الإنزال الجوى وعمليات

 فى عمق العدو وتأمين مناطق استراتيجية والإنقاذ والإغاثة

أهلا بك فى ساحة الشرف هنا.. إيمان – جهاد – فداء.. هنا قوات المظلات.. رجال يحلقون بمظلاتهم فوق السحب لتنفيذ المهام شبه المستحيلة هى وحدات خاصة ضمن تشكيلات القوات البرية خفيفة الحركة سريعة الانتشار تستغل قدرة الطائرات فى التغلب على الزمان والمكان، وتستغل خفة حركتها فى سرعة المناورة لتنفيذ مهام فى عمق العدو التكتيكى والتعبوى والاستراتيجى.

تنفذ عمليات الإنزال الجوى وتأمين نقل الأفراد والمعدات خلف خطوط العدو والإبرارات الجوية للعمليات والإغارات على منشآته ومعسكراته ودعم القوات البرية فى الأعمال القتالية وتأمين مناطق استراتيجية وعمليات الإنقاذ والإغاثة فى حالات الطوارئ.

قوات المظلات عمرها٧٥ عامًا سجلوا فيها قصصًا وبطولات لا تنسى فقد شاركت فى تنظيم المقاومة الشعبية بمدينة السويس الباسلة والدفاع عن الإسماعيلية ضد العدوان الثلاثى 1956، كما أسهمت فى مسرح العمليات بحرب اليمن «1962-1967» وخلال حرب الاستنزاف سطر أبطال قوات المظلات ملحمة بطولية فى التصدى لقوات العدو بمعركة رأس العش شرق بورفؤاد «يونيو 1967» وبفضل بسالتهم فى القتال ظلت رأس العش النقطة الوحيدة الحرة بسيناء.

وفى حرب أكتوبر، دعمت قوات المظلات أعمال قتال الجيوش الميدانية بكتائب المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات والتى عبرت ضمن الموجات الأولى وكبدت العدو خسائر فادحة حتى أن أبطالًا مثل الرقيب عبدالمعطى عيسى «صائد الدبابات»، والرقيب أول محمد المصرى استطاع كل منهما أن يدمر أكثر من 25 دبابة/ عربة مدرعة للعدو الإسرائيلى.

واستمرت جهود قوات المظلات لتشارك فى مهام حفظ السلام فى العديد من الدول.

وفى أحداث يناير 2011، اشتركت فى تأمين الجبهة الداخلية للسيطرة على حالة الانفلات الأمنى، وتأمين المنشآت الحيوية والمهمة بالدولة والميادين الرئيسة، وصولًا للقضاء على الإرهاب فى سيناء والمساهمة فى توصيل المساعدات الإنسانية لأشقائنا فى غزة خلال الحرب الأخيرة.

فى قوات المظلات العنصر البشرى هو كل شيء فى أداء المهام لذا يتم إعداده إعدادًا خاصًا، فقراره قد يكون نتيجته نجاح مهمته أو فقد حياته، ويمتلكون أحدث ما وصل إليه العالم من أسلحة وتكتيكات، ولكن كيف يتم إعداد الفرد المقاتل ليكون عنصرًا فوق العادة... خلال جولة لروزاليوسف داخل وحدات المظلات بصحبة قادة القوات كان الأداء دقيقًا وباهرًا لضباط وضباط صف ومجندين.. وكانت المفاجئة أن العناصر التى رأينا تدريبها وكفاءتها قد نجحت القيادة أن تجعل منهم أبطالًا فى ثلاثة أشهر فقط وهذا بالنسبة للشباب المصريين المجندين ولكن كيف ذلك.. نعم هو يتم على مرحلتين

>> المرحلة الأولى.. ٤٥ يومًا أساسيات إعداد بطل 

وخلال هذه المرحلة يتم فيها زيادة اللياقة البدنية بمعدلات تصاعدية ويتم التدريب على بعض الأسلحة البسيطة بالإضافة للتوجيه المعنوى لدعم الولاء والانتماء والشحن المعنوى حتى يؤمن الفرد بما يفعل ويتحقق له الرضا النفسى والسعادة بما يقوم به ويتعلمه.. ويتم التعامل معه لتحويله من الحياة المدنية للعسكرية ببساطة ويسر (خطوة خطوة ) فى مرحلة التدريب الأساسى ليتعلم أساسيات كل شيء

(إزاى هيمشي، إزاى ياكل، إزاى يشرب، إزاى يمسك السلاح، إزاى يتعامل مع السلاح، إزاى يفكه، إزاى يركبه، إزاى ينفذ الرماية، إزاى يستخدم البوصلة، إزاى يستخدم النظارة وغيره... 

المقاتل يبدأ يومه مبكراً بطابور اللياقة، الذى يجرى خلاله الفرد من ٨ إلى١٠ كم، ويتم تأهيله بعناية، من أجل تسهيل الحركة عند القفز بالمظلات، بالإضافة إلى تدريبات للأرجل، وعضلات القدم واليدين.

