الإثنين 3 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى ليلة ساحرة على المسرح الكبير

موسيقى تشايكوفسكى بأنامل يسى وقيادة عباسى

المايسترو نادر عباسى
المايسترو نادر عباسى

لم تمنع برودة الطقس الجماهير من التوافد على دار الأوبرا الأسبوع الماضى لحضور حفل جمع اثنين حظيا بتصنيف عالمى بمجال الموسيقى.. هما المايسترو نادر عباسى وعازف البيانو رمزى يسى فى ليلة ساحرة على خشبة المسرح الكبير أمتع الاثنان الجمهور بمشاركة أوركسترا أوبرا القاهرة؛ فى حالة من الخضوع والصمت جلست الجماهير بكل آذان صاغية مستمعة إلى إبداع العزف الموسيقى وقيادة الأوركسترا ثم عزف البيانو لرمزى يسى.



لم يكن شائعا من قبل توافد عدد غفير من الجمهور على حضور هذه النوعية من حفلات الموسيقى الكلاسيك التى تقتصر عادة على نخبة النخبة من الجماهير، بينما اليوم استطاع يسى وعباسى بدأبهما على تقديم إبداع منفرد واستثنائى كل فى موقعه استقطاب أكبر عدد من الجمهور إليهما وكأنك فى إحدى حفلات عمر خيرت؛ لم تكن موسيقى تشايكوفسكى متاحة أو رائجة بين الجميع وعادة كان لا يحضر تلك النوعية من الحفلات الكلاسيكية سوى مجموعة من المختصين بمجال الموسيقى أو محبى الموسيقى الكلاسكيك، بينما اليوم حقق الاثنان هذه المعادلة الصعبة باكتسابهما شهرة وثقة جعلت هذا الجمع الغفير ينتظر فى شوق حضور حفلهما كل عام.

قدما خلال الحفل مختارات من أهم أعمال المؤلف الروسى بيتر ايليتش تشايكوفسكى والتى عبرت عن طبيعة موسيقاه المميزة كان منها افتتاحية فانتازيا “روميو وجولييت” التى تم استلهامها عن مسرحية الأديب الإنجليزى الشهير شكسبير وعُرضت لأول مرة فى ١٦ مارس 1870؛ ثم افتتاحية 1812 والتى كلف تشايكوفسكى عام ١٨٨٠ بكتابة عمل موسيقى بمناسبة الانتهاء من بناء كاتدرائية المسيح فى موسكو حيث أقيمت لإحياء ذكرى الانتصار الروسى على جيوش نابليون عام 1812 وأصبحت ركيزة أساسية فى حفلات الكونسير وفى ريبرتوار باند النفخ وفرق الموسيقات العسكرى؛ أما كونشيرتو البيانو والأوركسترا الأول يعد أحد أشهر مؤلفات تشايكوفسكى ومن أشهر كونشيرتات البيانو على الإطلاق، كتب بين عامى ١٨٧٤ - ١٨٧٥ وظهر للنور فى ٢٥ اكتوبر ١٨٧٥ فى بوسطن، وحقق شهرة واسعة وثبتت خلالها القدرات الإبداعية لتشايكوفسكى.

جدير بالذكر أن بيتر ايليتش تشايكوفسكى (١٨٤٠-١٨٩٣) من أشهر المؤلفين الروس فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر، حققت أعماله شعبية ضخمة لما تحمله من ألحان غنائية معبرة تنفذ إلى الوجدان فى سهولة ويسر، كان لأحداث حياته الحزينة وطبيعة شخصيته شديدة الحساسية أثر واضح على موسيقاه فاتسمت مؤلفاته بتعبيرية مرهفة يحمل بعضها كثيرا من الشجن أو الحسرة، وفى بعض الأحيان تعكس قدرته الخلاقة على التعبير عن الأجواء الطفولية المرحة، وقد شغف بالموسيقى الكلاسيكية والرومانتيكية الأوروبية وخاصة أعمال موتسارت وفيردى.