منصات دعم الإبداع الحر جديد معرض الكتاب
![](/UserFiles/News/2025/02/06/435365.jpg?250208190000)
ياسمين علاء
يُمثل معرض القاهرة الدولى للكتاب 2025 حدثًا ثقافيًا بارزًا يجمع تحت سقفه نخبة من الأدباء، الناشرين، والفنانين. وفى جولة داخل معرض القاهرة الدولى للكتاب 2025، التقت «روزاليوسف » عددًا من منصات الدعم الإبداعى الحر التي تسعى إلى تسهيل عملية النشر والتوزيع للمؤلفين، الناشرين، والفنانين والمصورين. تهدف هذه المنصات إلى تمكين المبدعين من نشر أعمالهم بسهولة، من خلال توفير خدمات متطورة تشمل النشر الذاتي، الطباعة عند الطلب، والفرص الرقمية للوصول إلى الجمهور المستهدف. وخلال السطور التالية نستعرض تلك المنصات الرقمية التي تستهدف دعم الإبداع الحر فى العالم العربي.
«سماوى» .. منصة النشر الذاتى
أشار أحمد دسوقي، مدير الشراكات فى مِنصة «سماوى»، أن تلك المِنصة تُعد واحدة من أبرز المبادرات الداعمة للنشر الذاتي، حيث بدأت رحلتها فى عام 2022 تحت اسم «مكتبة اطبع»، لتصبح أول منصة عربية تعتمد نموذج الطباعة عند الطلب. وفى وقت وجيز، استطاعت أن تُحدث تحولًا فى مجال الطباعة والنشر العربي. حيث انضمت إليها أكثر من 120 دار نشر عربية وأجنبية، بالإضافة إلى 900 مؤلف ذاتى بحلول مايو 2023. وفى ديسمبر من العام نفسه، تجاوز عدد عملائها نصف مليون مستخدم. ثم، فى يونيو 2024، تحولت «مكتبة اطبع» إلى مِنصه «سماوى»، لتكون أول منصة عربية متخصصة فى طباعة الكتب عند الطلب.
وفى حديثه إلى «روزاليوسف» أكد دسوقى، أن المنصة ليست دار نشر، بل وسيط يربط بين المؤلف أو الناشر وبين القراء وأن عملية النشر تتم بخطوات بسيطة، حيث توفر سماوى نموذجًا ميسرًا للنشر الذاتي، فيمكن لأى كاتب أو ناشر رفع كتابه على المنصة خلال دقائق، بدءًا من تسجيل الحساب وحتى تحديد سعر البيع، دون أى تكاليف مسبقة. وتتم طباعة الكتاب عند الطلب، وتُحسب نسبة أرباح المنصة بعد إتمام البيع.
وفى 2023، وزّعت المنصة كتبها فى 33 دولة و72 مدينة، مما يعكس نجاح نموذج الطباعة عند الطلب. كما توفر المنصة خدمات أخرى مدفوعة، تشمل مراجعة النصوص، تحريرها، وتحويلها إلى كتب صوتية.
وكشف دسوقى أيضًا عن إطلاق «سماوى» تطبيقًا يجمع بين الكتب الإلكترونية والصوتية، ويتيح للقراء خيارين : إما الشراء المباشر لامتلاك كتب محددة. أو الاشتراك فى مكتبة الكتب للوصول إلى جميع الكتب المتاحة خلال فترة الاشتراك .
وأوضح أن التطبيق يتشابه إلى حد كبير مع نموذج «أمازون كيندل» من حيث النشر الذاتى والطباعة عند الطلب، لكنها علاوة على شراء الكتب تتميز بإمكانية الاشتراك فى مكتبة الكتب الرقمية، إضافة إلى خدمات لوجستية أكثر سهولة تناسب السوق العربية.
وفى خطوة جديدة لتعزيز تجربة الكتب الصوتية، قدمت المنصة «كرسى سماوى»، وهو مقعد مصمم لعزل الضوضاء، مما يسمح للقراء بالاندماج مع الكتب الصوتية أثناء الاستراحة.
«وجود».. نافذة جديدة للفن العربي
وفى خطوة جريئة تعكس التحول الرقمى فى المشهد الفنى العربي، شاركت منصة «وجود» السعودية فى معرض القاهرة الدولى للكتاب 2025، حيث كشف محمد علامة، المدير التنفيذى للمنصة، عن رؤية المنصه التي تهدف إلى تمكين الفنانين العرب من الوصول إلى جمهور عالمي، كما استعرض علامة الرحلة التي مرت بها «وجود» منذ كانت فكرة على الورق وحتى مرحلة الإطلاق. موضحًا أن المنصة ليست مجرد مشروع تقني، بل هى منظومة متكاملة تسعى إلى تعزيز مكانة الفن العربى على الصعيد العالمي، مع التركيز على تقديم حلول مبتكرة تدعم الاقتصاد الإبداعى والرقمي.
وأكد علامة فى حديثه لروزاليوسف أن «وجود» تُعد الأولى من نوعها فى العالم العربي، التي توفر تجربة متكاملة تجمع بين الفنون المطبوعَة، الرقمية، والأعمال الأصلية. وأوضح أن المنصة تقدم مساحة شاملة ومتطورة للفنانين من مختلف التخصصات، سواء كانوا رسامين، مصممين، خطاطين، أو مصورين، حيث يمكنهم رفع أعمالهم بدقة واحترافية، مع إمكانية تحديد صيغة البيع والتي تأتى فى ثلاثة أشكال:
- الأعمال المطبوعَة التي يمكن إنتاجها فى نسخ متعددة.
- الأعمال الرقمية التي تلبى احتياجات العصر الرقمي.
- الأعمال الأصلية، التي تُباع لمرة واحدة فقط لتعكس تفردها وقيمتها العالية.
وكشف علامة عن موعد الإطلاق الرسمي لمنصه وجود فى أبريل 2025 ، مشيراً إلى أن المنصة استطاعت جذب أكثر من 80 فنانًا عربيًا حتى الآن، والذين أبدوا ثقتهم الكبيرة برؤية وأهداف المشروع. وأردف قائلاً: أن البدايات لم تكن سهلة. حيث واجهنا الكثير من التحديات، لكن الإصرار والرؤية الواضحة كانا وقود نجاحنا. واستطعنا فى النهاية تحويل الحلم إلى حقيقة. وهذه التجربة تؤكد أن التحديات هى الطريق إلى النجاح إذا اقترنت بالإرادة والعمل الجاد.
وفى سياق متصل أكد خالد بامحمد؛ الرئيس التنفيذى لمجموعة أيقونات السعودية التي تضم منصات «اطبع»، «سماوى»، و«وجود»، الدور الريادى للمجموعة فى إعادة تعريف مشهد النشر والإبداع الفنى فى العالم العربي.
واختتم «بامحمد» حديثه بالتأكيد على دورها فى دعم الاقتصاد الإبداعى وتحفيز التحول الرقمى فى المنطقة. وقال: “نحن نعمل من خلال منصاتنا المختلفة على تحقيق نقلة نوعية فى صناعة النشر والفن العربي”.