وممارسة الرياضة، مثل الكرة والتمارين العضلية، ثم فترة الاستحمام وبعدها طابور الإفطار، فى ميس الوحدات، حيث يقدم للفرد، وجبة متكاملة، وهناك تدريبات تجرى على مدار اليوم، تتخللها فترات راحة وصلاة ووجبات رئيسة، بالإضافة إلى فترة الاستراحات، ومع نهاية الشهر ونصف الشهر، يصبح الفرد مؤهلًا بدنيًا ونفسيًا وذهنيًا.

 المرحلة الثانية.. بطل جاهز لتنفيذ المهام

فى هذه الفترة التخصصية التى تستمر لمدة ٤٥ يومًا تبدأ بفرقة القفز الأساسية، وذلك بعد اختبارات للتأكد من اللياقة الطبية والبدنية وخلال الفرقة بمدرسة المظلات يمر بالهياكل والمعدات التى منها جهاز الأبواب الهيكلية التى تحاكى الطائرة وأجهزة السوينجات والتخلص من الليات والمدرجات والسلالم وعمود الهواء وغيره ثم بعده انتهاء فرقة القفز التى يحصل عليها جميع عناصر المظلات عسكرى أو صف ضابط أو ضابط.

ينضم المجند للوحدة التابع لها لأخذ التدريب الأرقى وهو التكتيكات وتحركات ويكون جاهزًا لتنفيذ المهام وهؤلاء يتحركون فى تطور مهارى لا ينتهى وتدريب دائم جعل منهم مطلبًا من الدول الشقيقة والصديقة لتنفيذ التدريبات المشتركة للاستفادة من قدراتهم وخبراتهم.

 فرقة المظلات 

هى فرقة الكفاءة العليا بقوات المظلات يحصل عليها الضابط أو الصف ضابط بالقوات المسلحة لمدة ٤ أسابيع يتدرب خلالها على القفز وتنفيذ المهام والعديد من المهارات القتالية كما يحصل الضابط والصف ضابط بالمظلات على عدد من الدورات والفرق مثل القفز الحر وغيرها وقد تم بالمضلات تنفيذ ٨٩ فرقة قفز حر من مسافة تزيد على ١٤ ألف قدم والتى كانت أول فرقة فى ٢٦ إبريل ١٩٥٦ وكانت آخر فرقة انتهت فى فبراير ٢٠٢٤ وضمت تلك الفرق مئات الأبطال الذين أسهموا فى العديد من الأعمال البطولية

وخلال جولتنا شاهدنا الأبطال، بمعدات الطيران الشراعى والتى تستخدم لتنفيذ المهام الخاصة لقوات المظلات وتتميز بخفة الحركة والقدرة العالية على المناورة.

وقدمت قوات المظلات تشكيل التقاطعات الجانبية ليظهر مدى الاحترافية التى وصل إليها قائدو المعدة الدلتا فى تنفيذ التقاطعات الجانبية الحادة فى دقة ومهارة وتوقيت متزامن.

وظهرت معدات الطيران بالمظلات وهى تنفذ إخلاء حاد جانبي، وقدمت تشكيلًا هرميًا يظهر التحكم فى المعدة والقدرة العالية على المناورة.

وخلال جولتنا بوحدات المظلات التى اصطحبنا فيها طلاب من عدد من الجامعات المصرية من قناة السويس والجامعة الصينية وغيرهما تم تنفيذ محاكاة اعترافية لأعمال مكافحة الإرهاب، وتطهير البؤر الإرهابية، والقتال داخل المدن، بما يمكنها من تنفيذ كل المهام تحت مختلف الظروف، كذلك إجراءات التجهيز والتحميل للمعدات والاحتياجات الإدارية المستخدمة فى أعمال الإسقاط الثقيل والمتوسط.

وتنفيذ عدد من الأنشطة التدريبية المتقدمة لمقاتلى المظلات داخل ميدان التدريب على الاقتحام الجوى، تضمن المهارات القتالية، والبدنية، واجتياز، وعبور الموانع المختلفة متدرجة الصعوبة، والتعامل مع الأهداف المعادية، وكذا مهارات القتال المتلاحم، والسيطرة على الخصم، وعدد من التكتيكات الصغرى، والمهارة فى الميدان، وتنفيذ مجموعة من الرميات غير النمطية، التى أبرزت الدقة والمهارة العالية فى التعامل مع الأهداف.. لينتهى اليوم التدريب بمعرفة كفاءة فرد المظلات الذى هو العنصر الأهم من السلاح والمعدة وسط هتاف يزلزل الأرض «إحنا مظلات الله أكبر.. نقتحم اليابس والأخضر.. كتاب الله بإيدينا أقسمنا يمينا لن نقهر».