الصائم المستشار هشام بركات.. دفع حياته ثمنًا لحماية المصريين

مروة مصطفى
لا يحل شهر رمضان من كل عام، إلا وتفوح منه الذكرى العطرة لاستشهاد الشهيد الصائم المستشار هشام بركات، النائب العام، الذى اغتيل فى الثامنة والنصف صباح يوم 12 رمضان الموافق 29 يونيو من عام 2015، لتصعد روحه إلى بارئها بعد أن دفع حياته ثمنًا للعدالة، ولأداء واجبه بشجاعة، بعد اتخاذه قرارات جريئة ومخلصة فى لحظة فارقة فى تاريخ مصر ليحمى شعبها من الإرهابيين.
وكان قد أمر المستشار هشام بركات، بفض اعتصامى رابعة والنهضة المسلحين، لحماية المصريين من مصير أسود كان فى انتظارهم، وأحال الرئيس المعزول الأسبق محمد مرسى للمحاكمة، بتهمة التخابر، بعد أن ثبتت وبالأدلة القاطعة التهمة عليه، الأمر الذى جعل مواقفه الوطنية خصمًا للجماعة الإرهابية فقرر الإرهابيون التخلص منه على يد جماعة بيت المقدس، وتورط فى عملية تفجيره الإرهابى هشام العشماوى.
يعد الشهيد الصائم من القضاة المدافعين على استقلال القضاء، وفى 10 يوليو 2013 رشحه مجلس القضاء الأعلى، لمنصب النائب العام بعد عزل المستشار عبدالمجيد محمود، النائب العام الأسبق، وأدى اليمين الدستورية أمام المستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية المؤقت، وبذلك أصبح النائب العام الثالث فى مصر بعد 25 يناير.
منذ هذه اللحظة التى عين فيها المستشار هشام بركات فى منصبه لم يكن سبيله ممهدًا، وكان طريقه صعبًا منذ تحمله الأمانة ومسئولية الدعوى العمومية والدفاع عن حق المجتمع، فمحامى الشعب فى مواجهة الإرهاب والفوضى، ومطالب بتحقيق القصاص العادل من الإرهابيين الذين نشطوا فى ارتكاب العمليات الارهابية بعد ثورة 30 يونيو بشكل كبير.
وفى 7 نوفمبر 2013، عقب تولى المستشار هشام بركات منصبه بـ 5 أشهر، كلف المكتب الفنى بفحص ومراجعة حالات المحبوسين احتياطيًا بمختلف أنحاء الجمهورية على ذمة قضايا العنف التى شهدتها البلاد والمتهم فيها أحداث وشباب وكبار السن، لتحديد موقفهم القانونى ومدى ضلوعهم فى ارتكاب الجرائم محل التحقيق، حرصًا منه على مستقبل الطلبة والظروف الصحية للمسنين.
كما قام المستشار هشام بركات باستصدار نشرات حمراء من الإنتربول الدولى لضبط القيادات الهاربة من الجماعات الارهابية، ما أفزع تلك القيادات الهاربة خارج البلاد، وقاموا بتدبير عملية الاغتيال له، وفى صباح يوم 12 رمضان فخخ مجموعة من الطلبة المتطرفة بمجرد مرور موكب النائب العام فجروا السيارة المفخخة بنحو 50 كيلو من المتفجرات فى السيارة التى كان يستقلها ليستشهد وهو صائم.